الفصل السادس ( وحش غامض)

89 13 5
                                    

بدأت خطتي تنكشف بينما اندفعت نحو يونس بسرعة، أمسكت بيديه بقوة وسحبته إلى المسرح بحماس. أزلت الستارة الثقيلة بحركة سريعة، ولم يمضِ وقت طويل حتى انطلقت الألحان المنتظمة والملهمة.
كانت القاعة مكتظة بالمدعوين، و أصواتهم المبتهجة تختلط مع اللحن المتجانس
كانت كل خطوة نرقصها متناغمة مع الإيقاع، بأداء محترف كأنه يكشف عن سنوات عديدة من التدريب المكثف. كان يونس في البداية متفاجئًا لكنني أقنعته بضرورة المشاركة، ونطقت بكلمات مشجعة تدعوه للانضمام إلي في إبهار آثليت.

بدأ يونس في لفافتي بحركات متأنقة، فتطاير فستاني بأناقة في الهواء، وبدأت أنا أحرك قدمي يمينًا ويسارًا، مدركة تأثير الحضور وردود فعلهم المعجبة. كنا نرقص رقصة السالسا الإسبانية بتفاصيلها الجميلة، وكل حركة كانت تنبض بالحياة والإيقاع.

اختممنا الرقصة وسط تصفيق حار من الحضور، وسرعان ما توجهنا نحو آثليت، المستضيفة الرائعة للحفل. "مساء الخير، آثليت. أتمنى أن تكون الرقصة قد أعجبتك"، قلت بابتسامة واثقة.

ردت آثليت بابتسامة واسعة، معبّرة عن إعجابها بأدائنا. كانت الكلمات اللطيفة تتناثر كالنجوم في سماء الليل، ورغم أن كل ما حدث كان صدفة، إلا أن فرحتي كانت غامرة و محبوكة بسحر اللحظة.

"هل من الممكن، آثليت، أن تعرّفيني على الفنانين؟"،
سأل سميث بصوته الودي. لم أتردد في تقديم التعارف شعرت بغضب آثليت الذي كان ينبغي أن يكون مختلفًا ، أحيانًا أشعر أنها تقرأ أفكاري من خلال نظراتها الحادة. ثم قالت بصوت متجهم، وهي تنظر إلينا بحده، "بالتأكيد، سيد سميث. هؤلاء مساعديني في القصر ولكن حسهم الفني عريق."

أجاب سميث بشكر وامتنان، "فعلاً، آثليت، إنهم عظماء."

في الأثناء، كان نوح يتسلل عبر أروقة القصر، يسعى للوصول إلى غرفة آثليت، محاولًا بشتى الطرق كشف لغزها المثير. استخدم مصباحه اليدوي لينير الطريق المظلم، وفور دخوله الغرفة، لفت انتباهه كتاب مفتوح على المكتب.

لم يكن هذا أي كتاب. إنه كان يوثق أفكار وأحلام آثليت، وبينما كان ينظر إليه بدهشة، ظهرت هي فجأة على السرير.

اقترب نوح بخطوات هادئة من الكتاب، وشعر بقلق شديد من أن يكشف عن وجوده ويختفي مثلما حدث مع إسراء. كاد نوح أن يمسك بالكتاب، إذ فاجأه وجد آثليت جالسة على السرير....

"آ... ثلي... ت، جئت لأطمئن عليكي، مدام." قال نوح بصوت مرتجف.، لكنها طمأنته بكلماتها الحانيه.

نظرت آثليت إليه بنظرة شك، لكنها أجابت بصوت هادئ: "لا داعي للقلق، نوح. جئت إلى هنا لأخذ بعض من أوراق العمل الخاصة بي، لا داعي لتوترك هذا."

"نعم، مدام آثليت. أستأذنك بالانصراف." تراجع نوح خارج الغرفة، محملاً بالأفكار والتساؤلات حول ما يجري في القصر، وعن لغز آثليت الغامض الذي بدأ يظهر بوضوح أمامه.، وما الذي يوجد في هذا الكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد انتهاء رقصتي مع يونس، بدأت في البحث عن نوح. فجأة، ظهر مهرولاً، يتنفس بصعوبة، وقال بقلق، "كيف لكم أن تتركوها تأتي لغرفتها؟ ألسنا على اتفاق؟"

حقيقة مزيفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن