-كنت دائماً شغوفاً بمعرفة بداية الأشياء، ولا أستطيع أن أفهم أمرا معيناً دون أن أعرف بدايته وتاريخه .
فكم هو يسير أن تفهم كيف تطير الطائرة الحديثة المعقدة لو أنك فهمت كيف كانت تعمل أول طائرة، وهناك مقولة تقول: "أن هناك أول مرة لكل شيء"
وأنا أحب جداً هذه المقولة . . ما علاقة هذا بموضوع الصلاة !!
في الصغر إعتدنا أن يأمرنا آبائنا ومعلمينا بالصلاة،
فنمتثل للأمر ونذهب لنصلي فنجد أن الصلاة ثقيلة فنتركها، ثم نسمع شيخاً يتحدث عن الصلاة وأهميتها وعقوبة تاركها، فنمتثل للأمر ونذهب لنصلي فنجد الصلاة ثقيلة ونتركها !! فكنا نشعر أنهم لا يشعرون بما نشعر به ونظن أنهم يستطيعون الصلاة بإنتظام لأنهم يكبرونا، وعندما كبرنا كبر هذا الشعور معنا،
فما زالت الصلاة ثقيلة وما زلنا نعتقد أن من يحافظ على الصلاة لديه قدرة أو هبة ليست عندنا، مثلاً أنه إعتاد أن يصلي منذ الصغر أو أنه نشأ في بيت محافظ على الصلاة . .
هذا يسمى في علم النفس بالإستثناء أو العزل،
وهو أن تستثني نفسك من أن تنجح أو تحقق أمرا ما
بحجة أن من حقق أو نجح في هذا الأمر كانت لديه قدرة أو هبة ليست عندك . . فأصبح لدينا شعور بالعزل تجاه من يصلون لإننا نشعر أن الصلاة ثقيلة علينا ولا نستطيع أن نصلي صلاة واحدة بينما تبدو الصلاة لهم يسيرة بسيطة،. والسبب في ذلك أننا لم نحل جذر المشكلة بعد،. وهو لماذا تبدو الصلاة
ثقيلة ؟!!
تتجلى إجابة هذا السؤال في معرفة بداية فرض الصلاة، فمعرفة بداية الأشياء ييسر فهمها، فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، تقريباً بعد أثنى عشر عاماً من النبوة . .
ماذا يعني ذلك ؟!
يعني أن النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يحدث الصحابة عن الله عز وجل ويتلو عليهم ما أنزل من القرآن لمدة أثنى عشر عاماً قبل أن تفرض عليهم الصلاة، إن الله عز وجل حكيم خبير، وفرض الصلاة في هذا التوقيت كان لحكمة بالغة، كان من الضروري أن يتعرف الصحابة على الله تعالى أولاً، صفاته، رحمته، قدرته، حتى يستقر حب الله تعالى في قلوبهم، فيأتي فرض الصلاة عليهم فيجد مكاناً في قلوبهم، بل شوقاً منهم للإتصال مع هذا الخالق العظيم الكريم الودود، هكذا كان أمر الصلاة في قلوبهم.
إذا عرف الآمر، نفذ الأمر . . عندما تعرف الصحابة
- رضوان الله عليهم - على الله عز وجل أحبوه، فكانت الصلاة في ظاهرها فرض عليهم وفي جوهرها هبة من محبوب لحبيبه للإتصال به ومناجاته . . لذلك منهم من كان يقيم الليل كله صلاة وصلة بالله عز وجل، ومنهم من كان يصلي الضحى اثنتي عشر ركعة نافلة، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي الليل حتى تتورم قدماه، ولا عجب في هذا، فكم من حبيب يقضي ساعات مع محبوبه دون ملل، ولله المثل الأعلى عز وجل، فكان أمر الصلاة لهم فسحة للنفس، لانه ليس كأي أمر ، بل أمر من المحبوب .
فأول مهارة عليك تعلمها للحفاظ على الصلاة وقبل أن تصلي، هي أن تتعرف على الله عز وجل، وقد خصصت آخر فصل من هذا الكتاب (هكذا عرفته) كمدخل للتعرف على الله الرحمن، فإن عرفته أحببته،
وأن أحببته أطعته . . فالله عز وجل رحيم ودود تواب واسع حافظ، إعتقادك أن علاقتك مع الله تعالى هي علاقة أمر ونهي فقط هو اعتقاد خاطيء،
واعتقادك أن حب الله تعالى ووده هو أمر مقصور على الأنبياء والشهداء والصالحين فقط هو نقص إيمان . . الله قريب، عندما وصف المذنبين الذين أسرفوا على أنفسهم فنسبهم إليه ولم يتبرأ منهم فقال عز وجل:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم . . لا تقنطوا من رحمة الله . . إن الله يغفر الذنوب جميعا . . إنه هو الغفور الرحيم" .
إذن جدير بك أن تعرف الله حقاً . . أن تعرف الله السميع الذي يسمع دعاءك أينما كنت أن تعرف الله الشكور الذي يعطيك على العمل القليل الشيء الكثير . . أن تعرف الله الصمد الذي تصمد وتلتجأ إليه في خوفك وفزعك . . الله السلام الذي سلمت أفعاله من الشر المطلق . . ولو عرفت الله السلام أحسنت الظن به وملئت السكينة قلبك . . ضائقة كان هو الواسع لك . . إن جئته تشكو ألما كان هو اللطيف بك . . وإن جئته تشكو غلظة وقسوة كان هو الحنان عليك . . قاهر لمن قهرك، ومذل لمن أذلك .
لا تفوت يوماً إلا وتسمع أحداً يحدثك عن الله تعالى،
الأمر ليس صعب أو معقد، خمس عشر أو ثلاثون دقيقة كل يوم ستملأ قلبك تدريجياً بحب الله تعالى ومعرفته، إسمع لشيخ تحب إسلوبه أو قارىء تحب صوته، إستغل أوقات الذهاب أو العودة الى العمل أو بينما تقود سيارتك أو في أوقات الإنتظار أو قبل أن تنام . .
إستمع لموعظة قصيرة أو قصص الأنبياء أو قصص الصحابة والتابعين أو قصص واقعية عن الصالحين أو قرآن بصوت جميل، حافظ على هذا الأمر يومياً وستغير حياتك، سيزداد علمك ويرق قلبك، ستعلم حب الله تعالى لك فيزداد حبك له عز وجل ويكون دافع لك أن تصلي .
يقول الله تعالى"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
لذلك لا أخفيك سر، انت لا تصلي لأنك لا تعرف الكثير عن الله سبحانه تعالى جده .
لذلك أذكر لك هنا بعض الدعاة المفضلين لدي ولك الحق أن تختار من تميل إليه نفسك من غيرهم:
الشيخ محمد راتب النابلسي .
الدكتور عبد المحسن الأحمد
الشيخ الحبيب علي الجفري
الشيخ محمد متولي الشعراوي
الشيخ عمر عبد الكافي
الدكتور علي أبو الحسن
الدكتور محمد سعود الرشيدي
الشيخ مبروك زاد الخير
الدكتور مصطفى محمود
الداعية مصطفى حسني
الشيخ نبيل العوضي
الشيخ صالح المغامسي
الداعية مشاري خراز
الشيخ محمد مختار الشنقيطي
أيضاً القاريء فهد الكندري له برنامج إسمه
"إهتديت بالقرآن" فيه قصص من إعتنقوا الإسلام حديثاً، ستشعرك هذه القصص بنعمة الإيمان وتعززها في قلبك، سترى أناساً إمتلكوا الكثير والكثير من متع هذه الدنيا ومع ذلك لم تشبع هذه المتع واللذات جوع روحهم ولكن بعد أن عرفوا الله سبحانه وتعالى عاشوا وكأنهم يمتلكون الدنيا كلها .
وبعض قراء القران:
القارىء أحمد النفيس
القاريء عمر شلبي
القاريء وديع اليمني
الشيخ مشاري العفاسي
الشيخ محمد صديق المنشاوي
الشيخ عبد الرشيد الصوفي
القاريء ناصر القطامي
القاريء حاتم فريد
القاريء إدريس أبكر
أيضا إستمع لمناظرات الشيخ أحمد ديدات وتلميذه الشيخ ذاكر نايك، هم علماء في مقارنة الأديان، إستمع إلى القصائد الدينية، ستعجب بها كثيراً
ومنها: (أطع أمرنا /سامر الدرة)-(أغيب/مشاري راشد)
-(ليس الغريب/مشاري راشد)-قصائد المنشد مصطفى عاطف . .
وإن كنت ممن يحبون القراءة، يمكنك قراءة كتيبات صغيرة فيها مواعظ رائعة، وهناك كتاب إسمه
"أنيس المؤمنين" يحتوي على قصص رائعة للصحابة والتابعين والصالحين .
أيضا خصص خمس دقائق كل يوم لذكر الله تعالى بتركيز مع تفريغ قلبك من اي عملاً آخر، أذكر الله تعالى فقط بهدوء وسكينة ولتعي ما تقول ولا تسرع وأنت تذكر الله، كن هادئاً متقناً، فالعبرة بمن هو أحسن عملاً لا بمن هو أكثر عملاً، أحب الأعمال إلى الله تعالى، أدومها وإن قل . .
فكلما حافظت على تلك الأعمال البسيطة التي لا تحتاج إلى الوقت الكثير ولا المجهود الكبير كلما قويت روحك وأعانتك على وسوسة الشيطان،
فالتذكير والذكر غذاء للروح كما الطعام غذاء الجسد، يمكنك أن تشتري لوحة صغيرة عليها آية:
" وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
ضعها في غرفتك أو سيارتك او مكتبك أو إجعل هذه العبارة خلفية لهاتفك أو حاسوبك الشخصي حتى تتذكر دائماً أن تستمع أو تقرأ شيئاً يذكرك بالله
عز وجل، بمرور الوقت ستشعر بالتغير في حياتك فهذا أحد أسرار الذين يحافظون على الصلاة
وتعلقت قلوبهم بالمساجد .
︵‿︵‿୨🌸୧‿︵‿︵.
أنت تقرأ
فاتتني صلاة !! لـ (( إسلام جمال))
Spiritual"فاتتني صلاة" هي كتاب من تأليف الكاتب الدكتور عائض القرني. يتناول الكتاب موضوعات دينية تتعلق بالصلاة وأهمية الالتزام بها، ويشجع على تحسين العلاقة بالله وتطبيق المبادئ الإسلامية في الحياة اليومية."وهي فكرة تتعلق بفقدان أداء الصلاة في وقتها المحدد، وع...
