4- أنت أفكارك ༚✧

344 10 2
                                        


-شئت ام أبيت، فإن الحوار الذي يدور داخل عقلك
هو من يسير حياتك، فما أنت إلا مجموعة من الأفكار،
وما تفعله في حياتك كل يوم ما هو إلا تنفيذ للأفكار التي تسيطر على عقلك وإذا أردت أن تحسن أي جانت من جوانب حياتك فلابد أن تحسن أفكارك تجاه هذا الجانب، وهناك مبدأ نفسي يقول:
"أيا كان إعتقادك . . بأنك سوف تنجح في أمر ما . . أو لن تنجح فيه . . فأنت على صواب في الحالتين"
فأنت لا تستطيع أن تنجح في أي أمر إلا إذا اعتقدت أولاً إنك تستطيع أن تنجح فيه .
عندما سئل الملاكم المشهور محمد علي كلاي عن سر نجاحه، قال إنه كان دائماً يردد عبارة "أنا الأعظم"-
والتي غيرها بعد أن أعلن إسلامه الى "الله الأعظم"-
حتى أصبح بالفعل أعظم ملاكم عرفه التاريخ، وهذه العبارة كانت تساعده على الإلتزام بأداء التدريب اليومي وكان يستخدمها في اللحضات الصعبة في كل مباراة، ولو لم تكن هذه الفكرة تسيطر على عقل كلاي لما إستطاع أن يحقق هذا النجاح .
لا تستهين بالأفكار داخل رأسك، فكل الأعمال النبيلة كانت نتيجة أفكار، كذلك كل الجرائم والحروب كانت بدايتها أفكار، يكفيك أن تعلم أن سلاح إبليس الوحيد هو الوسوسة، وما الوسوسة إلا التأثير السلبي على الأفكار، لذلك عليك أن تحمي عقلك من الأفكار السلبية والهدامة وأن تستبدلها دائماً بأفكار إيجابية بنائة .
عقلك مثل التربة التي تقبل زراعة اي أنواع من النباتات، أي شيء تبذره فيها ستحصده، فهو يقبل أي أفكار تزرعها فيه دون أن يجادلك أو يسألك ما إن كانت هذه الأفكار صحيحة أم خاطئة، بنائه ام هدامة، ومع مرور الوقت تصبح هذه الأفكار هي من تشكل عاداتك وسلوكك .
تذكر مرة شعرت فيها بالإحباط أو الضيق أو الحزن بسبب كلام سمعته من شخص ما، وتذكر أيضاً مرة شعرت فيها بالإمتنان أو السعادة بسبب كلمة قالها لك شخص ما، سواء كان هذا الشخص صديقك أو أحد أفراد عائلتك أو حتى لا تعرفه . . يمكن لكلمة يقولها لك أي إنسان أن تؤثر على شعورك بدرجة كبيرة لذلك قال سيدنا -عليه الصلاة والسلام- "والكلمة الطيبة صدقة". لأن الكلمة الطيبة لها تأثير بالغ على من يستقبلها . . كذلك الذي تحدث به نفسك في صورة أفكار يؤثر عليك بنفس الدرجة حتى وإن كنت صامتاً ظاهرياً، فيمكن لحديث النفس أن يجعلك تشعر بالسعادة أو الحزن، بالأمل أو الإحباط، بالإمتنان أو التذمر، فالأولى أن تتصدق على نفسك وتحدثها بالكلام الطيب .
ما تحدثك به نفسك عن الصلاة وصورتك الذهنية عنها يساهمها بقدر كبير في حفاظك على الصلاة أو تركها . . ربما يكون لديك بعض الذكريات السيئة مع
الصلاة التي رسمت صورتها في ذهنك على إنها عمل ثقيل أو عبء عليك الإنتهاء منه أو تركه وجعلك تحدث نفسك بأنك لا تستطيع أن تحافظ على الصلاة أو إنك لم تتعود عليها ولن تخشع فيها أو أن المصلين لديهم قدرات وظروف خاصة ليست عندك ..
هذه الصورة لا تعكس جوهر الصلاة الحقيقي وكلما ذكرت نفسك بالله عز وجل وزاد علمك به سبحانه
-كما ورد في الفصل السابق- كلما تغيرت هذه الصورة تدريجياً.

فاتتني صلاة !! لـ (( إسلام جمال))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن