- في بداية تسعينات القرن الماضي، جاء شخص إلى مدير تنفيذي لشركة امريكيه رائدة في الدعاية والإعلان يدعى "هوبكنز Hopkins"بفكرة جديدة في ذلك الحين، فقد أوضح هذا الشخص إنه إكتشف منتجاً مدهشاً وأنه مقتنع أن هذا المنتج سيحقق نجاح رائع لذلك فهو يريد مساعدة "هوبكنز" للترويج والدعاية لهذا المنتج، لقد كان هذا المنتج معجون للأسنان.
لقد كان "هوبكنز" يعتلي قمة مجال الدعايه والإعلان في ذلك الوقت، فقد إستطاع أن يحول كثير من المنتجات المجهولة إلى منتجات تباع بملايين الدولارات تشتريها كل أسرة أمريكية تقريباً، وكان سر نجاح ''هوبكنز" يكمن في قدرته على إيجاد عادات جديده بين العملاء تجعلهم يشترون هذه المنتجات، وأصبحت قواعد"هوبكنز" للدعاية والإعلان قواعد أساسية يستخدمها المسوقين وأصحاب الشركات والمصانع، ومازالت هذه القواعد تؤثر في كيفية شرائنا للمنتجات إلى وقتنا هذا .
ومع ذلك كان يعلم "هوبكنز" أن بيع معجوناً للأسنان يعد إنتخاراً تجارياً في ذلك الوقت ، فقد كان من النادر أن يشتري أي شخص مواد لتنظيف الأسنان حيث كان إستخدام فرشاة الأسنان نادر أصلاً رغم مشاكل الأسنان المتفشية وقتها، لهذا رفض "هوبكنز" إقتراح ذلك الشخص عدة مرات، لكن عندما رأى إصراره وافق للقيام بحملة ترويج لمنتجه تحت شروط ضمانية، في خلال خمس سنوات حول "هوبكنز" هذا المنتج المجهول إلى أحد أشهر المنتجات شهرة على وجه الكره الأرضيه ، حيث إنتشر معجون الأسنان "بيبسودينت Pepsident"
عبر امريكا بسرعه مذهلة، وبحلول عام 1930كان يباع في الصين وجنوب أفريقيا والبرازيل وألمانيا حتى إنتشر تقريباً في كل دول العالم، وبعد مرور عشر سنوات على إطلاق أول حملة دعاية
لـ "بيبسودينت" إكتشف خبراء استطلاعات الرأي أن غسيل الأسنان بالفرشاة أصبح إحدى شعائر الشعب الأمريكي فقد نجح "هوبكنز" أن يجعل غسيل الأسنان بالفرشاة نشاط يومياً (عادة)ويفخر"هوبكنز"
فيما بعد بأن سر النجاح يرجع إلى القدرة على جعل غسيل الأسنان عادة يومية بين المستهلكين وذلك عن طريق إكتشاف محفز ينمي عندهم الرغبة للقيام بنشاط غسيل الأسنان كل يوم، ليس ذلك فقط بل بضرورة وجود مكافأة فورية يحصل عليها المستهلك بعد غسيل أسنانه حتى يصبح غسيل الأسنان عادة يفعلها المستهلك تلقائياً .
وهذا المبدأ هو الذي يستخدمه مصمموا العاب الفيديو جيم والشركات الغذائية ومحلات الوجبات السريعة وملايين مندوبي المبيعات حول العالم الآن .
قصة مثيرة ولكن ما علاقة إكتشاف "هوبكنز" بموضوع الصلاة !! لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف ما فعله "هوبكنز" بالتفصيل، فما قام به لم يكن فقط أسلوب ذكي للدعاية والإعلان بل هو مبدأ علمي في فهم أسرار النفس البشرية وكيفية التعامل معها . .- محفز العادة:
----------------
من أجل بيع "بيبسودينت " كان "هوبكنز" بحاجة إلى محفز يبرر إستخدام معجون الأسنان يومياً، فجلس مع كومة من كتب طب الأسنان، وفي وسط أحد الكتب وجد معلومة تبين أن هناك غشاء مخاطي طبيعي يغطي الأسنان وأن هذا الغشاء يلتصق به بقايا الطعام فيميل لونه إلى الإصفرار ثم تتكون باكتيريا بين الأسنان التي تسبب تلفها وتسوسها مع الوقت، فاستخدم "هوبكنز" هذا الغشاء كمحفز أو منبه يعزز الرغبة لغسيل الأسنان، فكان أحد الإعلانات يقول "مرر لسانك على أسنانك وسوف تشعر بوجود الغشاء الذي يجعل أسنانك تمرض ويسبب التسوس"
علمياً لم يكن هذا الغشاء نفسه هو ما سبب التسوس ولكن بقايا الطعام الملتصقة به، ومع ذلك أستخدم"هوبكنز" لفظة الغشاء لسهولة الإحساس به.
لذلك نحن تقريبا نجد المحفز أو المنبه في كل شيء نفعله في صورة عادة يومية، فمثلاً الشعور بالجوع يعتبر منبه لضرورة تناول الطعام . . وبالنسبة للأشخاص ذوي الشهية تعتبر رائحة الطعام فقط أو رؤيته محفز قوي يعزز الرغبة لتناول الطعام حتى وإن لم يكن هناك شعور بالجوع، فكل عادة تفعلها إما أن يكون لها منبه أو محفز أو الأثنين معاً، حتى العادات الضارة كالتدخين مثلاً، يعتبر الشعور بنقص النيكوتين داخل الجسم منبه يدفع الشخص إلى تدخين السجائر، حتى وإن لم يوجد هذا الشعور فرؤية السجائر أو الجلوس بمكان فيه مدخنين يمكن أن يكون محفز يعزز الرغبة للتدخين .
أنت تقرأ
فاتتني صلاة !! لـ (( إسلام جمال))
روحانيات"فاتتني صلاة" هي كتاب من تأليف الكاتب الدكتور عائض القرني. يتناول الكتاب موضوعات دينية تتعلق بالصلاة وأهمية الالتزام بها، ويشجع على تحسين العلاقة بالله وتطبيق المبادئ الإسلامية في الحياة اليومية."وهي فكرة تتعلق بفقدان أداء الصلاة في وقتها المحدد، وع...