9- كن صباحاً ༚✧

5 1 0
                                    


-يروي "هال إيلرود" في كتابه الرابع الصباح المعجزة (The Miracle Morning /Hal Elrod) الذي غير حياة آلاف الأشخاص، كيف أن الإستيقاظ مبكراً أنقذه حالة اكتئاب متأخرة كادت أن تصل إلى الانتحار، فبعد أن كان يعيش حياة ناجحة اجتماعياً وعملياً وكان قد نشر له كتاب حقق مبيعات رائعة تغير كل شيء فجأة بعد الأزمة الاقتصادية عام (2007) فوجد نفسه بلا عمل، غارقاً في الديون، لا يستطيع حتى أن يدفع فواتير بيته حتى انتهى به الحال إلى حالة متأخرة من اليأس والاكتئاب كان هال (Hal) يقضي معظم وقته نائماً حيث لم تكن لديه رغبة في الاستيقاظ من نومه لمجرد يقينه بأنه سيواجه هذه الحياة التي لا معنى لها وهذا حال كثير من مرضى الاكتئاب، وفي أثناء حديثه مع أحد أصدقاءه المقربين نصحه صديقه بأن يجرب ممارسة بعض التمارين الرياضية حتى يخرج من حالة الاكتئاب هذه، ونصحه بأن يمارس رياضة الجري خاصة فهي سوف تساعده على الشعور بتحسن نوعاً ما .
أخبر "هال" صديقه إنه لم يمارس رياضة الجري قط في حياته، بل إنه لا يحب رياضة الجري أصلاً، ولكنه تذكر إنه أيضاً لا يحب الحياة التي يعيشها فما المانع إن يجرب رياضة الجري هذه ومع ظهيرة العطلة الأسبوعية إرتدى "هال" ملابسه الرياضية وبدأ بالركض حول المنطقة التي يسكنها كانت تجربة مفيدة بالنسبة له حيث شعر أن القلق تلاشى في تلك اللحضات التي كان يجري فيها وغمره إحساس مؤقت بصفاء الذهن الذي ساعده بالبدء في التفكير الإيجابي تجاه مشكلات حياته . .
أحب "هال" هذه التجربة ككل، وعزم على ممارسة رياضة الجري بانتظار كما عزم فعل بعض الأمور التي يمكن أن تحسن من الحياة التي يعيشها، ولكنه وجد صعوبة في إيجاد الوقت لفعل هذه الأمور، حيث كان مشغول لدرجة أنه لا يجد الوقت لتحسين حياته، وأذكر هنا مقولة الكاتب "ماثيو كيلي": (Matthew Kelly)" كلنا نريد أن نكون سعداء، وكلنا ندري ما الأشياء التي يجب أن نفعلها لنكون سعداء، ولكننا لا نفعل هذه الأشياء لأننا مشغولون، مشغولون بأن لا نكون سعداء، لم يعتد "هال" أن يستيقظ مبكراً -كأغلبية سكان هذا الكوكب - إلا في حالات الضرورة كالذهاب إلى العمل أو مصلحة حكومية أو من أجل اللحاق بموعد طائرة، وكان يعتبر نفسه كائن ليلي لذلك قرر أن يمارس رياضة الجري والأمور الأخرى التي من شأنها تغيير حياته ليلاً بعد الانتهاء من العمل ولكنه أكتشف أن وقت الليل ليس الوقت المناسب حيث إنه دائماً ما يكون تعبأ وليس في الحالة الذهنية والبدنية المطلوبة، فكر في أن يستغل وقت الراحة في وسط يوم العمل ولكنه نادراً ما كان هذا الوقت أهلا للاستخدام حيث أن التفكير في مهام العمل والتحضير لها كان ما يفعله في وقت الراحة لم يجد "هال" وقت مناسب إلا الصباح الباكر قبل الذهاب إلى العمل، لكن هذه الفكرة كانت بمثابة الكابوس بالنسبة له أن يستيقظ في الرابعة أو الخامسة صباحاً دون وعي ، فقد كان يستيقظ بصعوبة بالغة في السادسة وأحياناً السابعة صباحاً من أجل الذهاب إلى العمل، وكل يوم هو يجر نفسه جرا حتى يغادر سريره، لذلك قرر لحظات أن ينسى الفكرة تماما ويعيش حياته كما هي ولكنه تذكر -حسب قوله- مقولة الكاتب "كيفن براسي" "إذا أردت أن تعيش حياة مختلفة عن تلك التي تعيشها، فعليك أن تفعل أشياء مختلفة عن تلك التي تفعلها" .
وهذا قانون رباني ثابت حيث يقول الله الرافع الخافض: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فإن كنت غير سعيد بالحياة التي تعيشها فلابد أن تغير من أسلوب حياتك حتى يغير الله حياتك، وإن كنت سعيد بالحياة التي تحياها فحافظ على الأمور التي تفعلها، لا يبدل الله العزيز نعمة التي أنعم بها عليك، وفي هذا يقول الدكتور راتب النابلسي: "غير كي يغير . . ما بتغير ما بيغير"

فاتتني صلاة !! لـ (( إسلام جمال))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن