الفصل السادس

378 17 0
                                    

مرت عدة أيام على ما حدث...
/  ما زال سليم يستوعب شيئا فشيئا ما عرفه عن حياة سارة ، وكم تعرضت للأذى النفسي والجسدي طوال فترة حياتها الذي بالرغم منه ما زالت تعافر للحصول على حقها بالحياة  ، لا ينكر انشغاله بالتفكير بها طوال الوقت فهي اصبحت حالة فريدة من نوعها بالنسبة له ، تخلى عن فكرة مضايقتها  و ترك لها مساحة للقيام بعملها فالأعراض الجانبية للأدوية بدأت بالهدوء بعدما تعود جسده عليها ، تغيرت معاملته لها كثيرا عن ذي قبل  مما أثار الدهشة والتعجب من جميع من حوله ، لم  يهتم بنظرة أحد فهي لا تستحق غير التقدير ،  لقد نالت من القهر ما يكفي.

ساره / لا تزال تستوعب التغير الذي تراه من سليم تجاهها ، لقد أخبرتها ليلى بإخبارهم  بكل شئ ، هل أصبح يتعاطف معها الآن ؟ هي ليست بالمسكينة التي تحتاج للمساعدة ، تستطيع أن تنال الإحترام والتقدير بعملها  فهي قادرة على ذلك ليست بحاجه للشفقة من أحد ، ستنال  ما تستحقه بالتأكيد بدون أي معاملة خاصة  ستواظب على القيام بعملها على أحسن وجه.

ليلى / واظبت على مواعيد جامعتها  بعدما أصبحت سارة تستقل السيارة مع خالتها خيرية ، تقضي أيام العطلات مع سارة بالفيلا بترحيب من زين وسليم مما جعلها أحيانا تتصادم مع عصام الذي لم يترك لها أي مجال للفوز في كل مرة تتحداه فيها  ، هذا الكائن الغريب كما أطلقت عليه منذ أول مرة رأته فيها ، ماذا سيحدث لو ابتسم قليلا ، أيخاف على تجعد بشرته ، كائن مستفز الى أبعد حد ، لن أتركه ينتصر علي في كل مرة فإذا كان هو الضابط عصام  فهي الدكتورة ليلى والبادئ أظلم.

عصام / غير قادر على تحديد المشاعر التي تجتاحه عند رؤيته لها ، فهي قادرة على تشتيت انتباهه وحواسه في كل مرة ، لا يفكر إلا بكيفية الانتصار عليها وتعليمها  إنه غير قابل للتحدي ، فهو بعدما توفى والديه وهو في سن صغيرة وبعدها تولي والد زين الاعتناء به بحكم الصداقة التي ربطت بين الآباء قبل الأبناء  أصبح صلبا وخشنا اقتصرت دائرة معارفه على زين وسليم وبعض الزملاء الذين تعرف عليهم بحكم عمله ، لم يدخل عالم النساء في حياته من قبل فكل ما يعرفه عن صنف النساء هي الأشكال التي صادفها بحكم عمله كضابط شرطه وتلك الأشكال كفيلة بقلب معدة أي رجل حقيقي عند ذكره لأي إمرأة ولعل ذلك سببا من أسباب تركه مجال الشرطة واللجوء للعمل الخاص ، لا لن يهزم منها ولن يدع لها مجالا لذلك.

زين / سعيد بالتغير الذي رآه على أخيه  ، تزداد ثقته مع الوقت تجاه ما تستطيع سارة فعله ، لقد اعتبرها حقا بمثابة أخته ، عرض عليها تأمين مسكن خاص لها ولوالدتها او انتقالهم للملحق الخارجي بالفيلا ولكنها رفضت أي مساعدة وأوضحت له إنها تقدر ما عرضه عليها ولكنها لا تستطيع الاعتماد على أحد لتلبيه رغباتها يجب أن تعمل لتحقيق ذلك ، زاد احترامه لها وخصص لها راتبا أكبر مما حصل عليه من عمل قبلها  ، واستغل تغير أخيه فأصبح يجذبه مرة أخرى للعودة لمتابعة اعمال شركته  من خلال مكتب الفيلا ، لديه أمل وتفاؤل مما سيحدث بالأيام المقبلة.

جانبي الأيسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن