الرابع و عشرون

391 12 0
                                    

٣٢١

ما يصدق إن جده و أبوه تغلب عليّه المرض ، ما يصدق إنه إندفن تحت التراب ينتهي مصيره و يتغلب عليه هالمرض الخبيث ، أخذ نفس بعمق يمسح وجهه و مشى يترك كل شيء خلفه ، لف يشوف القبر لأخر مره وهو مستصعب الروحه بدون جده عبيد ، ركب سيارته يسند راسه أعلى الدركسون و بكّى من كتمانه و من تحمل فوق طاقته ينتهي مصيره يطلع ما بخاطره لحاله ، لفّ بشوف أسم حيّاه ينور شاشة جواله و صمت الجوال يرميه مره أخرى ، مسح دموعه يشوف المقابر فاضيه من الرجال إليّ راحوا من ساعة و أكثر ، حرّك سيارته يمسح دموعه الناشفه و غمض عيونه بتعب من لمح عدد الرجال بقرب البيت ، وقف ينزل و غترته أعلى راسه بدون عقاله يمشي بصعوبة متثاقل خطواته للمجلس الكبير ، عزاء الحريم ببيت سالم بينما تكفل عايش بعزاء الرجال بمجالس بيته الشرحه ، لف بنظراته يشوف العدد الهائل و سلم يجلس بتعب ، لف مره اخرى يشوف صدر المجلس فاضي وهو مكان جلوس عبيد الخالي ، لف من نطق نايف بخوف : عايش كل هالتمر
هزّ راسه عايش بنفي يمتنع و صد يتأمل صدر المجلس بهدوء
،
زمت شفايفها من وصلت للمره العاشرة تدق عليه دون رد ، تركت جوالها تشوف العاملات يجهّزون القهاوي و التمر و مشّت تأخذ كوب الماء ، شربته دفعه واحده و أخذت ثاني تمشي فيه لغرفة نهلة بالأعلى ، طلعت الدرج بهدوء و دقت الباب تشوف حنان عندها تقراء عليها و تصبّرها ، قربت حيّاه تمد لها علاجاتها و الماء تنطق بهمس : أمي نهلة كليه لا تتعبين
هزّت راسها نهلة بضعف تأكله و صدت تترك راسها على المخده تتأمل الشمس إليّ بدأت تغيب ووقفت تمشي للخارج تنزل للمعزيين ، فتحت جوالها و أخذت نفس تشوف إنه ما يرد ، لفت بإنظارها تشوف بكّاء مسرّه و يُسرا إليّ تحضنها و رفعت راسها لليّ نطقت : عظم الله أجركم و أحسن الله عزاكم
هزّت راسها حيّاه تنطق بجمود : الله يجزاك الخير
،

« بعد ثلاث ليالي »
عضّت شفايفها لإنها ما شافته من أربع أيام ، كان طويق يمر على أيار ولكن عايش ما دق ولا شافته ، وقفت تلبس عبايتها تنطق : أنا بروح للبيت بترك نجم هنا و برجع
هزّت راسها نهى تحضن نجم إليّ يلعب و مشّت حيّاه لسيارتها تطلع خارج أسوار البيت الكبير ، وقفت بعد ربع ساعة و مشّت تفتح الباب ، عضّت شفايفها تشوف سيارات العيال بالحوش و مشّت بهدوء للبيت بالمنتصف

دخلت و هي تتمنى إن عايش يكون موجود ماهو مع العيال و خابت أمالها تشوف هدوء البيت و الصمت الشديد ، طلعت للجناح تتمسك بالدربزاين و فتحت الباب بهدوء تتوسع عيونها من منظر عايش أمامها ، جالس أعلى السرير و يهوجس ، وجهه المتغيير و نحفه المبالغ فيه و السواد أسفل عيونه ، قربت تهمس بخوف : عايش
ما حسّ عليها تجلس بجانبه و مسكت كفّه يفز من مكانه ينطق : حيّاه !
هزّت راسها تمسح على خده بكفّها تشوف شعيرات وجهه إليّ بارزه و نعاس عيونه و تعبها ، ميل راسه على كفّها ووقفت تنطق : أجيب لك أكل ؟
هزّ راسه بنفي و تقدمت حيّاه تحضنه ، كان صامت و هادئ بحضنها بطريقة تخوفها هي ، أختفى حسّه و مزاحه و بشاشه وجهه يختلي بنفسه يعيش أجواء الفقد إليّ هي ما تبيه يعيشها ، ميل جسده ينسدح بتعب على فخذها و مدت كفّه تلامس شعره بهدوء تشوفه يطالع بالسقف بصمت شديد ، م غاب عن عينها وقت يغفى و يفزّ و كأنه يدور أحد ، همست تشوفه يفزّ : بسم الله عليك
جلس و أعتدلت تحضنه تمسح على راسه بهدوء تستشعر نبضات قلبه القويه
،
وقف طويق من رن جواله و رد يسمع أيار تنطق : طويق أنا بالمستشفى مع مُلهم تعب عليّ
مد كفه لحجاجه يضغط عليه من صداعه ينطق : فيه شيء هو ؟ أنتظريني أنا جاي
وقف نايف بجانبه و نطق يشوف ملامح التعب : فيك شيء ؟
هزّ راسه طويق بنفي يمشي لسياره ينطق : مُلهم تعب و بلحق عليه المستشفى
مشى نايف يركب و أشر له : تعال أنا أخذك
ركب طويق من غير نقاش لإن كل ماله يصدع أكثر و بيصعب عليه الخط ، حرّك نايف للمستشفى ووقف بعد ربع ساعة ينزلون
مشوا للطوارئ وأشر نايف على أيار ينطق : طويق هناك
هزّ راسه طويق يمشي ووقف نايف يسند ظهره على الجدار ، فز يشوفها نفسها على الكرسي المتحرك و أبوها يدفعها ، لمحها و صدّ عنها وهو يتشفق على الشوفه منها ، وقت لمحها شاف ملامحها المُتعبه و إليّ واضح إنها طالعه من العلاج الطبيعي ، تقدم أبو أيهم ينطق بعلّو صوته : نايف
لف نايف و أبتسم يتقدم يقبّل راسه ينطق : لبيه ياعمي
أبتسم أبو أيهم من شاف صدود نايف و نطق بإستغراب : عسى خير وشفيكم هنا ؟
هزّ راسه نايف بنفي ينطق : لا خير ماعليك بس ولد طويق تعب ووديناه للمستشفى
هزّ راسه أبو أيهم و شد على كتفه ينطق : سلم لي على أبوك
أبتسم نايف بتعب ينطق : وصل
،
أخذت نفس تشوف البيت للإن ممتلئ بالحريم و لفت تسمع أم إيهاب تقول : نسيم يا بنتي
لفت نسيم و مشّت تنطق : هلا ؟

عايش لأجل حيّاه ،عايش في ظلّ حيّاه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن