الجُزء الثانِي: انتشِلنِي مِن الضّيَاع.

1.1K 31 427
                                    

دخل منزله وفتح باب شقّته يدلف لها ويخلع حذاءه، تنهّد من الرائحة المألوفة لمنزله والذي كان يكرهها من داخله، رغم نظافة المنزل وتهويته صباح كل يوم إلّا أنه كان به رائحة مألوفة لكل شخص وكل مكان تشعرك بالحنين لعودتك لمنزلك، ولكنه كره العودة لمنزله.

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

همس بصوتٍ منخفض كعادة له بدخول بيته ثم غلق الباب وذهب نحو غرفته، بطريقه بصالة المنزل وجد والده يقف له ينتظره بغضب وهو يكتّف يداه نحو صدره.

"كنت فين لحد دلوقتي؟"

سأل الأب بغضب وقرف منه موجّه نحو ابنه الذي تنهّد بتعب مرّة أخرى ينظر لساعة يده تشير للرابعة فجرًا.

"كان عندنا قضية كبيرة انهارده وسهرنا واحنا بنحلل فيها."

"سهرت مع القضية ولا سهرت على سرير حد! ماهو أصلي مش عارفك! شرب وسهر وقلة أدب كل يوم والتاني!!"

صاح الأب وصرخ عليه بتقزز نحوه، حاول ريان تمالك أعصابه ولم يردّه يقف أمامه بهدوء وبرود يريد إنهاء محاضرة الوالد لابنه حتّى يتمكّن من الذهاب لغرفته وتغيير ملابسه كي ينعم باستحمام بارد وينام.

"لو حضرتك شاكك فيا تقدر تروح النيابة وتسأل كنت فين طول اليوم."

"على أساس الخول الي هناك دا مش هيغطي عليك! أنا ربنا بيعاقبني بيك! عشان غلطي واستهتاري جبت ابن عاق ومقرف بدل ما يشلني في آخر أيامي بيبهدلني أكتر."

ضحك ريان وسخر منه ينظر له باستهزاء.

"ولا حتّى عشرة مني هيقدروا يغسلوك من الي كنت بتعمله."

قال ريان بالحقيقة الذي دفعت الوالد للعصبية المفرطة ليشعر الابن بصفعة فوق وجهه كانت قويّة.

"أخرس يا كلب! امشي غور على أوضّتك مش عايز اشوف وشك."

وكأنّه حصل على إفراج، ذهب ريان مسرعًا لغرفته وقام بخلع ملابسه أكملها وذهب لمرحاض غرفته يستحم بماءٍ بارد يتركه ينساب فوق رأسه يتغلغل لفروة رأسه يبرّدها ويهدّئها، شعر بالراحة أسفل الماء الساقط من المروّش خاصته يشعره وكأنه يغسله من همومه وآلامه.

انتهى وجفف جسده وشعره يرتدي ملابسه الداخليّة وشورت لركبتيه فقط يقرر النوم هكذا بالمكيّف الهوائي يبتغي من البرودة أن تحفر نفسها داخله حتّى النخاع.

أغمض عيناه بهدوء يناشد النوم بعناق ينتشله من واقعه المؤلم ولكن الراحة لم تكن رفيقته اليوم حينما غلبت تلك الذكرى أحلامه تثير دواخله بالتعب والألم لا تدعه ينثر الغبار من عليها.

مُختَل نَفسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن