عام ٢٠٠٤
قبل عشرين عامٍ من الآن بحي التجمّع الخامس، كان الفتى ذو الستّة أعوام ينظر للمنزل المُقابل لهم يرى الجيران الجدد لهم ينقلون ما يسمّى بالعِزال للمنزل الجديد.كان آرون يراقبهم من نافذة غرفته المُطلّة على الطريق الرئيسي، كانت أسرة بسيطة مكوّنة من أم وأب وابنهما فقط، يشاهدهم خلسة ويشعر بالفضول تجاههم، ولكنه كان فتى خجول لا يتحدّث مع الكثير.
وبعد مرور أسبوعٍ حيث انتهت العائلة من ترتيب منزلهم والعيش به، قد قررت والدة آرون أن تذهب لهم بزيارة تودّ الجيرة بينهم، وبالفعل أخذت مشروبات غازية وقامت بصنع صينيّة كنافة وأخذتها لهم رفقة أطفالها الاثنين، مريم وآرون، دقّت فوق باب منزلهم وفتحت لها الأم تبتسم لها بتلقائية.
"سلام عليكم، أنا وردة من البيت الي قصادك هنا دا، اعذريني لو ازعجتك أو حاجة بس حبيت أقدّملك حاجة حلوة ولو احتجتي حاجة تعاليلي في أي وقت."
"حبيبتي ربنا يخليكي، تسلميلي والله دا كلك ذوق، طيب تعالي اتفضّلي اشربي حاجة."
قالت السيدة الأخرى تفسح لها مجالًا للدخول ولكن الأخرى رفضت بلباقة.
"ربنا يزيد خيرك يا حبيبتي، اجيلك وقت تاني إن شاء الله، دول عيالي، مريم الكبيرة وآرون، لو احتجتي منهم أي طلب أو أي حاجة قوليلي بردو متتكسفيش."
"ما شاء الله، اللهم بارك، أنا عندي أنس بس، عنده حداشر سنة، يا أنس! يا أنس!"
قامت السيدة بنداء ابنها الوحيد الذي جاء لها مسرعًا ينظر للضيوف ولها يضع ابتسامة فوق ثغره الصغير.
"نعم يا ماما."
"تعالا يا حبيبي سلم على طنط وعيالها، هيبقى ليك صحاب هنا يا أنوس."
ابتسم الطفل الأكبر بينهم ومدّ يده ليقوم بالتسليم على السيدة أمامه وأطفالها الاثنين.
"ازي حضرتك يا طنط؟"
"بخير يا حبيبي."
قالت السيدة وأومأ لها أنس مبتسمًا ثم قام بمصافحة الفتاة مريم ثم مد يده الكبيرة نسبيًّا للفتى آرون.
"ازيك؟ عامل إيه؟"
لم ينطق آرون وذمّ شفتاه بخجلٍ يتمسّك بطرف ثوب والدته ويختبئ خلفها.
"سلّم على صاحبك يا آرون."
قالت والدته تحس ابنها الخجول على الاختلاط بالناس، ولكن الأصغر كان خائفًا، بالكاد مد يده يمسكها الآخر بين كفّه الذي كان صغيرًا جدًّا مقارنةً بكفّه الخاص.
أنت تقرأ
مُختَل نَفسِي
Paranormalتُخبرنِي أنّي مُختَل نَفسِي؟ إذًا فَأنا لا زلتُ حَي.. "إيه هو الحُب؟ إيه هي السّعادة؟ ازاي حاسس إنك بِخير؟ ازاي بتقولي إنّك بتحبّني؟ كدا وبكل بساطة.." رواية عاميّة مصريّة +١٨