الجُزء الرّابِع عَشر: قِصّة رَبِيع.

1.2K 35 189
                                    

وبعد أسبوعٍ من زفاف أخته كان راقدًا به فوق فراشه معلّقًا محاليل مغذّية لسوء حالته النفسيّة التي أدت لتدهور حالته الصحيّة حيث كان يراكم بها أحزانه ومآسيه دون البوح بها أو تنفيثها مستمرًّا بقول أنه بخيرٍ وكل شيء سيكون على ما يرام.

إلى أن إنهار حاله بهذه الطريقة.

"يا ماما الدكتور قالّك بلاش أكل."

قال بتعب ووالدته تجلس جواره بصحن حساء الخضراوات ودجاج.

"يا حبيبي ده قال كده من الأول وبعدين قال أكلوه عادي بعد يومين أو تلاتة، انت بقالك اسبوع مبتاكولش يا آرون!"

"مش قادر يا ماما، عايز أنام شوية."

قال وتسطّح فوق سريره تنظر له والدته بحزن كبير، رن جرس الباب ونهضت تفتحه ثم أغلقت باب غرفة آرون بعدما أطفأت النور بأمره.

تنهّد بداخله تعبًا، لمَ لا ينتهي هذا الأمر بالفعل؟

فُتح باب غرفته وتسلل الضوء من الصالة للداخل ينير ظهره الذي كان أمام الباب.

"إيه تاني يا ماما؟"

سأل بتعب والتفت يراه يقف أمام بابه يناظره بحزن لسوء حالته، تملّكت الغصة من قلب آرون، ابتلع لواب حلقه يتذوّق المرارة به.

اقترب أنس وجلس فوق فراشه بجواره.

"لسه تعبان؟"

سأل بحزن وابتسم آرون.

"انت أهبل يلا؟ سايب مراتك ونازل فين بعد أوّل اسبوع جواز؟"

قال آرون بسخرية يرسم ملامح طبيعية فوق وجهه.

"يعني هنتحبس في البيت يعني؟ وبعدين مريم معايا."

قال أنس بضيق لحالته وسأل.

"أكلت؟"

نفى آرون بخفّة، زفر أنس أنفاسه بضيق ونهض يخرج من الغرفة، سمع آرون أصواتهم بالخارج، دخلت مريم مبتسمة له.

"إيه يا رورو مالك بس يا عمري إيه حصلّك؟"

قالت وذهبت له تقوم بمعانقته، شعر آرون وللمرة الأولى بحياته بالنفرة منها والضيق، لم يبادلها، لم يحب تقبّل الواقع بسهولة.

"مفيش حاجة يا مريم."

قال باختصار وابتعد عنها.

مُختَل نَفسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن