7 | الابن الثالث.

111 6 2
                                    

صلِّ على النبي.
ــــــــــــــــــــــــــ

«يكفيك كلامًا إلى هنا سيد إيڤالوس».

وضعت فوهة المسدس بالقرب من رأس هاري الذي يجلس على كرسي في الطائرة الخاصة.

ما يزيد الاستفزاز أنه مسترخي تمامًا، كأن الجالس بجانبه لا يضع السلاح على رأسه.

رفع كوب شرابه، وقربه من فمه، رشف عدة رشفات منه ثم أعاد الكأس على المنضدة الموضوعة بجانبه.

رفع علبة السجائر الفاخرة، وأخرج منها سيجارة، ورمى العلبة على المنضدة.

وضع السيجارة بين شفتيه، وأخد الولاعة من المنضدة، أشعل رأس سيجارته، ورمى الولاعة على المنضدة، واستنشق ما يهوى له من السموم.

أخرج السيجارة من بين شفتيه ممسكًا إياها بأصبعيه السبابة والأوسط، وسحبها من فمه، فأطلق معها ما استنشقه من السموم.

«ما الفسق الذي تعيشه سيد تيسلا؟».

ابتسم الرجل الذي يجلس مقابل هاري ابتسامة سمجة مستفزة، ونبس بسخرية:

«أخدك سيكون صدمة لفيليكس المغفل، أريد أن أراه متوترًا».

«متوتر؟ هيهي».

أنهى حديثه بابتسامة ساخرة، بعدها استرسل الحديث بهيمنة:
«ذاك العجوز لن يتوتر، لقد رماني لتهلكة عدة مرات، ولكن هذا جميل».

استنشق بعضًا من سمومه، ثم أبعد السيجارة عن فمه، وأطلق الدخان.

«أن يتم إختطافي، هاها.. هذا مثير للاهتمام».

حادثه الرجل المقابل له بهيبة، وهو يسند ظهره على مسند الكرسي بارتياح:
«أنت مجنونة يا سيد إيڤالوس».

«شكرًا لك».

_______________

عودة لما قبل الذهاب للمهمة.

فتح هاري باب غرفته، وخرج منها وهو يطلق تنهيدة طويلة بعد الأخرى.

يلبس قميصًا أبيضًا فوقه جاكيت أسود فخم يصل لمنتصف فخديه، مع سروال حالك، والحذاء العسكري الأسود.

تكلم بهمس متضجر:
«ما هذه الزوجة التي لا تستطيع الحصول حتى على قبلة منها قبل سفرك للقارة المجاورة؟».

أغلق الباب، ليستأنف سيره.

«عمي».

بعد تلك الكلمة كاد أن يصرخ بأعلى صوته لو أن كرامته لم تقطع أحباله الصوته، وضع يده على صدره يتأكد إن كان قلبه في مكانه، وحاول تهدئة فزعه.

ثم التفتت لحيث يقف ليونارد خلفه، اصطنع ابتسامة مرتجفة، وحدثه بخفة فهو طفل:

«أين والدك ليونارد؟».

شؤم الثامنة عشر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن