12

36 7 1
                                    

صلِّ على النبي.
ــــــــــــــــــــــــــــ

أهلّ الضوء في الأفق منبلجًا في سماء الليلة المعسعسة، وانجلى ظلام الليل معلنًا عن يوم جديد.

فارق القمر الوضاح سماءه التي زينها لساعات، وانبثق في مكانه شعاع الشمس القوي، الذي لون السماء بزرقتها البديعة.

ودخل الشعاع الخفيف من نافذة الحجرة الطبية مرتطمًا بالستار الأبيض.

قضى أنطونيو ليلته في هذه الحجرة، نائم على كرسي بجانب سرير بارسيفال، نومة غير سليمة البتة.

تسبب كثيرًا من آلام الظهر والعامود القفري والرقبة.

فتح عينيه بذعر عندما اخترق أذنيه صوت أنين بارسيفال المرتفع.

نظر له بقلق، فوجد ملامحه منكمشة ومتألمة، ويأن بصوت مرتفع.

«بارسي!».

اختلط صوت أنين توجعاته بصوت آهات منخفضة.

...

خرج الطبيب من الغرفة وذهب لأنطونيو المرتبك من سماع الخبر السيئ، عقله وضع له أنقى أسوأ الاحتمالات.

مع أن وجهه هادئ، ولا يستطيع أحد ملاحظة قلقه لكنه مرتبك لحد كبير.

«لا تقلق سيدي، إنه بخير، يمكنك الدخول والتحدث معه».

«لماذا كان يتألم بذاك الشكل؟».

«كان ألمه نفسيًا وليس جسديًا، عندما استيقظ تذكر ما حدث، وأحس بألم الجراحة».

«أيحدث هذا عادةً؟».

تبسم الطبيب وأجاب:
«لا، لقد استنتجت هذا عندما تحدث معه، لكن لا تقلق، أحياناً يشعر المرضى ببعض المضاعفات والآلام عند استيقاظهم من بعد العمليات».

«حسنًا».

«لا تكثر معه في الكلام، ما زال جسده ضعيفًا ولا يحتمل أي ضغط، سينام بعد قليل».

«حسنًا».

اتجه ناحية باب الحجرة، ودخل لها، فرأى الممرض يتحدث مع بارسيفال بخفوت، ثم اتجه ناحية الباب ليغادر الغرفة.

أغلق الباب خلفه، فتقدم أنطونيو في اتجاه سرير الصغير، ووقف بجانبه.

رفع بارسيفال عينيه ناحية وجه عمه، عينيه تتحدث لوحدها عما ضاقته من ألم ووجع.

وضع يده على يد بارسيفال حتى يطمئنه، ثم تحدث بهمس:
«بما تشعر؟ أنت بصحة جيدة، أليس كذلك؟».

مهما جاهد على نطق حرف لم يستطع، فضغَط أنطونيو على يده بخفة، ورسم ابتسامة لطيفة على وجهه.

«لا تقلق صغيري، ستكون بخير».

جلس على الكرسي بجانبه، ولم يبعد يده عن يد الصغير.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 9 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شؤم الثامنة عشر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن