الوحش الجريح

207 20 24
                                    

المجلد 12

الفصل 24
الوحش الجريح

في تلك الليلة، قبل أن يتمكنوا من عبور الصحراء الصخرية، اضطروا للتخييم. كانت عواء الذئاب تُسمع في كل مكان، ولم تستطع ماوماو النوم. شعرت بالبرد، فوضعت فوقها معطفًا إضافيًا ولفّت نفسها بالفرو. تحول أنفاسها إلى بخار أبيض، وكانت أذناها تؤلمانها وكأنهما تقطعان. لم يكن بالإمكان نصب الخيمة بسبب الصخور القاسية، لذلك اضطروا للنوم في العربة.

رأتها تشوي وهي ترتجف، فخرجت من العربة لتجلب لها فروًا إضافيًا.

إذا نمت، سيحل الصباح بسرعة أكبر. ولكن النوم لم يأتِ بسهولة. عندما بدا أنها أخيرًا تمكنت من الاسترخاء، اهتزت جفونها. كان من الصعب فتح عينيها بسبب البرد والإرهاق، ولكنها تمكنت من ذلك. كانت العربة قد اشتعلت بالنيران.

أصابها الذعر وخرجت من العربة وهي لا تزال مغطاة بالفرو. كانت العربة تشتعل، والخيول تصرخ. كان الرجال يحاولون إخماد النار. على ما يبدو، اشتعلت النيران في عربة مليئة بالأعلاف. كان اللهب غير طبيعي في شدته، وكان الجميع منشغلين بالعربة المشتعلة.

لهذا السبب، لم يلاحظ أحد الشخص الذي كان يقترب من ماوماو.

"!؟"

شعرت بضربة في جانبها. شعرت بالألم فقط بعد أن سقطت من العربة وبدأت تتدحرج على الأرض.

"... هذه الحثالة."

عندما رفعت رأسها، رأت الدب ذو العين الواحدة. كانت عينه حمراء دموية، والدم يسيل من فمه. كانت بعض أسنانه الأمامية مفقودة، وبدلًا من ذلك كانت الحبال الممزقة تتدلى من يديه وقدميه، وكأنه قطعها بأسنانه. كلتا يديه كانتا مكسورتين ومتدليتين. على يده اليمنى كان هناك قضيب معدني مثبت بإحكام، والذي بدا أنه يستخدمه كسلاح أكثر من كونه دعامة.

"سأقتلك..."

بدا أن الدب لم يعد يشعر بالألم.

الضربة التي أطاحت بماوماو جاءت من اليد الخالية من القضيب المعدني. كان هدفه واضحًا: ألا يقتلها فورًا، بل يعذبها.

(سأموت.)

بفضل الملابس السميكة، لم تكن الضربة بالقوة الكافية لقتلها، ولكن الألم كان حاضرًا. كان عليها أن تنهض وتهرب بأسرع ما يمكن.

بينما كان الدب يقترب، حاولت ماوماو الابتعاد للخلف، محاوِلة النهوض، لكنها لم تتمكن من الوقوف. كان جسدها لا يزال مخدرًا من السقوط. لو استطاعت الوصول إلى الآخرين، ربما كان الوضع سيكون على ما يرام.

لكن الدب تحرك أسرع مما كانت ماوماو تستطيع الركض.

حاولت حماية رأسها، مغطية وجهها وأغمضت عينيها. كم من الوقت مضى؟ بدا وكأنه لحظة وفي نفس الوقت وكأنه ربع ساعة.

مذكرات صيدلانية (Kusuriya no Hitorigoto) ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن