يُقال ان الاشخاص الذين يرتكبون ذنوبا واخطاء عظيمة في حياتهم، اخطاء تحرمهم من حق الجزاء والموت، يصبحون "حاصدي ارواح". لتصبح مهمتهم ان يساعدوا الناس على العبور بين الحياة والموت، وليشهدوا اخر لحظاتهم -التي لا تكون سعيدة دائما- ... يعيشون على خط رفيع جدا بين الحياة والموت، بدون اسم او اصل او هوية، والاهم بدون عائلة... كل هذا ليعرفوا قيمة "الحياة" التي لم يقدِّروها اثناء عيشهم سابقاً.... . .
في ليلة معتمة حالكة السواد حيث لا نور غير نور القمر المُنتَصِف والنجوم المتناثرة حوله راسمين اجمل لوحة، رفرفت اجنحة سوداء بخفة و رشاقة قاصدة المسعى نحو مكان معين، نزلت في وثبة خفيفة وسارت اقدامها النحيلة اللتان تبدوان وكأنهما من نحت فنان شغوف الى هناك ، توالت مع كل دقة ساعة اصوات كعبها العالي وكأنها تعزف ايقاع "الموت".
إتجهت نحو سرير كبير يتوسّط الغرفة، يخلد فيه زوجان في الثّلاثينيّات للرّاحة بعد يوم مجهد؛ إبتسمت بهدوء ومسحت بيدها الحنون على خدّ الزوجة، لكن لاحظت دخول فراشة سوداء من نفس الشرفة التي دخلت منها، واذا بها على حين غِرّة تكون رجلاً يرتدي نفس زيها الرسمي كان طويلا وذا بنية متكاملة مخيفة، وتلك النظرة المرعبة التي تصرخ ب"الموت" في عينيه، كانت اقسى واغلظ من التي تملكها-الفتاة-؛
-"مالذي احضرك الى هنا؟".
-"انا هنا لنفس سبب وجودك، انا أؤدي عملي".قال بصوت خشن هادئ رواقي بينما يتقدم بلا هوادة نحو نفس السرير، تجاهلته-الفتاة- وركزت على عملها، راحت توقض الزوجة بكل حنان و هدوء كما لو انها خائفة من ازعاج راحتها، وبالفعل فتحت الزوجة عيناها ووجدت ذلك الوجه الجميل مقابلها لم تكن تعلم مالذي يجري لكن لم تستطع الاّ ان تبتسم حين التقطت انظارها تلك الملامح الملائكيّة، كانت -الفتاة- ذات بشرة نقية ومنيرة كالبدر في منتصف ليلة معتمة، عيون لامعة ببريق كغبار النجوم المتناثرة وشعرها الاسود الطويل الذي يصل الى خصرها منسدل مثل غطاء الليل حالك السواد؛
-"من انتِ؟ " سألت الزوجة وهي مشدودة الى جمالها-جمال الفتاة-
-"انا الموت" قالت بصوت رقيق عذب.
-"ما أجملك ايتها الموت! " ردّت مذهولة من حسنها دون ان تدرك الكلمات التي خرجت من شفتيها.
أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}