Part(7)حب بدأ حين انتهى-1-

23 4 5
                                    







فتحت عينيها بصعوبة، تتأوه بخفوت من ثقل النعاس الذي لا يزال يلتصق بجفنيها. شعرت بوخزات ألم متناثرة في جسدها، تلك الآثار المعتادة التي لم تعد تزعجها بقدر ما أصبحت جزءًا من روتينها. مدت يدها بتثاقل، تُخرس المنبه الذي بدأ صوته يتسلل إلى وعيها بحدة.

نهضت من السرير على مضض، ترتدي ثوبًا خفيفًا يناسب صباحًا صيفيًا دافئًا. مشت نحو المطبخ بخطوات هادئة، لتبدأ يومها كما تفعل دائمًا. وضعت غلاية الماء على الموقد، ثم أخرجت من الخزانة علبة القهوة المفضلة لديه، تلك التي يصر على وجودها دائمًا. بدأت في تحضير القهوة بحرص، تتأكد أن القياسات دقيقة، فهو يكره الطعم المفرط في المرارة أو الحلاوة.

بينما تنتظر الماء يغلي، فتحت الثلاجة وأخرجت المكونات المعتادة: البيض الطازج، الزبدة، بعض الفواكه، وعلبة من الخبز الفرنسي. وضعت مقلاة على الموقد، تضيف الزبدة التي تذوب بسرعة تحت حر الصيف، ورائحة السمن بدأت تعبق المكان.

كسرت بيضتين برفق، تتأكد ألا تفسد الصفار، وتقلبهما بمهارة. أعدت الخبز المحمص ووضعته في الطبق مع قطع الفواكه.

أخذت كوب القهوة، تضيف القليل من الحليب، ثم ترتب كل شيء بعناية على الطاولة. أطباقه مرتبة بدقة، المنديل مطوي بعناية، ومكانه المفضل ينتظر جلوسه. نظرت إلى الطاولة بعد أن أنهت، تتأكد أن كل شيء في مكانه تمامًا كما يحب.

ألقت نظرة خاطفة على الساعة. كان لديها الوقت بالكاد لتجهيز نفسها قبل أن يبدأ يومه... يومهما.

عندما دخلت المطبخ لتقديم الفطور، كان هو جالسًا على الطاولة، كما هي عادته، بذلته الأنيقة مكوية بعناية، شعره مسرّح بإتقان، كل شيء فيه يعكس صرامته وانضباطه المعتاد.

رفع نظره إليها للحظة، بابتسامة صغيرة بالكاد تُرسم على وجهه، قبل أن يعود إلى النظر إلى ساعته الذهبية. "صباح الخير يا زوجة." قالها بصوت هادئ، لكنه مشبع بثقل المعنى، كما لو أن الكلمات ليست تحية بقدر ما هي تذكير.

ألقى نظرة سريعة على الطاولة، ثم عاد يركز على عقارب الساعة. هز رأسه برضا غير مباشر، نبرة صوته ثابتة لكنها تحمل تهكمًا خفيًا:
"السابعة تمامًا... أحسنتِ." أخذ رشفة من قهوته بهدوء قبل أن يضيف: "بدأتِ تنضبطين. هل تصدقين الآن أن العقاب له فوائد جيدة؟"

كلماته، رغم هدوئها، كانت كالسياط الخفية التي تعيدها دائمًا إلى مكانها... إلى الدور الذي رسمه لها بعناية، حيث تكون هي جزءًا من نظامه الذي لا يقبل أي خلل.

وهو يضع فنجان القهوة على الطاولة، نظر إليها نظرة جامدة، بالكاد تعكس أي عاطفة، وقال بصوته الرتيب المعتاد:
"لا تعدي الغداء اليوم، لن أعود لتناوله."

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن