حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended

Part(6)-محاكمة روحية-

في مكان بعيد، محجوب عن أنظار البشر وأصواتهم، حيث تلتقي أرواح العابرين والأحياء على حافة العالم، كانت قاعة محكمة الأرواح تتوهج بوهجٍ خافت. الجدران الشاحبة تزخر بنقوش قديمة تتغير مع كل همسة تمر في الأثير، بينما يتصاعد هدوء مهيب يشوبه ثقل الزمن. شعورٌ بالرهبة يخيم على المكان، وكأن الأرواح نفسها قد انحنت أمام عظمة هذه القاعة العتيقة.

في منتصف القاعة، وقف القاضي، شخصية غامضة، وجهه كان يختفي خلف قناع فضي يعكس نوراً باهتاً يغمر المكان. يطرق بمطرقته بصوت عميق، يتردد صداه وكأنه يعبر الحواجز بين العوالم، لينجح أخيرًا في إسكات الحاضرين.

بصوتٍ أجوف، يقول القاضي: "اليوم، نجتمع لأول مرة منذ قرون طويلة، لنحاكم روحًا كادت تخل بميزان العالم...ارادت ان تغير القواعد بسبب نزوة بشرية ."

.

.

.

.

.

-المحاكمة الروحية-

يرتجف الحضور بصمت، والأنظار تتجه إلى المكان الفارغ الذي ينتظر مثول المتهم. كان حاصدو الأرواح من بين الحاضرين، بعضهم يحدق بترقب، وآخرون يتبادلون نظرات حائرة. الجميع يدركون أهمية هذا الحدث؛ فالأرواح لا تحاكم إلا في حالات نادرة، حين ترتكب أفعالًا تهدد التوازن.

ومن بين الحاضرين، ظهرت حاصدة الأرواح. تقدمت بخطوات بطيئة نحو مقدمة القاعة، وقفت، وعيناها تتأملان المكان ببرود تام، لكنها شعرت باهتزازات في قلبها، وكأن هذا المكان يستدعي شيئاً من ماضيها الغامض. نظراتها ظلت ثابتة لكن عقلها يغوص في بحر من الأسئلة التي لا تجد لها أجوبة.

على الجانب الآخر من القاعة، وقف بطل القصة الثاني، حاصد الأرواح ذو العيون الداكنة. لم ينظر إليها مباشرةً، لكن عينيه كانتا قاسيتين تراقبانها من طرف خفي، يتحرك بهدوء متردد. يعرف أن هذه المحاكمة قد تحمل له شيئاً... ربما كشفاً لما يخفيه ماضيها عن نفسه.

ثم قال القاضي بنبرة مشدودة: "دعوا المتهم يمثل أمامنا. لتبدأ المحاكمة!"

بدأت محكمة الأرواح جلساتها، وصوت المطرقة ما زال يتردد عبر الأثير، حتى لحظات الصمت نفسها بدت مشحونة بالرهبة والترقب. في تلك اللحظة، ظهر الزوجان.

كانت الزوجة تقف بثبات في منتصف القاعة، تتسم بالنقاء والهدوء، وقد ارتدت هالةً دافئة من النور حولها، وجهها كان يحمل ملامحًا رقيقة، ونظرتها تشع بإيمان لا يتزعزع. لقد كانت روحًا طيبة في حياتها، امتلأ قلبها بحب زوجها، الذي وقف إلى جانبها، لكنه كان في هيئة مختلفة.