-قضية-

38 6 2
                                    

حين حطت على قدميها امام مبنى شاهق العلو، كان ذلك مبنى الادارة الخاصة بهم، حط بعدها مباشرة وسار خلفها متبعا نفس خطواتها وهو لايفهم حتى لماذا اتت به الى هنا؛

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حين حطت على قدميها امام مبنى شاهق العلو، كان ذلك مبنى الادارة الخاصة بهم، حط بعدها مباشرة وسار خلفها متبعا نفس خطواتها وهو لايفهم حتى لماذا اتت به الى هنا؛

-"ماذا سنفعل هنا؟ "

اطلقت ضحكة متكلفة حين استوعبت سؤاله واجابت باستخفاف وهي تدخل الى المبنى وهو يتبعها غير مدرك لماذا يفعل هذا من الاساس؛

-"ماذا سنفعل؟ ماهذا السؤال؟ ماذا تضنني؟ انا هنا من اجل العمل انت من تبعني"

-"واذن؟ "

-"انت ايضا معني بالعمل"

-"حسنا، اظن اني فهمت الان، لكن ايا كان انا لم اكن اتبعك لسبب غير الفضول"قال و قد عادت نبرته الفظة المعتادة، دخل معها المصعد و اردف "لذا لا تفهمي الامر خطأ انت كذلك"

لقد ارادت استفزازه، كانت تعلم انه من المرجح انه يقول الحقيقة لكنها ارادت الضغط على ازراره، وحين بقيت ثلاث طوابق فقط ليصلوا الى قاعة الاجتماع، نظرت اليه نظرة مستفزة مع ابتسامة صفيقة؛

-"لهذا قلت لي مباشرة ماذا سنفعل، انت كتاب مفتوح يا رجل لا تحاول"

نظر اليها نظرته الداكنة المعتادة اللامبالية وقد عرف تماما ما ترمي اليه بأفعالها، كان وهج عينيه القاتل يكاد يخنقها؛كاد الجو يتجمد للحظة قبل ان  يجيبها برتابة بصوته الغليظ الذي لا يترك اي مجال اخر للعتاب؛

-"لا تعبثي معي، فعبثي ليس لطيفا كعبثك"

بدت اللحظة كأنها أبدية الى ان إبتسمت له بهدوء ابتسامة كانت من الواضح له انها متكلفة، قطع الصمت القاتل صوت صفارة المصعد حيث وصل الى وجهته.

خرجت هي اولا وكانت مشيتها المعتادة وقرقعة كعبها العالي الواثقة على البلاط الرخامي الاسود بطريقة ما تجذب نظره، لم يكن يعلم بالضبط لماذا يرى فيها شيئا من ماضيه الذي محاه الزمن عن ذاكرته؛

كان متجمدا في مكانه داخل المصعد يراقبها بصمت بعينين ضيقتين و كل مايتمناه ان يتذكر اي شيئ... اي تلميح... لكن لاجدوى... فهذه لعنته، لعنته التي لن تموت الا بموته المستحيل...

خرج من المصعد اخيرا وسار الى قاعة الاجتماع وهو يشعر بالضياع وتفكيره بالكامل مشوش؛ دفع البوابة ودخل وإستقر في مكانه...

وقف اخيرا من كان يبدو وكأنه اعلى الحاضرين رتبة هناك، سار بضع خطوات ليوزع اوراق تخص قضيتهم التي يناقشونها؛ بذلته السوداء المرتبة بعناية ودقة عالتين تعكس طبعه الرزين المرتب؛ هالته المرعبة التي لا يراها الا قلة مختارون، كان شعره حالك السواد،اللامع المسرّح للخلف يبرز نظرة عينيه الحمراوتين الحادتين التي تصرخ ب"الموت".

وصلت الورقة اخيرا اليها، ومع انها تعرف محتواها الا انها قرأتها على كل حال.

كانت تسرد قضية الزوجين كُلِّفت بحصد روح احدهما، بينما كُلِّف هو بحصد روح الاخر، لم تسر هذه المهمة على مايرام، فقد آلت الى مشكلة اجتمع من اجلها كل من في القاعة ليناقشوا كيفية حلها.

تقرر أن يكون مصير الزوج الجحيم، إذ غلبت سيئاته على تلك الأعمال القليلة الجيدة التي قام بها. أما الزوجة، فقد كانت مثالاً حيًا للصلاح والخير، ومكانها الطبيعي هو الراحة الأبدية. رغم ذلك، وعلى عكس كل التوقعات، قالت ما جعل الحاصدين عاجزين عن إتمام مهمتهما.

كان طلبها واضحًا وصريحًا:

"أريد أن أكون حيث يكون زوجي. لم تفرق بيننا الحياة بكل أهوالها، ولن أسمح للموت أن يفعل ذلك."

كلماتها حملت في طياتها منطقًا عاطفيًا لا يقاوم. فعلى الرغم من ظلم الزوج وقسوته في كثير من الأحيان، إلا أنه كان يعاملها باحترامٍ وتقدير، ولم يكن يتوانى عن إكرامها والوصية بالخير لها. لقد كان، في النهاية، نعم الزوج في حياتهما المشتركة.

نطق الرئيس وقال: "واذن هل من اقتراحات لحل المشكل؟"

.

.

.

.

.

.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


-no one, is just..-

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن