Part(10)حب بدأ حين انتهى-4-(هل اصبح ويليام سميث لا يكفي؟)

24 4 41
                                    

ذلك الجرس الذي جلبه ويليام خصيصًا، ليضع حدًا لعلاقة كريستي بلويس. أرادها أن تبقى في مكانها كسيّدة، لا تخرج من القصر لتتحدث مع خادمها، فذلك يُعد إهانة لمكانتها وزوجها. ومنذ ذلك الحين، صار الجرس صوتها عندما تحتاجه.

كانت أنفاس كريستي متقطعة، ويدها المرتجفة لا تتوقف عن رنّ الجرس بعصبية، وكأنها تطلب النجدة من بحر الألم الذي يجتاح معدتها. المشهد أمامها بدأ بالتلاشي، وضباب من الوهن يكسو كل شيء.

لم يطل انتظارها، إذ انفتح باب المطبخ الخلفي بعنف، ودخل لويس بخطوات سريعة، وعيناه تتوهجان قلقًا.

«سيدتي!» صرخ وهو يركع بجانبها، وعيناه تمسحان وجهها الشاحب وملامحها التي تعكس عذابًا واضحًا.

همّ بإمساك يدها ليعينها على النهوض، لكنها هزّت رأسها نافية، وصوتها بالكاد يُسمع.«لا... لا أستطيع...»

نظر لويس سريعًا حوله، ورأى الصينية التي لم تكتمل وجبتها بجانبها. لم يحتج لتفسير، بل انحنى ليحملها بين ذراعيه بحذر، متجاهلًا أي قوانين وضعها ويليام.

«ويليام...» تمتمت، محاولة التحذير، لكن صوتها خرج ضعيفًا، وكأنها تحاول أن تخبره أن لا يدع زوجها يرى هذا المشهد.

لويس أومأ، لكنه لم يكن بحاجة لتحذيرها. كان يعلم جيدًا أن ما يفعله قد يُكلفه غاليًا، لكن رؤية كريستي بهذا الضعف غلبت كل خوف.

«اهدئي، سيدتي... سأعتني بكِ.» قال بثبات، وعيناه تحملان صدقًا نادرًا.

في تلك اللحظة، شعرت كريستي بشيء غريب؛ مزيج من الراحة والرهبة. لكنها قطعت أفكارها بألم جديد في صدرها.«لويس... ابعد يدك...»

«يدي؟» سأل مرتبكًا، حتى أدرك موضع يده التي كانت تضغط على صدرها بينما يحاول تثبيتها. سحب يده بسرعة، واحمر وجهه بخجل واضح، لكنه حاول أن يبقي صوته هادئًا.

«أنا آسف، سيدتي... لم أقصد ذلك. هل أضعك على الأريكة؟»

هزّت رأسها بإيماءة صغيرة، وجهها ما زال يعكس الألم.

وضعها لويس بحذر على الأريكة، وانحنى ليجلب وسادة صغيرة وضعها تحت رأسها.«سأحضر لك شيئًا دافئًا لتخفيف الألم. استرخي، كل شيء سيكون على ما يرام.» قال بلطف.

خرج من الغرفة بخطوات سريعة، تاركًا كريستي وحيدة مع أفكارها. لم تكن متأكدة مما يزعجها أكثر: ألم جسدها، أم ذلك الشعور الغريب الذي تركه لمسته العابرة، التي لم تكن عفوية تمامًا.

حين عاد لويس من المطبخ يحمل كوبًا من الشاي الدافئ الذي يعلم أنه المفضل لدى كريستي، ومعه طبق صغير يحتوي على بعض قطع الكعك، شعر بتوتر غريب يزداد مع كل خطوة يقترب فيها من الغرفة. كانت كريستي ترمقه بنظرة غريبة، وكأنها تحذره من الدخول، لكنه تجاهل تلك النظرة ودخل على كل حال.

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن