Part(8)حب بدا حين انتهى-2- (ساكون حيث يجب ان اكون..)

31 4 3
                                    

عاد ويليام إلى المنزل ومعه مجموعة من الرجال يرتدون بذلات أنيقة توحي بالسلطة والثروة. كانت زوجته، كريستي، تقف عند الباب لاستقباله. ارتدت ثوبًا غالي الثمن لكنه بسيط، من ذلك النوع الذي يُبرز منحنياتها بأسلوب محتشم وأنيق. كان هذا الثوب تحديدًا أحد الخيارات التي انتقاها ويليام بنفسه، وكأنها لم تكن سوى واجهة لمظهره الاجتماعي.

ما أن وقع نظر الرجال عليها حتى تجمدت أعينهم، وكأن العالم بأسره اختفى ولم يبقَ سواها. كانت تلك النظرات واضحة، تعج بالدهشة والانبهار، وهو ما لم يفوّته ويليام. تنحنح بصوت خافت ليعيدهم إلى الواقع، ثم أشار لهم بالدخول إلى المنزل.

حين مر بجانبها، ناولها حقيبته وسترة معطفه الثقيل، ثم انحنى نحو أذنها وهمس بصوت منخفض يكاد يقطر غيظًا:
"غيري هذا الثوب... وإلا سأمزقه عليكِ."

تجمدت كريستي في مكانها للحظة، لم تصدق كلماته القاسية. كانت تظن أنها بفعلتها هذه ستنال رضاه. اعتقدت أن ظهورها بأفضل مظهر سيجعله فخورًا بها أمام "الرجال المهمين". لكنها، كالعادة، كانت مخطئة.

بصمت مطبق، أدارت وجهها، ملامحها تحمل خليطًا من الخيبة والانكسار، ثم سارت بخطوات هادئة نحو غرفتها لتغير ثوبها، تاركة وراءها سحابة من الأسئلة التي لن تجد لها إجابة أبدًا؛ لماذا دائمًا يغضب؟ هل كان خطؤها أنها أرادت أن تكون مثالية له؟

.
.
.
.
.

دخل ويليام مع ضيوفه إلى غرفة المعيشة الفاخرة، متجاهلًا كريستي التي وقفت للحظة مذهولة من ردة فعله. نظرت إلى الحقيبة والسترة بين يديها وشعرت بالإهانة، لكنها لم تتجرأ على الرد.

"أليس هذا ما أراده؟" تمتمت لنفسها بصوت خافت، ثم سارعت إلى إخفاء تعابير وجهها المتألمة.

توجهت بسرعة نحو غرفة الملابس لتبدل ثوبها، اختارت شيئًا أكثر بساطة، فستانًا لا يلفت الانتباه ولا يظهر الكثير. وهي ترتدي الثوب الجديد، شعرت بالمرارة تملأ قلبها.

"لماذا عليّ دائمًا أن أكون ما يريده؟ لماذا لا أملك حرية اختيار حتى ما أرتديه؟"

في الخارج، كانت أصوات الضيوف تصل إلى أذنيها بوضوح. ضحكاتهم، حديثهم، وكل ذلك ممزوج بصوت ويليام القوي والواثق. بدا كأنه في عالمه المثالي، بينما هي مجرد قطعة أثاث تكمل الصورة.

عادت إلى المطبخ لتراقب الأواني والطعام الذي أعدته بعناية مسبقًا. تأكدت من أن كل شيء على ما يرام، ثم أخفت نفسها في الزاوية، محاولة أن تبقى غير مرئية قدر الإمكان.

ولكن فجأة، سمعت صوت خطوات ثقيلة تقترب. استدارت لتجد لويس واقفًا عند الباب، ينظر إليها بنظرة مقلقة.

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن