-صفحات-
ترقد في غرفتها، ممسكة بروايتها المفضلة، تحاول الهروب من ألمها ومرضها المفاجئ الذي أجبرها على قضاء اليوم في السرير. ولأول مرة، طلب منها ويليام ذلك بصوت ناعم لا يخلو من قلق خفي، وأحضر خادمات ليقمن بعملها.
رغم التعب، وجدت نفسها تبتسم وهي تتذكر قبلة ويليام على جبهتها ذلك الصباح، وكيف وعدها بهدية حين يعود. لم يكن الأمر طبيعيًا بالنسبة لهما، لكنه كان كافياً ليشعل داخلها شعورًا دافئًا لم تفهمه تمامًا.
في وسط هذه الدوامة من المشاعر، عادت إلى كتابها. كانت تغرق بين صفحات روايتها المفضلة، لكنها توقفت عند جملة معينة. كانت عن مصاص دماء يهمس لحبيبته المريضة:
"إذا توقف قلبك يومًا، فلتعلمي أنني سأمنحه نبضاتي، حتى لو كان الثمن حياتي."
قرأت العبارة مرة أخرى، ثم أغلقت الكتاب ببطء، شعرت بارتعاشة خفيفة في أصابعها. لم تكن تعلم إن كانت العبارة أثرت بها بسبب حالتها الآن أم لأنها تذكرت ويليام. همست بصوت خافت لنفسها، وعيناها تلمعان: "يا له من حب...~! "
كانت لديها عادة غريبة بعض الشيء لكنها ظريفة، إذ كانت تربط الشخصيات التي تقرأ عنها في رواياتها بأناس تعرفهم في الواقع.
مصاصو الدماء، المستذئبون، الوحوش، وحتى التنانين كانوا دائماً يرتبطون في مخيلتها بويليام، بشخصيته المهيبة والمسيطرة، وبغموضه الذي يشبه تلك الكائنات الخارقة للطبيعة. أما الفرسان، الأمراء، اللوردات، وكل الشخصيات النبيلة والمنيرة، فدائماً ما كانت تخيلاتها تقودها نحو لويس، بشبابه الطموح، ورقته التي كانت أشبه بضوء خافت وسط ظلام حياتها.
أما عن المشعوذات والساحرات، فالغريب أنها كانت تربطهم بأمها دون أن تفكر كثيراً في السبب. ربما لأن والدتها كانت تمتلك قدرة غريبة على إفساد كل لحظة هدوء، تماماً كالساحرات في القصص، أو ربما لأنها كانت تفضل ألا تغوص في تحليلات عميقة عندما يتعلق الأمر بعائلتها.
كانت الخادمة تعد وجبة لكريستي بينما جلس لويس في المطبخ، غارقًا في أفكاره التي بدت وكأنها تدور في دوامة لا تنتهي. فجأة، وكأن فقاعة تأملاته انفجرت، نطق بعفوية عندما رأى الخادمة تهم بالخروج حاملة الصينية:
"هاي، إلى أين تذهبين؟"
التفتت الخادمة نحوه وقالت ببساطة: "إلى غرفة السيدة."
نهض لويس بسرعة، وكأنه وجد فرصة لا يجب تفويتها: "أعطني، سأخذها لها. اكملي عملك في المطبخ قبل أن يعود السيد."
رفعت الخادمة حاجبها وهي تنظر إليه بدهشة صغيرة، لكنها أومأت برأسها مقتنعة: "معك حق، لكن لا تنسَ طرق الباب."
أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romansaانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}
