³⁵

39 6 11
                                    

لو يعود هذا الرجُل

نفس اللهفة
النظرة هي نفسها
نغمة نبضات قلبي هي هي

لن تتغير أبدًا

سأمنحها كلها له

وأنا التي ظَنت أنني قد نسيت وتبخرت الذكريات

أنني تقبلت الواقع

أي واقع يا رجُل؟

ومن أي أحجار صُنعِت هاتين العينين عُمري؟

حينها سأعود خفيفة مثل الفراشة 
أنتظر أن تأتي وتُمسِك بِكفي بين أناملك وتقودني إلى ساحة الرقص

أخبرني كيف أنسى الرجُل الذي وجدت نفسي على يديهِ

أبحث عنك في كل رجُل يا حبيبي
ولكن لا أجد
لا يُشبهك شخص بتاتًا

مازلت أتذكر لمساتك الحنونة فوق ذراعي
شفاهك الرقيقة فوق خداي
ملمس شعرك فوق كَتفي

لن يفهم أحد

لما لا تأتي وتأخذني معك
عالم ننسج فيه القصص ونتلاعب بِالأحداث
لا تترك يدي أبدًا ولا أترك يدك أبدًا

الهواء الذي تتنفسه محظوظ لأنه يسكُن صَدرك الذي أتمنى لو يستريح رأسي فوقهِ

تعال وخذ بِيداي حُبي

أنا هُنا أنتظر إشارة 
إشارة واحدة
كلمة
همسة
نظرة
لَفتة من عينيك وسوف أتي راكضة

لكن أين أنتَ يا حُبي 
أي عالم تسكُن وأي نُسخة يجب أن أبحث عنها

حبيبتي، تُحفتي، نجمتي، كنزي، قَمري، أرضي وسمائي

كلها أسامي ناديتني بها لكن أتعلم ما المُفضلة لي؟

أنا

"أنتِ أنا" هذا ما أخبرتني به
"كيف حالكِ يا أنا؟" قَبلتني

أين ذهبت فجأة وأين هي أثارك يا أغسطس؟

لا أفهم المُشكلة أو ما حدث

أنا فقط وجدت نفسي في مُنتصف أكتوبر وحدي دون معطفك الذي يُدفئني أو عطرك الذي يدور حولي

أنتَ حقيقي وأنا أعرف

تلك اللمسات ليست كاذبة وهذه الكلمات لم تكُن مُزيفة

هذه الليالي ليست داخل عقلي فقط

هُنا تقابلنا أول مرة
وهُناك تبادلنا أول قُبلة

هُنا أخبرتني أنكَ لن تتركني أبدًا
وهُناك مارست عليّ كل أنواع العشق طبعت طلاسمها فوق صفحات جسدي

لم يكُن أحد أحلامي ولا أيًا من أجزاء رواياتي

أنتَ كُنت هُنا وأنا واعية
أنتَ سَتعود وأنا مُتأكدة

في ليلة باردة سَتأتي مثل الهواء الذي يتسلل من نافذتي

سَيعود عطرك وينتشر في أركان غرفتي
سَينسدل معطفك فوق كَتفاي ويُغلفني من البرد

سَتربت أناملك فوق ذراعي وتهمس لي "أنا هُنا"

بعد لحظة، يوم أو سنة سَتكون هُنا
و سأركض تجاهك بِقلب يُرفرف وكأنك لم تغيب يوماً

أثق في قوة عُذرك ولو لم يكُن لديك

يكفيني أن تُثلمني وتهمس "أنا هُنا"

"مَندرين أنا هُنا"

لما صَوت همسك لا يتوقف هل جُنِنت؟

لماذا عطرك يغزو غُرفتي

وما خطب الدفء المُفاجئ
لما صوت همسك بجانب أُذني يعزف "أنا هُنا"

لحظة أنتَ هُنا!




ألِيكتاْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن