الفصل ١٦ : منحنى مظلم

7 1 0
                                    

كان وجه أم أليس شاحبًا، وعيناها مفتوحتان على اتساعهما، والصدمة تخنق صرخاتها التي لم تجد طريقها للخروج. رأت الرأس المتدحرج على الأرض وكأنها ترى كابوسًا، لكن رائحة الموت أكدت لها الحقيقة المريعة. انطلقت مهرولة نحو البوابات، تحاول الهرب من هذا الرعب، بينما سامي خلفها، يلهث ويعتذر، محاولًا أن يمسكها ويوقفها، دموعه تتدفق بحرارة وذعر.

لكن قبل أن تصل إلى البوابات، وقفت دينا في طريقها، مبتسمة بابتسامة غامضة، عينيها تلمعان ببرود لا يمكن تفسيره.

دينا بنبرة هادئة وساخرة:
"إلى أين تظنين أنك ذاهبة؟

توقفت أم أليس، نظراتها تائهة بين سامي الذي ما زال يبكي خلفها، ودينا التي تقف أمامها بثبات كالتمثال، قادرة على تحويل أي لحظة إلى رعب صامت.

بدأت أم أليس تتراجع خطوة بخطوة، لكن قدميها كانتا تتعثران، وجسدها يرتجف بشدة، وكأنها تعرف أن محاولتها للهروب ستكون عقيمة. دينا تابعت بصوتٍ هادئ:

"أليس كانت امرأة غير مناسبة لسامي... لم تستطع منحه ما يحتاجه. لكنها الآن في مكان أفضل... بعيدًا عن كل هذه التعقيدات."

لم تجد أم أليس أي كلماتٍ للرد، كانت يديها تغطيان فمها، ودموعها تتساقط بغزارة، تراقب دينا وهي تقترب منها أكثر، بينما سامي بقي جاثيًا على الأرض، محاصرًا بين مشاعره المتناقضة من الحب والخوف.

دينا، دون أن تهتزّ، همست لأم أليس: "لا تقلقي... سأتولى كل شيء من هنا. وسأعتني بأطفاله... سأكون الأم التي لم تستطع أليس أن تكونها.

أم أليس  تحركت شفتيها بصعوبة، محاوِلة أن تتكلم، لكن صوتها خرج هامسًا، مختنقًا بالدموع: "أنتِ... أنتِ وحش..."

ابتسمت دينا ابتسامة هادئة، لكنها كانت تحمل في طياتها برودة قاتلة، ثم قالت بصوت ناعم: "ربما... لكني الوحش الذي يحتاجه سامي الآن، والوحش الذي سيربي أطفاله."

حاولت أم أليس أن تستدير وتهرب، لكن دينا أمسك بكتفها بقوة، لتوقفها في مكانها. عيناها تحدقان في عينيها بعنف وتحدٍّ. همست قائلةً: "أنتِ لا تملكين الحق في التدخل بحياتنا بعد الآن. أليس انتهت، وعليكِ تقبل الأمر."

لم تستطع أم أليس تحمل المزيد، فتراجعت بعنف، متعثرة بخطواتها حتى اصطدمت بالبوابة. بلمحة خاطفة، تبادل سامي ودينا نظرات سريعة، نظرات كانت تحمل سِرًّا مشتركًا، تواطؤًا خفيًّا أصبح يُدرك الآن عمقه الحقيقي.

دينا تسحب السكين من خلف ظهرها وتقترب منها بخطوات ثابتة، باردة كأنها في مشهد متأنٍ مخطط له. كانت أنفاس أم أليس تتسارع، وهي تراقب دينا تتقدم نحوها بنظرة جامدة، مختلطة بين الغضب والاحتقار.

لم تكن هناك فرصة للهرب، رفعت دينا السكين ببطء، غرستها في جسد أم أليس بقوة و بصمت  قاسٍ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زوجتي الخائنهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن