(١٨)
#لتطيب_نفسي ( #روحي_تعاني٤)
بقلم آيه شاكروصل ميسره للبيت الذي بدأ وكأنه هادئ، دفع البوابة الحديدية وكانت مفتوحة فدخل وأخذ ينادي حازم، وبوثباتٍ واسعة قطع الدرج حتى وصل لشقة شروق وضع أذنه على الباب فسمع صوت حشرجة أنفاسها المرتفعة، ازدرد لعابه بتوتر وطرق الباب عدة مرات وهو يناديها، ولما لم تجبه نظر للمفتاح بالباب لبرهة وهو يلهث، ثم فتحه...
جحظت عيناه بصدمة حين رأى هيئتها، كانت تجلس على المقعد تبكي بهسترية وهي تضع يدها على صدرها وتصارع لتلتقط الأكسجين وأنفاسها تتحشرج وكأنها في سكرات المـ ـوت...
دنا منها ميسره وأخذ يناديها ويناشدها أن تهدأ لكنها لم تستجب وتزامن ذلك مع دخول تسنيم للبيت، قالت وهي تلهث:
-هي مالها؟!
-دي شكلها صدمة عصبية، اقعدي جنبها هروح الصيدليه وأجي.قطع ميسره الطريق ركضًا دون اكتراث لمن يمر عليه من الناس ويسأله عما يحدث، وعند عودته بعدما أحضر جهاز التنفس من الصيدلي ومعه بعض الدواء، وهو يركض والناس من حوله يغمغمون، سمع قول أحدهم:
-ربنا يصبره.وأخر:
-دا كان صاحب عمره...كأن هناك خطب ما، وكأن ثمة أمر جلل قد طرأ، شيء غريب بالبلدة وكأن الحزن خيم عليها، لكن لم يكن هناك وقت للتفكير في أي شيء سوى شروق التي تنازع لتلتقط الهواء...
وصل للبيت حاول حثها على وضع جهاز التنفس لكنها كانت تقاومه، فقال ميسره بضجر:
-وبعدين بقا... مش هينفع كده يا شروق...
-هنعمل إيه يا ميسره؟!
قالتها تسنيم، فقال ميسره:
-امسكي ايديها كويس وأنا هحطلها الماسك.قيدت تسنيم حركتها ووضع هو الجهاز حول أنفها عنوة، ثم أخذ ميسره يجهز إبرة أخرى بينما شروق لم تتوقف عن البكاء رغم هدوء أنفاسها قليلًا.
وبعد فترة
كان ميسره شاردًا في الجملتين اللتان التقطهما سمعه، وبعدما هدأت شروق كليًا مسدت تسنيم على شعرها المكشوف،الذي لم ينتبها له، فقد كانت ترتدي منامة شتوية ولا حجاب على رأسها، جذب ميسره غطاء ووضعه عليها، فقالت تسنيم بقلق:
-مالك بس يا شروق؟نظرت تسنيم لميسره فوجدته يُحدق بشروق التي أغلقت جفونها قبل قليل، فقالت تسنيم متخابثة:
-إيه يا عم ميسره... نظراتك يا عسل...أخذت تسنيم تُحكم الغطاء حول شروق، بينما انتفض ميسره فقد كان شاردًا بملامحها وكأنه يراها لأول مره! أشاح بصره عنها، ونظر في ساعته بارتباك، فقالت تسنيم:
-هو ليه دكتور حاتم كلمك ومكلمش خطيبها، أقصد أكرم؟
-مش عارف لكن أكرم مبقاش خطيبها عشان شروق سابته.قالت بمكر:
-بجد!! وإنت كمان سيبت خطيبتك، صدفه غريبه مش كده!ازدرد ميسره لعابه وصمت، فقالت تسنيم بابتسامة ساخرة:
-المشكله إني فهماك أوي يا ميسره، إنت وأكرم مش عارفين إنتوا عاوزين إيه!!
![](https://img.wattpad.com/cover/343143560-288-k203965.jpg)
أنت تقرأ
(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعاني (مكتملة)
Romanceجلست مكاني أحملق بالفراغ شاردة، فقد ساقت أمي تراب الأرض ليقنعني بهذا الحاتم! خالتي وعمتي وجدتي، وجيراني، وصديقتي، ووالدي وصديقه حتى أصبحت أسير في شارعنا فيوقفني صاحب البقالة بقوله: -إيه يا إيمان لسه محيره أمك ومش موافقه على العريس! يا بنتي دا دكتور...