‎يَـلتَقيان فِـي المَحــبة【35】

84 7 2
                                    

الفصل الخامس والثلاثون (الاخير)
4616 k كلمة
· · • • • ❂ • • • · ·



صارت  الروح ركيكة بعد انقضاء ليالٍ الشتاء الباردة بين جدران صقيعية ، وغطاء بالٍ ، ووسائد من صوفٍ خشنٍ صلب
تتعب الرأس حتىٰ الجسد ..

لا اصحاب .. ولا زوار ، اين انت يا ابا روحي عن روح ابن قلبكَ ..
تمتمَ جواد بمفردهِ الاشتياق ، وراح اسير الذكريات قبل ان يكون اسير القُضبان ..
انتظرهُ كثيراً ، انتظر مجيئه لاسبوعين كاملة .. ليلا ونهاراً ، كان عبثاً !

امه فقط من كانت تزور .. كانت تبكي وتزيد من الطين بله ..
بينما في احد الليالٍ بعد خروجه من الاستحمام ..
تعرض جواد لنوبة صرع مجدداً ..
لم تكن هُنالك ادوية ، لا بل احد السجناء قام باعطاءهِ جرعة من الممنوعات لِيستفيق ، حتىٰ اعتادها طالباً المزيد ..

نزف الانف الذي جعل منه يقظ طوال الليل .. الم المعدة و الصداع المزمن ، كانت تلك الالام جليسته في وحدته ..

اعتادها وصادقها ، .. شكرها على وجودها بجانبه..
لم يفكر بشيء سوىٰ بـ زين كان هذا مايريد الوصول اليهِ ذلكَ المتهالك

.
.

بعد انقضاء تلك الايام .. بمآسيها ، باحزانها ..بـ عسرها و مرارتها ..

تممَ احد حراس السجن باسمه منادىٍ ..

جهورَ جسدهِ المتعب بصعوبة للنهوض .. كان يعلم ان الزائر مجدداً امه ، .. مشىٰ بخطاه البطيئة مطئطأ الرأس خلف الحارس ..

حتىٰ وصلَ غرفة .. كانت غرفة مدير السجن !..
تملكتهُ الغربة و الفضول .. راح ينظر لوجه الاخر حتىٰ اخبره ..

- عليكَ توقيع بعض الاوراق قبل خروجكَ ..

تعقدت حاجبيه و ابتسم قلبهِ بالاشراق .. راح يسال مجددا علهُ اخطأ السمع ..! هل حقا ، سيخرج  .. وكيف ؟

- خروجي ؟..

قالها بخنقة واضحة وهو يشير بسبابتهِ حول نفسهِ ..

- نعم .. يمكنكَ سؤال المدير ، لا اعلم بالتفاصيل ..

فتح الباب ليدخل جواد .. واجه ذلكَ المسن الذي يقطن مركز الحجرة .. ببشرتهِ السمراء و حاجباه المعقدان ، كان قصير القامة ذو جسد ممتلىء صحي ..

اشار الىٰ جواد ليقومَ بالتوقيع اجراءات الخروج ..

تقرب عويص الحال بزماع ناحيته .. امسكَ الاوراق وراح يقرأ ..
ليؤكد علىٰ عقلهِ الاستيعاب ..، نعم انها اجراءات الخروج حتما ..

【 يَـلتَقيان فِـي المَحبـة】Where stories live. Discover now