سقوط الشمس

الفصل السادس

من الطبيعي و العادي جدا ان ثور كلما طلب شيئا قد حصل عليه، كان ابن اودين العظيم، كان ولي عهد عرش اسغارد، حاكم العوالم، اقوى رجل في الوجود، و اكثر الناس حكمة و حنكة، طيبا و نبيلا، وسيما و جريء

اغلب الاحيان يحصل على الامر ببعض الحوار فقط، او اذا طلب سيحاول الكل تليية طلبه بانسب الطرق و افضلها، و كما يقال لا يرتدي الملك غير التاج من الذهب و اثمن الجواهر، و هكذا كان ثور

و اذا لم يحصل على ما اراده بالحوار فهو يستعمل القوة، منذ الولادة كان الشخص الذي حمل في فمه ملعقة سميكة من الذهب و بين يديه حكم الاعدام.

لكن قرر في مرحلة مبكرة من حياته ان يتخلى عن تلك الاشياء من اجل لوكي، ملعقة الذهب السميكة التي كانت بين اسنانه قرر تقديمها باكملها للوكي، رغم ان الاخر يرفض بادب و في النهاية تقاسماها فقط

حكم الاعدام الذي كان بين ايدي ثور تحول الى ادات لارضاء لوكي فقط، الحروب التوسعية كانت تحت شعار واحد، على كل تلك الدماء سيزرع طريقا من الزهور من اجل لوكي، على هذا الرجل الثمين ان ينعم بالعالم تحت اقدامه و بين يديه، كل شيء من اجل لوكي

لذلك دوما اخذ الامر بروية مع الاخر، لم يسيطر و لم يتحكم، كان فقط غيورا عادة و يفعل الامور وراء الظل، لكن اعطى لوكي حريته و لم يفرض عليه رغباته او ما كان حقا يريده

لكن في لقطة مندفعة منه و غير مدروسة، لقد توهم و غرق في وهمه الخاص ليتسلل جزء من جشعه للسطح و يتحدث بذلك

لا، ولم يكتفي بالتحدث هو حتى تجرأ و قبله، لقد تحرش بلوكي مباشرة، الفتى المسكين قد هرب، ما كان عليه ان يفعل ذلك

غرق ثور في ذنبه و ندمه بين اسوار غرفة نوم لوكي، كانت فارغة منه، عديمة القيمة من دون صاحبها، كل ما يتذكره بعدما شعر بطراوة تلك الشفاه هو دفع في لحظة غرة و اختفاء لوكي بطريقة ما

كان غارقا في نشوة اللحظة، منتظرا من لوكي ان يبادله او يقدم له الاجابة المرجوة، قفز الاحمر على الخدود الشاحبة مع تلك العيون المصدومة، عندها بثوان فقط تم صفعه بالواقع و ان لوكي قد هرب و ان ما فعله كان خطأ

و عندما استعاد رشده قوبل احساس الفرح اللحظي بالذنب و العار الشديد، مر اسوء من خلطات امي العشبية عندما امرض

لقد مرت حوالي ربع ساعة، ان ادراك ان لوكي ليس في القصر شعور مريع تماما، هناك سباق من الافكار الشريرة يتزاحم الواحد تلوى الاخر في عقل ثور الدرامي

لوكي الصغير لم يرى شر هذا العالم و قسوته، متناسيا ان حقيقة لوكي هو عملاق تم هجره و نبذه في صغره و تعذيبه من قبل والده القاسي