خرجت من المشفى في طريقي إلى شقتي الصغيرة، وبالطبع لم تظهر ابتسامتي الواسعة الصباحية فالعمل يعكر مزاجي.
دخلت إلى المبنى الصغير لكن الجميل والنظيف دائما. كنت قد استأجرت شقة فيه لصغرها ولأني سأشعر بالوحدة لو كانت واسعة، كما أننا لن نتجاهل أمر تنظيفها فسيستهلك وقتا وجهدا أكبر كلما اتسعت مساحتها.
لا يوجد مصعد لعدم وجود متسع له. صعدت الدرج بنشاط فقد اعتدت عليه وهو ليس كالدرج في الشركة، ذاك الدرج فظيع ومتسخ، أما هذا فيضج بالدفء والترحيب، تشعر بأن كل درجة تحتضن قدماك التي تدوس عليها.
أقطن في الطابق الرابع لمجرد أني أجد ارتفاعه عن سطح الأرض مثالي.
طرقت الباب بجوار بابي أربع دقات متتالية قبل أن أدخل أخيرا إلى شقتي الجميلة.
تحتوي على فرغة واحدة فقط وهي غرفة نومي والتي بجوارها الحمام ولكن قبل كل هذا ستجد نفسك في غرفة واسعة تحتوي على المطبخ ومائدة الطعام الصغيرة والأريكة مع التلفاز.
في غرفة نومي يوجد الحاسوب، ليس له مكتب لذا وضعته فوق إحدى الكراسي في الزاوية. لا أستخدمه كثيرا لذا مكانه هناك مناسب.
ما إن خرجت من الحمام وغيرت ثيابي حتى فتح باب شقتي لتدخل فتاتان متشابهتان في كل شيء. كانتا توأم بثياب متشابهة عدا الألوان فتلك قمصيها أخضر مع بنطال جينز والأخرى نفس القميص بلون أصفر وبنطال جينز كتوأمها.
كانت إحداهن تحمل صينية الشاي مع ثلاثة أكواب عليها. جلستا على الكنبة وتركتا المجال لي للجلوس بجانبهن.
نادت علي إحداهن: يا مايلي، لقد وصلنا.
خرجت من الغرفة واتجهت إلى المطبخ أخرجت كيسا من البسكويت ونثرت كمية منه على طبق ثم قدمته لهما.
كان هذا الاتفاق بيننا، عندما أعود أطرق أربع طرقات على بابهن فيعرفن أني وصلت. يحضرن الشاي وعلي البسكويت. يدخلن بيتي عندما يجهز الشاي ولا داعي للاستئذان قبل الدخول فلا يوجد شيء أخفيه عنهما هما بالتحديد.
لي قصة معهما قبل أن أصبح جارتهما.
كان الجمال ميزة لديهما. مجرد اختلاف خفي يميز إحداهما عن الأخرى. الكثير من الناس خاصة أقاربهما لا يستطيعون التفريق بينهما، فحتى تسريحة وقصة الشعر متشابهة.
الطول والنحافة مماثلان كذلك، مساحيق التجميل التي يستخدمانها هي ذاتها.
بالنسبة لي أستطيع التفريق بينهما لطول الفترة التي عرفتهما فيها والتي تحصر بعدة أشهر.
الألف هو الحرف الفاصل في اسميهما وهما: هيلين وهيلينا. باعتقادي أنه اسم تقليدي يفتقر لبعض الحيوية.
أنت تقرأ
قل وداعاً للذكريات
Novela Juvenilنهضتْ بفضلها وارتكزت عليها، ساندتها، ساعدتها، ووفرت لها كل ما فقدته في الماضي من حب وأمان واستقرار، كبرت على الاتكالية فأصبحت بالنسبة لها كل شيء، ولكن.. ماذا سيحدث إن فقدتها لتجد نفسها لا شيء؟