هذا هو اليوم الثالث لي في العمل كعاملة في منزل. ذهبت إلى هناك بسعادة فقد نمت بهدوء وعمق وخرجت البارحة بكرامة، كما أن كارل المغفل بدأ يتعذب مع مرور الأيام إلا اليوم فقد وجدت تلك الغريبة التي تدعى إلين هناك.
كانا يجلسان على الكنبة ولو رأيتم كم كان وجه كارل سعيدا ويشع سرورا لعودتها. إذاً كانت قد هجرته للؤمه في ذلك اليوم وقد استطاع بصعوبة لكن بنجاح أن يعيدها.
عندما رأتني قالت لي بلطف: صباح الخير.
اضطررت لرد التحية فمن المخز استغلالها لصالحي إن جعلتها تكرهني وتأخذ عني فكرة سيئة.
اتجهت إلى المطبخ لتحضير الطعام وبعدما وزعت الأطباق على المائدة عدت إليه لتنظيفه.
وجدتهما يجلسان على المائدة ليتناولا الطعام فتركت ما بيدي ووقفت أمامهما لأقول: كارل، كيف سأعيش إن لم تكن تريد إعطائي راتب فقد أوشك مالي على الانتهاء لصرفي إياه على الطعام وبعض الاحتياجات الخاصة.
أجاب دون أن ينظر إلي: فلتأخذي أي شيء تحتاجينه من هنا بما في ذلك الطعام.
وانتهى الأمر فقد حلت القضية، لكن لم أكن أريدها أن تحل بالشكل هذا.
عدت إلى المطبخ فسمعت إلين تقول بهدوء لكارل: ولكن أن تأخذ ما تحتاجه من هنا هو أمر محرج بالنسبة لفتاة فهو ليس سوبر ماركت بالمجان أو شيء كهذا، فلتعطها راتب عادل يجعلها تعيش حياة كريمة مقابل عملها هنا.
صمت قليلا قبل أن يقول بصوت بمنخفض: لا داعي لفتح هذا الموضوع الآن، سنتحدث به لاحقا.
أصرّت: كلا، الآن سنتحدث به لأنه يخص مستقبلنا فهي خادمة في منزلي المستقبلي وأنا أريد أن آخذ خصوصيتي هنا وأن أقوم بتحضير الطعام والتنظيف بنفسي والترتيب على ذوقي، كما ونظرا لأسرتنا الصغيرة فنحن لسنا بحاجة لخادمة وإن كنت مصرا فسأحضر خادمة منزلنا فهي كبيرة، مخلصة في عملها وطعامها ألذ فأستطيع أن أكون مرتاحة البال حين أترككما معا.
توقفت قليلا ثم تابعت: الآن، ستعطيها مالا لخدمة أسبوع فتدبر عملا قبل أن ترحل تماما عن هذا البيت.
انتهى حوارهما عند هذا الحد وبعد أن غادرت إلين، أتى كارل إلى المطبخ وقال: أظنك سمعتِ ما قالته، سترحلين خلال أسبوع، وتجدين عملا آخر فتدفعين لي ثلاثة أرباع راتبك كي لا أضطر لبيع بيتك.
أخرج من محفظته مبلغا كبيرا وقبل أن يقدمه لي قال: إنه دين سأتأكد من إضافته للخمسين ألفا التي ستردينها.
أمي، لقد تغيرت حياتي بالكامل منذ ذلك اليوم..
أصبحت أذهب إلى منزله فأعمل بجد وحين أنتهى أذهب للخياطة فتعلمني أمور جديدة كل يوم. انتهى الأسبوع واستمر التعليم حتى انتهى خلال شهر واحد، وبدأتُ مع الشهر الجديد عملا جديدا كمساعدة لتلك الخياطة اللئيمة.
أنت تقرأ
قل وداعاً للذكريات
Fiksi Remajaنهضتْ بفضلها وارتكزت عليها، ساندتها، ساعدتها، ووفرت لها كل ما فقدته في الماضي من حب وأمان واستقرار، كبرت على الاتكالية فأصبحت بالنسبة لها كل شيء، ولكن.. ماذا سيحدث إن فقدتها لتجد نفسها لا شيء؟