الجزء السابع

71 10 0
                                    

خرجت من الحديقة بسرعة، غاضبة حانقة على كل شيء. تركتهم مدهوشين من السبب التافه لحزني، لكنه ليس كذلك.

أنا لا أحبه، أنا فقط كنت محرجة من وقفته بجانبي بيده الملتفة حول الكرسي والتي تظهر لكل مشاهد بأنها تلتف حولي.

كما وأني لست بهذا الجنون لأضع نصب عيناي شخص تحبه صديقة غالية علي.

ورأيتها.. تقف خارج باب المعرض أمام الحراس، هل تنتظرني؟

اقتربت منها فانتبهت لقدومي ونظرت إلي لأرى الدموع المنسكبة الجافة.

سألتها بقلق: ما بك؟

لم تجب وإنما قالت بجفاء قاسي: لا شيء، وإنما أردت أن أعلمك بأننا سنفترق.

- ماذا؟

- أجل أنت تبحثين عنه من طريق وأنا من طريق آخر.

- لا تقولي لي بأنك رأيتـ..

قاطعتني بقوة: لم أر شيئا.

هذا ما كان ينقصني.. أن ترى ذلك، وما يزيد الأمر صعوبة هو أنها لا تحتمل جرح مشاعري، عقلها أو أيا كان، يخبرها بأني خائنة منافقة لكن قلبها يردد بأني صديقتها العزيزة.

قلت بحزن: لنغادر الآن.

صدرت منها ضحكة مستهزئة وتبعت ذلك بقولها: كلا، فلتذهبي لوحدك.

استدارت منتظرة ذهابي فذهبت..

عدت إلى شقتي، ارتميت على السرير باكية لم أكن أريد للأمور أن تتطور لهذا الحد، لو أني عرفت حدودي جيدا لما حصل كل ذلك، بدأت أكره نفسي أكثر فأكثر.

نمت على نفس الوضعية ولم أستيقظ إلا على أشعة الشمس المدغدغة في الصباح. اتجهت إلى المشفى ووجدت هناك لأول مرة الطبيب المشرف على حالة أمي.

ركضت نحوه محاولة لأستوقفه بقولي: أيها الطبيب! أيها الطبيب!

لكنه لم يتوقف بل زادت خطواته سرعة، هل ميز صوتي؟ لكن لمَ العجلة في حين أردت منه أن يتوقف؟

صرخت بأعلى صوتي: أيـــهــــا الـطـبــيــب، تـــــوقـــــف.

إلا أنه لم يتوقف بل مال على أذن إحدى الممرضات في طريقه ليقول لها أمرا قبل أن يستمر بالسير سريعا.

كنت أتبعه حتى اعترضت طريقي الممرضة تلك ومنعتني من تجاوزها فصرخت بها: ابتعدي أيتها المجنونة، ألا ترين أني أتبع ذلك الجبان.

- إن بقيت على هذه الحالة فلا شك من أنهم سيسجلون غرفة باسمك هنا ولن يصدق أحد بأنك لست مجنونة في حين أنك تتصرفين بجنون.

هدأت وصمت ملقية للإهانة في جوفي، كتمت حزني وأخفيت همي وشتمتهم داخلي لأشعر وقتها أنني أشتم نفسي.

قل وداعاً للذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن