الجزء الثاني

222 11 2
                                    

أتى أحد الزبائن وقدم ورقة إلي، وهي التي تعطيه الإذن بأن يطلب خدمته من هذه الغرفة فهو مسجل لدينا في السجل الضخم داخل حاسوبي. بعدما ألقيت نظرة عليها وتأكدت من وجود اسمه في السجل فحتى لو أن مكتب الاستقبال قام بالتأكد إلا أن الحقير هذا لن يرضى إلا بإعادة التأكد أمامه.

ها أنا قد تأكدت من هوية الزبون لذا فلتسمح له أن يطلب الخدمة بعد أن ضيعت وقته الذي لا يقارن بوقتك الثمين. وضعت الورقة في العلبة فوق مكتبه وقلت له: لدينا زبون.

هو يعلم بذلك، لكن بقولي هذا أعطيه الإشارة بأن ما أراده تم وهو التأكد من ورقة الضيف.

رفع رأسه ونظر إلى المسكين الذي يقف أمامه وكأنه سيهجم عليه في أية لحظة، هكذا بدون سبب.

أمره: فلتجلس.

جلس الزبون على الأريكة الصغيرة بتوتر. يا لك من أحمق هل تظن أن الأحمق أمامك سيفعل لك شيء إنه حتى لا يستطيع رفع قلمه عن الأرض إن سقط لذا فلتكف عن هذه الترهات ولتكن رجلا فتطلب ما تريد.

لكنه خيب أملي ولم يفعل ذلك بل قال بتردد: أأ ..أريــ.. أريد أأن أأطـ...

بدأ النائب بالتثاؤب، معه حق في هذا فالأمر يصبح مزعجا فعلا حتى أنني لا أستطيع إكمال عملي بسببه.

قال: مايلي.

نظرت له بسرعة، كان يتكئ بكوعه فوق المكتب ويسند خده بضجر فوق يده، ينظر لي بغرور ليكمل قوله: فلتتولي أمره فلا طاقة لي اليوم.

عدل من وضعيته ليكمل عمله المجهول. نظرت بشفقة إلى الزبون وقلت بلطف: فلتخبرني بما تريد سأتأكد من تلبية طلبك على أكمل وجه.

تشجع ووقف ليقترب من مكتبي. يبدو أنه استعاد ثقته فقد قال بسعادة: أريد أن أشترك بالمسدد الآلي فأنا لا أستطيع أن آتي إلى هنا كل شهر لأسدد الفواتير.

قلت وأنا أفتح نوافذ جديدة في جهازي: إذا تريد الخدمة التي تم عرضها منذ ثلاثة أشهر، إنها خدمة رائعة؛ اختيار جيد.

ابتسم خجلا لأني مدحت اختياره بجيد وقال وهو يضع يده خلف رأسه: أجل لقد فكرت في هذا الأمر منذ زمن لكني لم أكن أستسيغه تماما حتى اكتشفت بالصدفة أن هناك صديق لي يستخدم الخدمة أثناء زيارته لي في أحد الأيام وعندما سألته عنها قام بمدحها حتى آخر الليل.

قطع حديثه ليدخل في نوبة من الضحك شاركته بها تلقائيا وانتبهت في تلك اللحظة أن النائب في حالة من الغضب الشديد الذي سيقوم بتفريغه في أي لحظة ولن يتردد أن يكون الأمر علي فهو لا يريد أن يعطي انطباع سيئ عنه للضيوف.

استغللت الأمر فسألت الزبون: إذا قام بمدح الخدمة حقا؟

اندفع الزبون ليقول بحماس: أكثر مما تتصورين، كما أخبرتك لقد استمر حتى الليل يمدحها.

قل وداعاً للذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن