اتجهت بخطى مسرعة إلى المشفى وكأني أهرب من كل ما حدث وما إن وصلت إلى غرفة أمي حتى أخبرتها بكل شيء حدث اليوم فارتحت واطمئن بالي قليلا حتى لو لم أتلقى أية ردة فعل تجاه ما قلته.
خرجت بعد أن قبلت جبينها. وصلت إلى شقتي وطرقت على باب الشقة المجاورة ثم دخلت.
ارتديت ثياب جميلة تليق بزيارة معرض الفن. دخلت إلى شقتي هيلين وكانت هي الأخرى ترتدي ثياب تم اختيارها بعناية بالغة.
خرجنا معا وسرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى المعرض.
كان هناك حارسان على البوابة الزجاجية الضخمة، لم يطالبا بأي بطاقة أو تذكرة فقط كانا يراقبان من يدخل ويخرج في حالة حدثت سرقة أو أي فوضى أخرى.
عند دخولي للمعرض أحسست بأني داخل أحد قصور "والت ديزني"، كان كبيرا جدا واسعا والأرض ملمعة والجدران مفروشة. كان المكان مشعا كالذهب لدرجة تلفت الأنظار عما هو موجود في المعرض نفسه.
التصقت على أحد الجدران وتأملت أول لوحة فيه، تبعتني هيلين وهمست في أذني: فلندخل للداخل أولا وبعدها نعود إلى هنا.
ولكنني تجاهلتها وبقيت أتأمل هذه الرسمة الفظيعة ذات الألوان الشائكة غير المتناسقة. حاولت أن أدقق النظر فيها أكثر لتضح لكنني لم أر سوى أمواج الفرشاة المبعثرة.
خطوت خطوة جانبية لأرى اللوحة التالية فعادت هيلين لتهمس بإصرار: أرجوك تعالي للداخل ثم نعود إلى هنا بعدها.
فقلت ساخرة: كيف لك أن تقولي هذا يا خبيرة الفن وأمامك أجمل اللوحات لأعظم الرسامين!
- أعلم أعلم لكن في الداخل توجد الكثير من المنحوتات والتحف والرسومات المبهرة لذا ليس علينا أن نضيع فرصة كهذه، ما رأيك؟
- إن بدأنا هنا سنغطي المعرض كله تقريبا، أما إن شتتنا أنفسنا بأنفسنا فسيضيع علينا الكثير.
- لكني سمعت بأن عرضا فنيا سيعرض الآن وسينتهي قريبا فعلينا أن نلحقه قبل فوات الأوان.
تظاهرت بالدهشة وقلت معاتبة: ماذا تقولين؟ لماذا لم تخبريني بهذا سابقا؟
مع أنني أعلم أنها أتت إلى هنا لأمر واحد فقط، إلا أنني سأفوت عليها ما أتت لأجله لسخافته.
سرت معها حتى خرجنا من القاعة الكبيرة لنصل إلى ممرين متفرعين فدخلنا إحداهما ووجدنا معروضات معلقة على كافة جدرانه ومع ذلك هيلين لم تتوقف بل استمرت بالمشي سريعا وهي تمسك بيدي حتى لا أتوقف عند أي نقطة تلفت انتباهي كما تعتقد.
وصلنا إلى غرفة كبيرة بالتأكيد ليست ككبر القاعة الرئيسة. توقفت عندها هيلين ورفعت رأسها بحثا عنه، إلا أن ذلك لم ينفع فكان يتجمع حشد كبير في تلك الغرفة يصعب البحث من خلاله على أمر فبدا أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش.
أنت تقرأ
قل وداعاً للذكريات
Novela Juvenilنهضتْ بفضلها وارتكزت عليها، ساندتها، ساعدتها، ووفرت لها كل ما فقدته في الماضي من حب وأمان واستقرار، كبرت على الاتكالية فأصبحت بالنسبة لها كل شيء، ولكن.. ماذا سيحدث إن فقدتها لتجد نفسها لا شيء؟