الفصل التاسع

43 5 1
                                    

الفصل التاسع

في الدولة الأجنبية

تقلبت عدة مرات في فراشها البارد وقد جافاها النوم لليلة التي لا تعرف عددها ؛ حرب ضروس بين ذكرياتها البعيدة و قلبها الخائن لا تتوقف و إن توقفت في هدنات متقطعة بأمر من عقلها لمدة قليلة احياناً
أبعدت الغطاء تاركة السرير لتفتح النافذة فضربتها نسمات باردة تزيد من برودة غربتها؛ غربة منذ متى تشعر بمعنى تلك الكلمة ؟
ألم تعش معظم حياتها هنا ؟
كل ذكرياتها الجميلة مع والديها هنا ، سنوات دراستها عملها أصدقائها .
عقدت حاجبيها و هي تفكر في أصدقائها لتجد أن معظهم من نفس جنسيتها أو من دول عربية أخرى و القلة فقط أجانب !
كيف لم تنتبه أنها تميل لجانب والدها أكثر من والدتها؟
نعم هي شرقية جدا في داخلها رغم ارتدائها معطف الغرب ظاهريا .
تبسمت شفتاها وهي تتذكر عماد يناكفها قائلا:
- لا تحاولي الادعاء بأنك نصف غربية أنت ابنة بلد أكثر مني من الذي يعشق الحمام بالفريك والفطير المشلتت مثلك ؟
جملة عادية تجعل خديها تحمر دائما ربما لأنها تعتبر أول جملة غزلية يقولها لها ؟
لامت نفسها مفكرة :
- أي غزل هذا الذي يتضمن أكل ، هادي أفضل منه مليون مرة .
تنهدت وعادت تتذكر ملامحه المحببة لقلبها، ليس بحلاوة اللسان و لا حتى الوسامة و كثرة المال الأمر مع عماد مختلف كل شيء حولهما مختلف ، منذ بداية قصتها التي تشابكت لتكون جديلة مشاعر قوية فرضت نفسها ليصعب تجاهلها حتى لو ادعت العكس.
تنهدت و أخذت هاتفها لترسل له رسالة نصية تخفف عنها بعضا من أشواقها دون الإفصاح بالكامل عنها
على الأقل الآن

❈-❈-❈
في بلد أيوب
وقف بحدة يعتصر الهاتف ورد:
- هل جننت ؟!!
كيف تأتين في هذا الوقت لمنزل عائلتي
ضحكة عالية قطعت باقي كلامه لتقول بعدها:
- توقف عن الهلع كأنك طفل في الإعدادي يخشى من معرفة والده بأمر حبيبته  بالمدرسة.
تعالى صوت نفسه دالا على الغضب الذي يغلي بداخله فأردفت بلين:
- لا تقلق هكذا طائرتي ستصل آخر الأسبوع ، لم أحجز في فندق أريد مكان قريب منك هلا ساعدتني ملثمي الوسيم؟
اللعنة.. عليه الان الانصياع لها فهي من وقفت مع الملثم حتى عاد رؤوف الجعفري ؛ سحب نفسا قويا ورد:
-ارسلي موعد وصولك ولا تقلقي بشأن إقامتك ؛ آتية بمفردك أم مع أحد ؟
بدلال ردت:
-تغار علي ؟
قلب عينه و أجابها :
- أريد أن أعرف كم غرفة تحتاجين .
شعرت بخيبة أمل كبيرة فقد عاد لبروده السابق معها، لابد أنه تأثير القبيلة كما أخبرتها جيهان؛ استعادت ثقتها وقالت:
-أعتقد شقة مفروشة ستوفي بالغرض ، أعرف جيدا نظام الفنادق المتعسف تجاه العربيات واستقبال ضيوفهن من الجنس الأخر.
رد باستغراب:
- ضيوف؟
بثقة أجابته:
- أنت لست ضيف ، أنت صاحب المكان كله مثلما سكنت ذلك القابع في صدري وسط ضلوعي حتى ملكته وأصبحت آمر لأفكاري و خطايا وأنا التي لم يحكمها أحد منذ كنت مراهقة .
بحث بيده عن علبة السجائر وقال:
- ارسلي لي موعد طائرتك سأري ما يمكنني فعله.

عاد لتعامله معها ببرود يؤلم قلبها و يؤرجح أفكارها من جديد ،لتقول بصوت عال لتقنع نفسها:
- لا تنسي بأنه مصاب باضطراب بعد الصدمة ردود فعله طبيعية يجب أن أكون أكثر ليونة وتفهما لتقلبات مزاجه و إلا سأخسره للأبد .
أخذت نفسا عميقا ببطء وزفرته بنفس الطريقة قبل أن تبتسم وقد قررت أنها ستفوز بالحرب حتما.
❈-❈-❈
في بلد الجعفري

الذهاب لمنزل والده بات أمرا ثقيلا جدا عليه، منذ عودته مدعيا انتصاره على جده الشيخ عثمان وتوليه المشيخة عنوة وهو يتجنبه قدر المستطاع كي لا يكون قاطعا للرحم وفي نفس الوقت يتجنب رؤية ما يفعله والده؛
مرتديا الجرد الصوف و القبعة الحمراء ليعطي نفسه منظرا مهما جلس عوض وسط صالة الرجال وبيده عكاز خشبي يحركه يمينا ويسارا ليعطيه هيبة كاذبة وقد جلس بعض الرجال مختلطي القبائل التي نجح في جمعهم حوله مدعيا وجود عزوة كاذبة بعد أن أصبح معظم الجعافرة يتجنبون الجلوس معهم بل معظمهم يرفض حتى مصافحته بعد سلبه لمعظم ممتلكاتهم بفضل الميليشيات التي قادها ابنه الراحل عياد
ألقى السلام ودخل للصالة متجنبا الدخول في مهاتراتهم متخذا لنفسه مكانا منزويا عنهم حتى قال عوض بصوت عالٍ :
- يا ولد لقد علمت بأن زوج أختك يريد الطلاق اخبره بأني لست موافق عليه أن يدفع المؤخر مضاعف إذا كان يريد اتقاء شري.
حرك إبهامه على باقي أصابعه يسبح مانعا نفسه من الرد بغلاظة عليه لثوانٍ ثم أجابه:
- غيث طلقها بالفعل بعد أن أخذت مستحقاتها كاملة رغم أني لازلت عند رأيي بأنها مبالغ بها والرجل بارك الله فيه لم يقصر أبدا رغم كل ما حدث من جهتنا.
لم يكن يريد التحدث عن الأمور الخاصة بأخته أمام العامة الذين لا يعرف معظمهم لكن والده كعادته لم يهتم و أخذ يضرب بعصاه ويشتم بأقبح الشتائم ليقف الزبير بحدة ويقول:
- أستغفر الله العظيم، هل هناك أمر آخر تريد مناقشته معي.
باستهزاء رد:
- اجلس اجلس إلى أين أنت ذاهب لا تقل للخلوة التي تحبس نفسك فيها تحادث الأموات ، ماذا لو ماتت زوجتك لقد قتل ابني ولم يحدث لي شيء بل أنا فخور لأنه مات شهيد ورفع رأسي عاليا.
هز رأسه قليلا و قال:
- حتى الشهادة أصبحت توزع مثل حبات الحلوى من يملك المال يشتري أكبر كمية .
كح بقوة مع احتقان وجهه ليخرج الزبير من الصالة متجها للمنزل الرئيسي ،وقف أمام الباب رافضا الدخول حتى أتت والدته التي قالت بعتاب:
- لا تقل أنك تريد العودة للخرابة التي تسميها منزل رافضا البقاء معنا ؟
لقد سكت سابقا لأني كنت منشغلة في مشكلة أرملة أخيك ثم أختك أما الآن لن أوافقك عليك أن تأتي للعيش في منزل والدك.
وضع يده في جيب عباءته البيضاء يبحث عن سبحته ورد:
- منزل والدي!
حقا!
تأففت قائلة :
- نعم منزله حقه ألا يكفي تحمله الطرد و الذل بسبب فتاة فلت عيارها؟
هذا أقل تقدير ثم هو كبير القبيلة و
رفع يده لتتوقف عن الحديث و رد:
- لا داعي للخوض في الأعراض هذا من الكبائر يا أمي و كلنا نعلم حقيقة الأمر أما بشأن حق أبي بهذا المنزل وغيره فلست أنا من يقول ذلك إنه القانون والشرع والحلال و الحرام، بيت لناس لم يفعلوا شيئا سوى أنهم أطاعوا جدي رحمه الله و قطعوا صلتهم بنا، ليقوم عياد ظلما بطردهم من منزلهم و أخذ رزقهم بل سجن أبنائهم بتهم عارية من الصحة ؛ اتقوا الله يا أمي و أعيدوا الحق لأصحابه ربما يغفر الله لأخي ويرتاح من عذاب القبر.
اشتعلت عينها غضبا و ضربته في كتفه وهي تقول بغضب هادر:
- قطع لسانك، هذا ما تعلمته في مدارس الطاغية؟
لم أنس أنك السبب الأول في ما حدث لنا أما عياد فهو شهيد غصبا عن الكل بل لو تحدثت عنه أو عن مالنا سترى مني وجه آخر، اذهب لخرابتك علها تسقط على رأسك لتدفن بجانب زوجتك ونرتاح منك.
أخذ يكرر الأذكار في رأسه وهي تتابع وصلة السب تلك حتى انتهت فقال لها:
- السماح منك أمي سأذهب الآن .
التفت ليخرج من تلك البقعة الموبوءة وقبل أن يركب سيارته وقفت بقربه سيارة حمراء فأنزل عينه ليسمع صوت آلاء تقول:
- جيد أني وجدتك هنا، أريدك أن تتصل بغيث وتجعله يجيب على اتصالاتي لقد حظر جميع أرقامي وأرقام من بالمنزل حتى صديقاتي .
اتسعت عيناه ليرفع رأسه فوجدها تجلس فعلا خلف المقود بكامل زينتها و شعرها ظاهر تحت الوشاح الشفاف الذي لا يغطي شيئا فرد مصدوما :
- هل جننت ؟
كيف تخرجي بهذه الزينة و أنت لازلت في شهور العدة ؟
مطت شفتيها المطلية باللون الأحمر اللامع وقالت:
- اسمي أنا دكتورة ولدي عمل فكرة البقاء في المنزل حتى تنتهي عدتي انتهت مع  انتهاء عصر التخلف والجهل، كل ما أريده منك أن تتكلم مع غيث و إلا سأجد رقم عروسه وعندها لن يعجبه ما سأقوله أبدا .
مد يده يمسك بذراعها من خلال النافذة المفتوحة وهزها بقوة رادا:
- أي تخلف أو العصر الذي انتهي كيف تخرجين من المنزل بهذه الزينة كأنك ذاهبة لصالة فرح ؟
هكذا تقابلين المرضى!!
وكيف يقبل والدك بهذا ماذا حدث للجميع هل أصابهم العمى أم طارت عقولهم وهم يجرون وراء المال الحرام؟
الآن فقط صدقت غيث عندما قال أنه
تحمل فوق طاقته، إذا كنت تخرجين بهذا الشكل من منزل والدك كيف كنت تفعلين عند زوجك؟
أبعدت يده وردت ببرود:
- خطبتك العصماء لن تغير من حقيقة الأمر شيء ، اتصل بغيث اليوم إذا كنت تهتم به و إلا لا تلوم إلا نفسك.
ضغطت على دواسة البنزين لتنطلق بسرعة محدثة صوت حرق عجلات و تركته يستغفر وهو ينظر لأثرها وقد قرر أن يذهب بنفسه لغيث يعرف آلاء إذا وضعت شيء في رأسها فهي أشد فتكا من عياد لأنها ببساطة أذكى بكثير

❈-❈-❈
في بلد أيوب

وصلت نهى مع والديها للمكتب العقاري بالمدينة حسب الموعد المتفق عليه لتجد عبدالخالق و حارث وعلاء بانتظارهم؛
لم تخفى عنها الفرحة التي طلت من عينه عندما تلاقت بعينها قبل أن يبعدها مدعيا الجدية كعادته ليدخلوا المكتب ويقوم حارث بالتنازل لها عن الشقة حسب الاتفاق
بعد الانتهاء من الأمر خرجوا ليقول حارث:
- ألف مبروك يا جماعة بداية خير للأسف لن نستطيع اليوم عقد القران ، علينا أولا إجراء بعض الفحوصات الطبية وإجراءات أخرى قد يتأخر الأمر ليومين.
ليقول علاء:
- يمكنني إنهاء أوراق نهى اليوم وأنتم تولوا أموركم .
التفت له عبدالخالق ورد وهو يجز على أسنانه :
- يمكنك طلب ما تريده مني أنا لا داعي لتوجيه أي حديث لها.
رفع حاجبه في غير فهم ليقول حارث:
- لا تهتم به ، لكن تعال هنا مادام هناك من ينهي الأمور لماذا لا تنهي اليوم ونخلص.
أجابه ناصر:
- لابد أنهم يحتاجون أوراق وبعض التحاليل لن تفرق اليوم من بعد يومين.
رد عبدالخالق:
- كيف لا تفرق يجب أن تنتهي بسرعة الفرح بعد عشرة أيام فقط.
اقتربت منه نهى وقالت برقة :
- هيا بنا نختار الشبكة و دعهم ينهون باقي الأمور .
مسح أنفه بعنف وقال بصوت عالٍ :
- حارث سأذهب لأنهى بعض الأشياء المهمة تستطيع إتمام أوراق السفارة وحدك.
لعب له علاء حاجبيه ورد على حارث:
- سيعرف لا تقلق معه الدكتورة عليك أن تقلق على نفسك .

نظر له عبدالخالق محذرا لتتسع ابتسامته ويردف:
- من أجل الحبايب سأجلب راقصتين وليس واحدة .

ظهر العرق النابض في جبهة الأول ليمسك حارث بيد علاء ويقول :
- نحن سنذهب الآن لننهي الأوراق تحتاجون شيء ؟
ليجيب ناصر:
- سآتي معكم لأعرف ما تحتاجون من أوراق نهى.
أما فايزة فقالت:
- أعرف محل لديه ذهب عيار أربعة وعشرين تعالوا نختار منه.
بخفة مد له حارث بطاقة حساب إلكتروني وهمس له:
خذ كل ما تختاره حماتك دون اعتراض لا داعي لوضع العقدة في المنشار أم أرسل لجمان لتأتي معك.
رد بحده:
- اذهب حارث لا ينقصني إلا أنت و زوجتك الآن .

❈-❈-❈

-مصممة أنك لن تعودي لوحدك؟
ردت عبر الهاتف:
- لا تقلق أفطيم ستمر علي ، اهتم بإصلاح أمورك مع أشماس ما رأيته منها قبل خروجي اليوم لا يبشر بخير أبدا .
بحدة رد رؤوف بجانبه:
- لماذا لم تخبريني بخروجك من المنزل اليوم؟
ببرود ردت:
- سلام لا تنسى أن تعود على الغداء أيوب .
أغلقت الخط ليأخذ أيوب الهاتف و يضعه في جيبه ثم قال متجاهلا احتقان وجه الآخر :
- لم تقل ما هو الأمر الهام الذي تريده مني ولا تريد لأحد معرفته ؟
قبض أصابعه و بسطها عدة مرات قبل أن يجيب:
- أريد شقة للإيجار بالقرب من منزلنا.
لف حول المكتب و جلس في الكرسي المقابل له رادا:
- تريدها فارغة أو مفروشة ، كم غرفة والمدة التي سيقضيها ، بالمناسبة من الذي سيبقى فيها؟
حك جبته وقال:
- مفروش ، أعتقد غرفتين كافية
المدة لا أعرف أجعلها مفتوحة ثم ألا تملكون عدة شقق في الحي أحتاج واحدة منها لصديق.
شعر بأنه يحاول سبر أغواره بنظراته المركزة عليه حتى قال بهدوء:
- من نحن؟
الذي يملك الشقق حارث و أشماس وقد اشتروها مناصفة من ورث أشماس و أرباح الشركة التي فتحناها بناء على طلب جدي عثمان .
ليرد رؤوف:
- رحمة الله عليه.
أكمل أيوب :
- وقتها كانت الأسعار لا تذكر مقارنه بالان  وقد كنت أنا المحرض الأول على ذلك بدلا من ترك المال في البنك؛ بعد الحرب وخروجهم صفر اليدين تقريبا، قاما ببيع معظم الشقق بما فيها تلك التي كانت موجودة في عمارة خالي إبراهيم لنشتري حارث الفيلات و أشاركه انا و أشماس في فتح المصنع لان  حارث قام  بتقسيم المبلغ الذي لديه في البنك على باقي عائلة عمتي مبروكة وسفيان لابد أنك تعرف ذلك لم تتبقى لا عدد قليل منها يقومان بتاجيره كعائد سريع.
أخذ يضرب بيده على فخذه برتابة ورد:
- لا لم أكن أعرف ، المهم هل توجد شقق فارغة أم أبحث بنفسي.
بدت نبرة أيوب ممزوجة بالحسرة رغم صرامته :

- الأخطاء لا تمحي الود لكنها تبني الحواجز و تهدم الثقة ؛ لقد سبقتك للخطأ ورغم كل ما فعلته لتكفيره و الدعم الذي وجدته من حارث والباقين إلا أن ما بني بيننا من حواجز لم تمح جميعها و بعضها لا زال قائما .
قبضة باردة عصرت قلبه وقد عاد له الخوف من فقدانها؛ شعور كان نسيه بعد عودته وسماع اعترافها المخزي
نذل!!
يسمي اعترافها بالمخزي و يذلها به وهو الذي استغلها !لا يلوم نفسه بل ها هو يجهز مكان لأخرى يعلم جيدا نواياها تجاهه و إن ادعي العكس أمام الجميع.
لم يحتج لمعرفة لمن يريد الشقة لذلك وقف من الكرسي و قال:
- تعال لأريك الطلبية الجديدة سنقوم بشحنها ربما تعجبك وتشاركنا ، أم أنك تريد مشاركة سفيان في المصنع ؟
تبعه ورد:
- لا أعرف لم أقرر بعد ماذا سأفعل .
دخلا لغرفة
كبيرة بها أرفف عليها قطع خزف مختلفة الأشكال و الأحجام فبدا أيوب في الشرح له عن الفروق بينها و مكان ذهاب الشحنة ؛ سمعه وهو قد عاد له نفس الشعور عندما ذهب لمصنع عبدالخالق و سفيان ( هل أخطؤوا عندما استمروا في حياتهم مسلمين لفكرة موته أم أنه الملام لاختفائه عمدا عنهم؟)
❈-❈-❈
تأكد من التذاكر وباقي الأوراق ثم قال:
- بم أنكم أتمتم كل شيء لماذا تحتاجون لوجودي الآن ؟
رد سفيان وهو يطفئ محرك السيارة أمام المستشفى :
- أنت الخير و البركة يا عمي نريدك أن تحضر عقد القران لو اتسع وقتك أما إذا كنت مشغول أتفهم الأمر لن نضغط عليك بالطبع.
بنفس النبرة الباردة أجابه:
- لو كنتم مهتمين بوجودي لما قمتم بالخطبة دون علمي.
أشار لأفطيم لتنزل من السيارة قبل أن يرد :
لم نكن نعلم بأن الأمر يهمك كثيرا ، فأنت لم تعترض سابقا أو حتى تهتم بزواج أحدنا أبدا ، عموما نعتذر منك عمي .                                              بحده قال:
- طائرتي تصل غدا صباحا أرسلوا أحد لينظف شقتي سأنزل عليها أولا و اخبر مبروكة بأن لدينا حديث طويل.

لم يفهم ماذا يقصد عمه بل إنه لم يفهم فحوى المكالمة كلها، غضبه من الخطبة لأنه لم يعلم ، عودته السريعة بمجرد مكالمة ؟
والأغرب طلبه بأن يتحدث مع عمته مبروكة!

حصاد السيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن