الفصل الخامس
منذ أن اعترف له بقصته مع لمار أصبحت علاقتهما أمتن،فقد وجد صديق يسمع له دون إبداء الأحكام بل هو مثل البحر يرمي له همومه ويرجع خفيف مرتاح البال، لم تكن علاقته به قوية سابقا بل إنه لم يستسغ، فهو بالنسبة له شقيق فتنة الذي أوصلها لحضن نادر الحقير بقسوته عليها، لتتغير الصورة بعد حادث صافيناز والدة نادر عندما نشرت الأفلام المخلة مع تغطية وجهه، توجه فورا له عندها لم ينكر حسن ولم يؤكد فقط قال:
- لقد أنقذت أختي وسترتها أنا مدين لك بحياتي.
أطفأ سيجارته والتفت لشقيقته التي قالت وهي تنزل من السيارة :
- لماذا لم تطلب منه أن يأتي لبيتنا تعلم بأني لا أحب الأكل بالخارج.
نزل من سيارته بدوره ولف ليدخل معها المطعم وهو يجيبها بهدوء :
- لقد فعلت وهو تهرب عرفت بأنه يشعر بالخجل ثم هو من عزمنا كفي عن تذمرك لو كانت فتنة موجودة لما خرج منك حرف.
زمت شفتيها فضحك وأخذ يدها يعلقها بذراعه ودخل معها للمطعم ؛ استقبلهم حسن بترحاب كبير وأشار للطابق الثاني قائلا:
- تفضلوا لأعلى المنظر رائع كما أنه مخصص للزبائن المهمين.
رد عليه عماد بمرح:
- لماذا لم أصعد سابقا ؟
أجابه حسن وهو يصعد قبلهم:
- قلت المهمين منار من طرف فتنة يجب أن تأخذ أفضل معاملة.
ضحك و أجابه:
- تعني أنها تفرقة عنصرية إذن ؟
تسللت حمرة طفيفة لوجه منار فأسبلت أهدابها وتركت عماد يقودها للطاولة المخصصة دون أن تنتبه للجالس في الجهة المقابلة والذي استقام بمجرد رؤيتها واقترب من طاولتها قائلا :
- منار؟
ماذا تفعلين هنا اتصلت بك كثيرا بل إني ذهبت لشقتك لأعرف بأنك تركتها وسافرتِ دون أن تخبريني بسبب تركك للعمل فجأة .
دفعه عماد ببعض الحدة وهو يجيب:
- هل لي معرفة صاحب الاستفسار قبل أن نجيبك عن أسئلتك .
لم يفطن للهجة عماد فقد كانت عينه مثبتة عليها وقد اتسعت ابتسامته ليشير لطاولة يجلس عليه رجل وامرأة وقال:
- تفضلوا على طاولتي أنا مُصر هناك الكثير علينا التحدث به.
قبل أن يعترض عماد رد حسن بصوت مرتفع نوعا ما:
- لا يجوز أن تترك ضيوفك ينتظرون يمكنك الانضمام لنا بعد أن تنتهوا من الأكل .
أجابه بنفس الابتسامة :
- اتفقنا لن أتأخر سآخذ قهوتي معكم.
ارتفع حاجبا عماد ليشعر رمزي بالحرج فقال مبررا:
- أحتاج الآنسة منار في أمر هام يخص العمل، عن إذنكم .
عاد للطاولة متظاهرا بالأكل وهو يتابعها بنظراته بينما جلست هي في الطاولة الأخرى، بعد أن استأذن حسن ليتأكد من العمال في الأسفل مال عماد مسندا كوعيه للطاولة أمامها وقال:
- إذن آنسة منار ماهي قصة رمزي تلك؟
❈-❈-❈
في الدولة الأجنبية
الرجل مثل الطفل بعض الاهتمام وكلمات هيام تجعله يقع على وجهه كالمغفل !
جملة صفعته بقوة ليفيق من وهم غُرس فيه طواعية رغم تحذير الجميع له ليصبح بعد ذلك حذر جدا لأي محاولة مشابهة لاستمالته ؛ منذ رآها تتحدث معه بتلك الطريقة وقد أشعلت به جميع أجهزة الإنذار تلك الفتاه تشبك خيوطها حول رؤوف بلا شك مستغلة ما عاناه من فقد وضياع لفترة طويلة والأخير يزحف ببطء نحوها كأنها الخلاص لكل شيء ومن كل شيء !
- لن أسافر غدا .....
لم يمهله ليتم جملته التي يعرف بقيتها (( دون سهام))
بل رفع مرفقه ليضرب به وجهه في حركة ظهرت عفوية للجميع حتى رؤوف الذي وضع يده على خده فمكان الضرب كان ذلك الجرح الذي يغطيه دائما كاتما صرخة ألم كادت تفلت منه ليقول عبدالخالق متجاهلا إياه :
- لنذهب الآن للمطعم هادي وهاشم ينتظرانا هناك وأنا سأبحث عن حجوزات للطائرة .
لم يغفل عن نظرات حارث ولا سنان ولاحتى درصاف التي شحب وجهها وقد استنبطت سبب رفض شقيقها السفر غدا، لكنه تجاهل ذلك بملامح باردة كعادته و أشار لعمه ثم خرج من المجمع الإسلامي من خلفه علي ورؤوف ليشير لسيارة أجرة قاصدا المطعم
أما الباقي فقد ركبوا سيارة إبراهيم ماعدا سنان ، وقفت وحدها مذهولة بل بالأحرى غير مستوعبة كل ماجرى كيف تأتيها الجرأة لتأتي بقدمها إليها بل تعلن حبها لرؤوف علنا!!!!
وقفت أمامها مكتفة ذراعيها و قد امتلأت نظراتها بنار الغيرة ، أما سهام فلم تهتم بها بل جلست على الكرسي كملكة تعلن توليها العرش للتو وهذا العرش لم يكن سوى قلب الرجل الوحيد الذي لم تحب غيره منذ كانت طفلة
أراحت ظهرها للكرسي و قالت بنبرة واثقة :
- هل أنت متأكدة من حبه لك؟
ردت عليها سنان بحدة :
- طبعا متأكدة رؤوف لن يكذب علي أو يتلاعب بمشاعري أبدا .
لم تتغير ملامحها وردت بثقة :
- بالطبع لم يكذب هذا ليس قصدي، ما أقصده بأنه أقنع نفسه بحبك ولم تكن مشاعره حقيقية
شحب وجه سنان لكنها لم تتراجع عن حدتها لترد:
- ما الذي يجبره على ذلك؟
ليس صغير أو لم يرى امرأة غيري كي يقنع نفس بذلك، على العكس لقد أصر على خطبتي رغم رفض أبي له.
ارتسمت ابتسامة واثقة على شفتها لتجيبها:
- رؤوف متعلق بالقبيلة جدا ومستعد أن يفعل أي شيء كي يرتبط بها أكثر زواجه منك بالطبع يحقق له ذلك.
شعرت بأنه تم لكمها في رقبتها لدرجة وضعت يدها مكان اللكمة الوهمية وفتحت فمها لمحاولة إدخال أكبر قدر من الهواء
بينما تابعت الأولى :
- هل سألتِ نفسك يوما ماذا أحب فيك رؤوف؟
كنت مراهقة وقتها بل لازلت بنفس العقلية بالإضافة أن شكلك عادي جدا.
بنبرة أقل حدة ردت :
- الفرق بيني وبين رؤوف ليس كبيرا لم أكن طفلة بالنسبة له ونحن نحب بعضنا منذ وقت طويل كما أنه يراني أجمل نساء الكون.
ضحكت بصوت عالٍ ثم أجابتها:
- أعتذر لم أقصد الاستهزاء بك لكن هل تصدقين نفسك حقا؟
نظرت في عينها بتحدٍ وتابعت:
- ماذا تعرفين عنه؟
ماذا يحب و ما يكره ماهي أحلامه ، كيف عاش السنوات الماضية ؟
كيف يهديء نفسه عندما تعود له ذكريات الحرب ؟
من هو صديقه المقرب خارج القبيلة ؟
بل أبسط سؤال ماهي الفاكهة المفضلة له؟
زاغت عينا سنان و بدأت تشعر بالضغط في رأسها لتقول الأولى :
- أنت نفسك لم تحبيه بل لم تتجاوبي يوما مع طلبه لك أو رسائله التي لم تنتهي كل ما أنت فيه الآن شعور بتأنيب الضمير لأنه ضحى بنفسه من أجل إنقاذك .
استندت على الجدار كي لا تقع وقالت بصوت مهتز:
- ماذا ترين من تحليلك الخاص بعلاقتنا ؟
اقتربت منها دون أن تحيد عينها وردت:
- أريدك أن تتركيه، ابتعدي عنه كفي عن خنقه وتذكيره بخطبته لك، دعيه يختاروأنا متأكدة من أنه سيختارني أنا.
❈-❈-❈
في بلد أيوب
- حسنا منار ما هو رأيك إذن ؟
بحماس ألقى رمزي سؤاله بعد الانتهاء من شرح مشروعه لها، ثم أخرج هاتفه يقلب فيه وتابع حديثه دون أن يركز في ملامحها:
- يمكنك البدء من الأسبوع المقبل من منزلك لأن المكتب لن يجهز إلا بعد شهر للأسف غدا ليس لدي مواعيد بعد العصر يمكنني المرور عليك لنذهب معا للموقع كي تعايني كل شيء بنفسك.
هفهفت رموشها الطويلة لتحرك نبضه بطريقة لم يعهدها في نفسه اتجاها بالذات وبدلا من الاستماع لردها وجد نفسه يسرح في عينها بتركيز لدرجة جعلت حمرة الخجل تنتشر في وجهها و أنزلت عينها لينتبه لصمتها فأبعد عينه وقال مدعيا الثبات:
- هاتي رقم هاتفك.
رفعت عينها فيما يشبهه الصدمة فزاد حرجه وتابع مبررا:
- كي أتصل بك ونتفق على الموعد بالضبط.
بمجرد أن أنهى جملته شعر بأنه مفضوح للجميع حتى لشقيقها وصديقه اللذان يجلسان على الطاولة المجاورة لهما، ليمسح عرق وهمي من على جبهته واستقام من كرسيه فوقفت بدورها و أملته رقمها برقتها التي لم يعلم مدى افتقاده لها إلا الآن ثم أضطر للمغادرة على وعد بلقاء قريب قريبا جدا.
قبل قليل على طاولة حسن وعماد تنهد الأول قائلا:
- للأسف لا أستطيع ترك العمل الآن كما ترى لا يوجد من أئتمنه عليه وفي نفس الوقت فتنة تحتاجني جدا ولادتها قربت أشعر بأني بين شقي الرحى غير قادر على اتخاذ قرار سليم .
أجابه عماد دون أن يبعد عينه عن طاولة منار:
- لا تحمل نفسك أكثر مما تقدره؛ فتنة بخير الآن زوجها يعتني بها جيدا لمار أكدت لي ذلك كما أن عمتك معها هذا كفيل بجعلك مطمئن و لا تنس لينا أيضا .
ارتج قلبه بين ضلوعه لذكر اسمها مهما حاول تظل هي الوحيدة القادرة على تحريك هذا القلب على بعد قارات بمجرد ذكرها.... لينا الفتاة المغرية كما قرأ مرة عندما كان يبحث عن معنى اسمها وقد كانت هي مغرية بكل السبل إغرائها ليس حسي بل أعمق يجعل الشخص يغرق وهو في قمة السعادة لمجرد رؤيتها!
خرج من أفكاره على وقوف عماد فجأة ليفعل مثله مع اقتراب منار منهما التي قامت بوجه محمر فقال عماد:
- انتهي اجتماع القمة أخيرا .
أعادت خصلة هاربة خلف أذنها في حركة متوترة و أجابته باختصار:
- نعم.
ليقول حسن:
- واضح أن أكلنا لم يعجبك لذلك تستعجلين.
شهقة صغيرة خرجت منها وردت بإحراج واضح:
- لا بالعكس الطعام هنا لذيذ جدا لم أذق سمك كهذا منذ فترة طويلة لقد ذكرني بطبخ الخالة فاديه أعطاها الله الصحة .
تملك منها الحزن وهي تذكر فادية رغم كل ما بدر منها خصوصا تجاه ابنتها إلا أنها لاتزال تعزها كثيرا وتفتقدها أيضا
رد حسن ببرود غريب:
- هذه خلطة جدتي رحمها الله ،جدي استعملها عندما فتح مطعم صغير بجانب محلات السمك وقد استمر أبي فيها رغم أن الكثير طلبوا منه تغييرها وأنا أسير على خطاها.
ربت عماد على ذراعه وقال:
- يجب أن تخبرنا بها ما دامت أعجبت منار ستجدنا عندك كل أسبوع .
بابتسامة بشوشة أجابه حسن:
- المطعم وصاحبه تحت أمرك أخبرتك سابقا بذلك.
انطلقوا للمنزل بعد قليل ومنار لازلت تخيم عليها نفس الحالة الغريبة التي لم يستطع تفسيرها كما لم يفسر نظرات رمزي لها فلا هي وقحة ليفقع له عينه ولا حتى عادية ليقول أنه مجرد عمل؟
أمسك بالمقود بكلتا يديه وقال دون أن ينظر لها:
- لا أذكر أنك أخبرتني عنه كنت أظن أنك عملت في شركة أجنبية ثم تركتها؟
ببعض الشرود ردت:
- هي شركة أجنبية فعلا أعني رمزي ابن صاحب الشركة ولديهم جنسية أجنبية كما أنه عاش معظم حياته في الخارج لقد تفاجأت برؤيته هنا بل إنه قرر أن يفتح فرع له هنا.
نظر لها بطرف عينه ورد:
- عاش حياته هناك ويتحدث العربية بطلاقة !
بدت أنها لم تسمعه أو ربما لم تهتم بالإجابة عليه ليردف:
- حسنا يريد فتح فرع هنا ويريدك ان تعملي معه هذه فهمناها ماهي قصة آنسة منار؟
التفت إليه بحدة كأنها لم تسمع اللقب لأول مرة ثم عادت للنظر عبر زجاج النافذة المجاورة له وردت :
- رمزي لا يعرف عني شيء أبدا ، القس هو من رشحني للعمل في شركة والده بل إني شبه متأكدة أنهم وظفوني كنوع من الشفقة أو الإحسان لا غير فالقسم الذي كنت أعمل به حديث ولم يشغله سواي وعدد قليل جدا من المتدربات رمزي كان المسئول عنا وعلاقتنا كانت في حدود العمل لاغير .
ركن سيارته في المكان المخصص لها بجانب المنزل ثم التفت لها قائلا:
- لو لم يعجبه عملك لم بحث عنك بل إنه حرفيا ترك ضيوفه ليتحدث معك محاولا إقناعك بالعودة للعمل في شركته إذن القصة ليست إحسان أو غيره أعتقد بأنه فرصة رائعة لتخرجي من صومعتك يكفي هروبا من الحياة عليك مواجهة أخطائك وتصحيحها أو التعايش معها أما طريقة النعامة هذه لن تنفع أحد .
نزل من السيارة دون أن يعطيها الفرصة لتجيب، صحيح أنه يشعر بأن رمزي ليس فقط رئيسها في العمل لكنه لن يستعجل الأمور أو يطلق الأحكام الآن عليه دفعها لتخرج من السجن الذي تفرضه على نفسها أولا ثم لكل حادث حديث.
❈-❈-❈
في الدولة الأجنبية
((سيختارني أنا))
ظلت تلك الجملة تتردد في رأسها منذ أن استيقظت من ذلك الكابوس المزعج، هل كان حقا كابوس؟
أم هو واقع قد يتحقق في أي ثانية الآن؟
- وصلنا هيا انزلي ياعروس.
رفعت رأسها لترى حارث يميل بجذعه على نافذة السيارة فاغتصبت ابتسامة ومدت يدها لعتلة الباب ليسبقها هو ويفتح لها من الخارج ، همس في أذنها عندما خرجت من السيارة :
- بغض النظر أنك أميرة البنات لكن ملابسك لا تصلح للاحتفال أبدا ثوب أسود و غطاء رأس أبيض !
لماذا لم ترتدي الذي أرسلته لك جمان.
أجابته بنبرة بدت له غريبة لم يسمعها منها أبدا :
- تلك الملابس تحتاج للاحتفال بزواج حقيقي برضا الطرفين.
أسرع يزيد مطلقا أصوات معبرة عن الفرحة عند رؤيته هاشم ليقوم الأخير بالتقاطه بين يديه وتقبيله ثم أعاده للأرض ليتقدم منه حارث و قال بمرح:
- كنت أظن بأني سأجده جذب الكثير من قلوب الفتيات ذوات العيون الملونة أما أن تكون أنت ضحية هذه قوية .
ضحك هاشم بتوتر واضح لدرصاف على الأقل وحك منتصف رأسه رادا:
- يزيد فتى رائع لقد أصبحنا أصدقاء .
لم يهتم حارث بالتعليق على حديثه بل تابع الدخول للمطعم مع سنان والباقي حتى يأتي عبدالخالق.
وصلت السيارة التي تقل عبدالخالق والباقي لينزلوا ثم دخلوا حيث يجلس الباقي جلس رؤوف بين درصاف وعلي وكان عبد الخالق بجانب علي الذي قال:
- أرجو الا يجلب هادي زوجته لا يمكن التنبؤ بتصرف سنان ولا درصاف عندها.
ليقول رؤوف باستغراب:
- هادي تزوج ؟
ثم هز رأسه مردفا:
- لماذا يثير حضور زوجته حفيظة أحد .
مالت عليه درصاف رادة :
- لأن زوجته تكون زوجة أيوب الأولى وهي أيضا ابنة أخ زوجة عمي إبراهيم.
ارتفع حاجباه حتى كادت تلاصق منبت رأسه وهو يحدق بها غير قادر على التصديق أو الاستيعاب من الأساس فمال عبدالخالق نحوه هامسا بحدة :
- اغلقوا هذا الحديث الآن حتى عمي لم يجلب زوجته واضح أن حديثي معها جعلها تعرف حدودها جيدا.
بدا رؤوف تائه النظرات لتقول له درصاف:
- سأخبرك بكل شيء بعد أن نعود هناك أشياء كثيرة حدثت قد لا تصدقها من بشاعتها ولن تصدق كيف استطعنا تجاوزها أصلا .
رن هاتف إبراهيم تجاهله في البداية عندما وجد اسمها في الشاشة وعندما عاودت الاتصال به عدة مرات فتح الخط لتقول بما يشبه الصراخ:
- إبراهيم الحقني فتنه تلد .
❈-❈-❈
![](https://img.wattpad.com/cover/363148788-288-k147071.jpg)
أنت تقرأ
حصاد السيل
Romanceفي هذه الجزء تكتمل سلسة الحب و الحرب لنعرف مصير باقي الأبطال، من عاش منهم و من اكمل حياته مع من كما سنعرف إذا كان الجعفري سيعودون للوطن ام كُتبت عليهم الغربه للابد