الفصل السابع عشر

48 5 0
                                    

كانت تلك الكلمات هي آخر ما رددته "عشق" قبل أن يُغشى عليها بين ذراعي "ليث" الذي قرر تجاهل ما سمعه منها في الوقت الحالي وحملها ثم ركض بها إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر خارج المخزن، حيث صعد معها تاركًا خلفه البقية الذين تحركوا خلف سيارة الإسعاف بعدما صعدوا إلى سيارة "دانييال" الرباعية الدفع، أثار هدوء "أحمد" دهشة البقية الذين توقعوا أن يروا ملامح الصدمة بسبب كلمات "عشق" لكن كما لو كان يعلم من قبل، فحديثها لم يُحرك قيد أنملة منه مما جعل الصمت حليفهم حتى وصولوا إلى المشفى.

أُدخلت "عشق" إلى غرفة الطوارئ لينتظرها الجميع بالخارج وداخل كل منهم كثير من الأسئلة، لكن القلق والخوف عليها هو ما يجمعهم، كان "ليث" واقفًا في أحد الأركان يدعي الله أن يحفظها له ويُعيدها إليه سالمة ووجهه كان الألم والغضب يغزو ملامحه مما دفع "كمال" أن يقف جواره يربت على كتفه في محاولة منه أن يطمأنه بأنها سوف تكون بخير، أما "أحمد" فحاله لم يختلف عن "ليث" ليقوم "مازن" بتهدئته، "جميلة" كانت تبكي كالأطفال خوفًا من فقدان صديقتها، خوفًا من فقدان شخص آخر عزيز على قلبها، هي لن تتحمل تلك الخسارة، لن تتحمل.

ببكاء وصراخ قالت "جميلة":
-لماذا يحدث معها هذا؟ لقد عانت كثيرًا في الماضي وما زالت، لماذا؟

مع انتهاء جملتها خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ليركض الجميع نحوه يتساءلون عن وضع "عشق" ليخبرهم الطبيب أنها بحاجة إلى نقل دم نظرًا لفقدانها كثير من الدماء وللأسف زمرة دمها نادرة وغير متاحة لديهم في المشفى.

تحدث "ليث" بتساؤل قائلًا:
-أيها الطبيب، ما هي زمرتها؟
-O سلبي
ليث بابتسامة سعيدة:
-إنها مثل زمرة دمي، يمكنني التبرع لها.

ذهب "ليث" مع ممرضة إلى غرفة ما مُخصصة لسحب الدم منه، كانت "عشق" بحاجة إلى كمية كبيرة من الدماء نظرًا لنزيفها الغزير ولم يبخل عليها "ليث" بدماءه بل جعلهم يأخذون ما يكفي ويزيد ومع هذا رفض تناول أي شيء بعد ذلك ولم يكن ليفعل لولا إصرار "كمال" الذي جعله يشرب عبوتين من العصير حتى يستطيع الصمود ويطمأن على "عشق".

بعد فترة قصيرة خرج الطبيب وعلى وجهه ملامح مختلطة بين التوتر والحزن مما سوف يخبرهم به، وقف أمامهم ليجد مُحب بأعين متسائلة، أب بنظرات خائفة، صديق وصديقة سمعهم مرهف لما سوف يقوله ليشفق عليهم مما سوف يتفوه به، أجلى حنجرته ثم قال:
-لقد ضمدنا جروحها وأصبحت بخير، لكن يبدو أنها تعرضت لعدة صدمات لم تتقبلها هي أو عقلها مما أصابها بغيبوبة لا نعلم متى ستستيقظ منها، هي فقط تحتاج إلى دافع قوي يجعلها تستيقظ منها وتُكمل حياتها.

نظر إليهم بأسف ثم أكمل قائلًا:
-لقد كانت تردد ونحن نقوم بتضميد جروحها أنها لم تعد تريد العيش، هي تريد الموت.

مع إنتهاء كلماته جحظت أعين الجميع بغير تصديق لما تفوه به، لم ينطق ينبس أحد ببنت شفه سوى "ليث" بعد عدة دقائق أخذ يقول بصوت خافت وبصدمة:
-تريد الموت! "عشقي" تريد أن تتركني وترحل من الحياة! كيف تكون بحاجة إلى دافع وأنا بجوارها؟! ألا أكفيها عن تلك الحياة بما فيها! هي مَن أخبرتني بذلك، هي أخبرتني أنني السبب في جعل حياتها سعيدة بعد أن كانت الحياة باردة غير معطاءة إليها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن