الفصل السابع

133 10 3
                                    

مساء الورد، موعدنا مع فصل جديد من رواية (عشقي)، دا آخر فصل قبل شهر رمضان إن شاء الله، وسوف نستكمل الرواية فيما بعد رمضان، كل سنة وأنتم طيبين وبخير ورمضان كريم علينا وعليكم، قراءة ممتعة 🥰🥰🥰

(عشقي)
الفصل السابع

#سمر_موسى
#عشقي

★★★★★★★

أرأيت يومًا ما الألم مُتجسدًا أمامك على هيئة شخص؟! هذا ما يراه ليث الآن الواقف أمام قبر "حنين" بعدما قادت عشق سيارتها نحو المقابر حيث أخبرته أنها سوف تقص عليه كل شيء حدث في الماضي لكن أمام قبر نصفها الآخر، وها هما بالفعل أمام القبر حيث عشق جالسة تتلمس القبر بألم بينما دموعها أغرقت وجنتيها وهو يقف خلفها يشعر بقلبه يتمزق لكم الألم الذي يراه باديًا عليها.

عشق بحزن: سوف أخبرك بكل شيء الآن ليث، لكن أرجوك لا تقوم بمقاطعة حديثي؛ فما سوف أخبرك به لن أستطيع قوله عدة مرات.

نظر إليها بقلق حيث علم أن القادم لن يكون هينًا ثم قال: حسنًا عشق، لن أفعل.

عشق وهي ما زالت تنظر إلى القبر وتلمسه بأناملها: يجب أن تعدني ليث أن ما سوف أخبرك به لن تتفوه بحرفٍ منه لأحد.

ليث: أعدكِ بذلك عشق.

أغمضت عشق عينيها متحدثة: أنا وحنين كنا توأم لا يستطيع أحد تفرقتنا، لا أحد يستطيع معرفة من هي عشق ومن هي حنين، كنا روح وقلب أبي، لكن ما حدث جعل القلب والروح يفترقا.

عودة إلى الماضي

في منزل "أحمد الزاهد" المكون من طابقين تم تأثيثهما بأفخم وأرقى أثاث حيث كان المنزل مُشيدًا على مساحة شاسعة من الأرض ويحيطه حديقة كبيرة، كان أحمد قد عاد من عمله ويبحث عن طفلتيه بعينيه لكنه لم يجدهما؛ مما جعله يوجه ناظريه إلى تلك القابعة على المقعد أمامه بكامل زينتها وبهائها تتصفح إحدى مجلات الموضة قائلًا: "هند"، أين عشق وحنين؟

هند بتأفف من سؤاله هذا: ماذا تريد أحمد؟! أنت بالطبع تعلم أنهما مع المربية؛ لقد أخبرتك أنني لن أعتني بهن؛ فأنت أجبرتني على إنجابهما ومنعتني من الإجهاض؛ لذا لا تسألني عن أي شيء يخصهما.

أحمد وقد تقلصت ملامحه بتقزز منها: طوال حياتي لم أرَ أم تكره أولادها مثلك هكذا، أنتِ امرأة بشعة، فبالرغم من جمال وجهك إلا أن داخلكِ قبيح، كنتِ تريدين الإجهاض من أجل ألا يتشوه جسدك بسبب الحمل حتى تستطيعين ممارسة عملك كعارضة أزياء.

هند بغضب بعدما نهضت من مقعدها: لقد تزوجتني وعشقتني كعارضة أزياء أحمد، لا تنس ذلك، والآن إن لم يعد يعجبك هذا الوضع؛ لنتطلق إذًا!

أحمد بسخرية: لولا وجودهما لكنت فعلت؛ لقد انتهى حبي لكِ منذ زمن.

كان هذا الحديث يُدار تحت نظر ومسمع الفتاتان معهما المربية التي تُدعى "هدى"، لتسيل دموعهمنا على وجههما دون إصدار صوت؛ لقد اعتادتا على تلك الأحاديث وأكثر.
كانت هدى تراقبهما بصمت لتحدث نفسها بحزن "يا الله، هل يُعقل أن تكون تلك حياة فتاتان في التاسعة من عمرهما؟! أيُعقل أن تكون تلك المرأة التي اُنتزعت من قلبها الرحمة ومشاعر الأمومة والدتهما؟! فالترحمهما برحمتك يا الله.
انقضت الأيام في المنزل على هذا المنوال، أحاديث غاضبة يتداولها الزوجان، الفتاتان لم يكن لهما أي علاقة ولو طفيفة بوالدتهما التي كانت لا تتحمل حتى النظر إلى وجههما مما جعل شعور الكره والبغض لها يزداد داخل أحمد، وفي أحد الأيام الذي كان الجميع فيه جالسون على مائدة الطعام يتناولون العشاء.

عشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن