الفصل الثامن

134 8 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عارفين إن الكتابة كانت وحشاني بجد، بتاخدني لحتة تانية كدا وطبعًا أنتم كمان وتشجيعكم وحشني 🥰🥰 مش هطول عليكم، موعدنا مع الفصل الجديد من رواية (عشقي)، قراءة ممتعة ❤️❤️
★★★★★★★★


انتهت "عشق" من سردها ما حدث في ماضيها الأليم وما زال ضيفًا ثقيلًا في حاضرها حيث يزورها كل ليلة في كوابيسها ولا يجعلها تهنئ بنومها.
أغرقت الدموع وجهها لتتحدث بألم دون النظر إلى "ليث" قائلة: أتعلم أنني حينها شعرت بروحي تترك جسدي وترحل مع روح "حنين"! شعرت بألمها ووجعها، شعرت بكل شيء قد عانته، كل شيء "ليث" وصدقني ليس هناك كلمات تصف كم هو مؤلم، فقدان الأخ مؤلم فما بالك بفقدان توأمك؛ إنه شعور قاتل.
انهارت "عشق" باكية لتحتضن نفسها وصوت صراخها وبكاؤها يصدح في الأرجاء ليجلس "ليث" جوارها ثم يحاوطها بذراعيه يحتضنها إلى صدرة بصدره كما لو كان يريد اخفاءها بين ضلوعه وياليته يفعل .
تحدث "ليث" بحزن وألم قائلًا: اهدأي "عشق"، أرجوكِ اهدأي، أنا هنا ولن اترككِ، سوف أبقى بجانبكِ دومًا.
أمسكت يده ووضعتها على قلبها ثم أردفت ببكاء: أنا ما زلت اتألم "ليث"، هنا يؤلمني حد الموت، لماذا لا يتوقف هذا الألم "ليث"! أرجوك دعه يتوقف لم أعد أحتمل.
"ليث" بابتسامة حزينة على حالها قال: سوف يتوقف صدقيني، لكن دعينا نذهب، من الأفضل أن نذهب.

نهض "ليث" وجعلها تقف معه ثم حملها بلطف وسار نحو سيارته التي جاء بها السائق الخاص به حيث طلب "ليث" من كمال" أن يجعله يلحق بهما عند خروجه من شركة "عشق" وألا يأتي معه، جلس في الخلف وهو ما زال حاملًا إياها، حاولت النهوض لكنه لم يسمح لها حيث احتضنها أكثر مُخبرًا إياها ألا تتحرك وتهدأ، توردت وجنتاها خجلًا ليبتسم بلطف ثم التقط هاتفه وقام بالاتصال على "أحمد" طالبًا منه أن يأذن له أن يصحب "عشق" إلى المزرعة كي تتعرف على والدته؛ في البداية تردد والدها في الموافقة على طلبه لكن بالنهاية هو يعلم جيدًا من يكون "ليث" وكيف هي أخلاقه، ويعلم جيدًا أنه لن يؤذي ابنته؛ لذلك وافق.
"احمد" بجدية: حسنًا "ليث"، لكن "عشق" لم تعد من العمل بعد، سوف أخبرها وأهاتفك مرة اخرى.
"ليث" بابتسامة: هي برفقتي الآن عمي.
"أحمد" بلطف: جيد، عندما تصلان إلى المزرعة دعها تهاتفني.

أنهى "ليث" المكالمة ثم نظر إلى "عشق" ليجدها نائمة والدموع نحتت مجراها على وجنتيها ليقوم بإزاحتها بأنامله قائلًا بوعد: أقسم لكِ صغيرتي أنني سوف أجعلكِ تنسين هذا الماضي المؤلم، سوف أجعل السعادة تسكن قلبك، سوف تعود روحك إليكِ مرة أخرى أعدكِ "عشقي".

طبع قبلة رقيقة على جبينها وما زال يضمها إلى صدره لا يريد من الوقت أن يمضي ويظلا هكذا مدى العمر، كان يتأمل وجهها طوال الطريق، وجهها الذي بدا جليًا عليه الإرهاق والتعب مما جعل ما حدث منذ بعض الوقت في المقبرة يعود إلى ذاكرته ليشعر بالألم يغزو قلبه ليُحدث نفسه "كيف تحملتِ هذا عشق! كيف لتلك المرأة المدعوة بهند أن تكون أمًا! لقد سُلبت منها كل مشاعر الأمومة، هناك لغز في هذا الأمر، لغز يجب حله وأنا من سوف يقوم بهذا؛ وحينها سوف أجعل كل من آلمك ولو للحظة واحدة يندم على ذلك ندمًا شديدًا".
نظر إلى الطريق ليجد أن المزرعة اقتربت ليحرك أنامله على وجنتها بلطف وأخبرها بصوت هادئ أن تستيقظ ، وعندما فتحت عينيها رُسمت ابتسامة جميلة على محياه جعلتها تخجل وزاد خجلها عندما أدركت أنه ما زال يحتضنها وأنها نامت وهي بين ذراعيه، أخذت تتحرك طالبة منه أن يتركها تجلس على المقعد لكنه رفض، ظلا هكذا حتى وصلا بالفعل إلى المزرعة، ترجلا من السيارة ثم ولجا إلى داخل المنزل حيث "ليث" قد سأل الخادمة عن والدته لتخبره أنها بغرفة المعيشة؛ ذهبا حيث أخبرتهما الخادمة لترى "عشق" سيدة في الخمسينات من عمها يبدو عليها الرقي والطيبة، تمتلك عينين جميلتين باللون العسل وشعر أسود تخلله بعض الشيب مع بشرة بيضاء نقية لتحدث "عشق" نفسها قائلة " الآن عرفت من أين لك كل تلك الوسامة ليث".

اقترب "ليث" من والدته مُقبلًا جبينها ويدها قائلًا: مرحبًا أمي، لقد اشتقت إليكِ كثيرًا، كيف حالكِ؟
"سمية" وهي تبتسم بحنان قالت: بخير بني، وأنا أيضًا اشتقت إليك، هل أنت بخير؟
نظر "ليث" إلى "عشق" الواقفة على بعد عدة خطوات منهما ثم قال: بخير أمي لا تقلقي، والآن دعيني أعرفكِ على "عشق" ابنة السيد "أحمد الزاهد"، هل تتذكرينه؟
تطلعت "سمية" إلى "عشق" بابتسامة ثم أردفت: بالطبع أذكره، أهلًا بكِ "عشق"، سررت بالتعرف عليكِ.
ردت "عشق" عليها ترحب بها هي أيضًا بابتسامة ليطلب "ليث" من والدته أن تعطيها بعض الثياب المريحة كي تبدل ملابسها لتخبره أنها سوف تفعل وأيضًا سوف تأخذها إلى غرفتها، وهنا عقدت "عشق" حاجبيها بتساؤل قائلة: غرفتي! "ليث" هل سوف يطول مكوثنا هنا؟ فكما أخبرتني أن والدي يعلم فقط أمر قدومنا لكن لا أعتقد أنه سوف يوافق على مكوثي هنا كثيرًا.
"ليث" بجدية: نحن في نهاية الأسبوع؛ لذا سوف نقضي العطلة هنا، ولا تقلقي؛ سوف أتحدث مع عمي "أحمد" الآن وأخبره بهذا.
تحدث "ليث" مع "أحمد" الذي كان مترددًا في البداية لكنه وافق بعدما علم أن والدة "ليث" معهما وأيضًا هو يثق به جيدًا. انتهت المكالمة ثم صعدت "عشق" مع "سمية" حيث ارشدتها إلى غرفتها وأعطتها الثياب التي لم تكن "عشق" راضية عنها حيث كانت ذات ألوان زاهية عكس الأسود الذي لا ترتدي غيره، زفرت الهواء ثم هبطت الدرج لتجد "ليث" جالسًا مع والدته وقد بدل ملابسه هو الآخر لأخرى مريحة أظهرت شبابه وعنفوانه مما جعلها تهمس بداخلها كم هو وسيم يتمتع برجولة طاغية.

كان "ليث" قبل قدوم "عشق" يتحدث مع والدته التي سألته عن سبب مجيئه إلى المزرعة بصحبة "عشق" ليخبرها: أنا أحبها أمي، وهي بحاجة إلى أن ترتاح قليلًا؛ فلم أجد مكانًا أفضل من المزرعة؛ لهذا ها نحن هنا.
"سمية" بجدية: أجل، لقد لاحظت هذا، هي حقًا ليست على ما يرام.
"ليث" بابتسامة: أمي، أرجو منكِ أن تعامليها بلطف وحنان؛ فهي بحاجة إلى ذلك.
تحدثت "سمية" بابتسامة: بالطبع بني سوف أفعل، لا تقلق.

انتهى حديثهم ليجد "عشق" آتية نحوهما لتتسع عينيه باعجاب بما يراه؛ فهذا المرة الأولى التي يراها مُرتدية ثياب ألوانها زاهية مما جعله يتمتم لنفسه "ما أجملكِ عشق! فالأسود حقًا لا يظهر حسنكِ؛ ولهذا سوف أعمل على ألا ترتديه مرةً أخرى". أخبر والدته أنها سوف يأخذ "عشق" بجولة في المزرعة حالما ينتهي تجهيز الطعام، خرجا من المنزل لتستمع "عشق" لصوت صهيل الخيول، مما جعلها تشعر بسعادة غامرة، وبالرغم من أنها تعشق رؤيتهم إلا أنها تخشى إمتطاءهم، سألت "ليث" إذا كان يوجد في المزرعة خيل أم لا؛ ليخبرها أنه يمتلك بالفعل بعض الخيول الموجودين في اسطبل المزرعة، عندما سمعت "عشق" هذا تحولت لطفلة صغيرة سعدت بتناول حلوتها المفضلة، حيث بدأت تصفق بيديها راجية "ليث" أن يأخذها إليهم؛ ليفعل دون تردد، فكيف يرفض وهو يراها أمامه سعيدة هكذا. ذهبا إلى الاسطبل لتنظر "عشق" إلى الخيل بسعادة لكن جذب انتباهها حصان أقل ما يُقال عنه أنه رائع للغاية، جماله يجعل أنفاسك تُسلب منك، حيث كان حصان عربي أصيل باللون الأسود ذو شعر ناعم طويل، ويبدو أنه ينحدر من سلالة قوية. لاحظ إعجابها بهذا الحصان ليقترب منها ثم يحاوطها بذراعيه من الخلف واضعًا رأسه على كتفها مما جعلها تجفل شاعرة بكهرباء تسير بجسمها جاعلةً إياه يرتجف إثر شعورها بأنفاسه الملتهبة تلفح عنقها.

ابتسم "ليث" وهو يرى تأثيره عليها جليًا ليحدثها مُبتسمًا قائلًا: هل أعجبكِ "رعد"؟
تحدثت بوجنتين توردتا خجلًا قائلة: أجل، إنه غاية في الجمال، حتى اسمه رائع ويليق به.
وجد أن هذا هو الوقت المناسب كي يتحدث معها ليقول بعد أن جعلها تستدير لتواجهه ثم أردف: لكن أنتِ أجمل ما رأت عيني "عشق"، حُسنكِ يأخذني إلى عالم آخر لا أريد الخروج منه، وعندما رأيتكِ بتلك الألوان الزاهية صدقيني كاد قلبي أن يتوقف من طلتكِ البهية؛ ولهذا أنتِ لن ترتدي الأسود بعد اليوم "عشق"، لن تفعلي.
أغمضت عينيها تستمتع بملمس أنامله لوجهها حيث كان يحركها بلطف أثناء حديثه وقالت: لن أستطيع "ليث"، صدقني هذا صعب للغاية، فأنا مذ وفاة "حنين" لا أرتدي غيره.
أردف "ليث" بعد أن رفع وجهها جاعلًا إياها تنظر إليه: سوف تقدرين على ذلك "عشق"، لأجلي سوف تفعلين صغيرتي، والآن دعيني أُعرفكِ على "رعد"

سارا نحو "رعد" الذي كان واقفًا بشموخ في مكانه بالاسطبل وعند وصولهما إليه قام "ليث" بالربت على جبهته بلطف مما جعل "رعد" يصهل بسعادة ليجد "ليث" ابتسامة جميلة افترشت شفتي "عشق" ليقترب منها جاذبًا إياها أكثر نحو "رعد"، ثم رفع يدها ووضعها بحذر ولطف على جبهة "رعد" الذي ظل هادئًا تحت حركة يد "عشق" على جبينه مما جعلها تضحك بسعادة.
ابتعد "ليث" قليلًا تاركًا "عشق" مع "رعد" ليحضر السرج الذي ما إن رأته "عشق" أدركت ما ينوي "ليث" فعله لتبتعد بسرعة قائلة بخوف: لا "ليث"، أنا لن امتطيه أبدًا، لن أفعل.
وضع "ليث" السرج على ظهر "رعد" وجهزه ثم سار نحوها والجدية تحتل ملامحه ثم قال: هل تخافين وأنتِ برفقتي "عشق"؟ حقًا!
تحدثت "عشق" بتوتر: لا، لكن...
تحدث "ليث" وقد أصمتها بوضعه أصابعه على شفتيها: ليس هناك لكن "عشق"، سوف نكمل جولتنا في المزرعة ونحن على ظهر "رعد" ولا يوجد نقاش بهذا الأمر.

أنهى حديثه ثم جذبها ووقف أمام "رعد" وجعلها تمتطيه ثم فعل المثل، حيث جعلها جالسة أمامه وهو في الخلف لينطلق "رعد" صاهلًا بقوة يجول بهما في أرض المزرعة الخضراء الشاسعة وكلٍ منهما قلبه ينبض بجنون لأجل الآخر، وبعد قليل من الوقت أوقف "ليث" "رعد" عن الركض حيث شجرة خضراء ضخمة ظلها يمتد لمساحة كبيرة من الأرض، هبط "ليث" وساعد "عشق أيضًا على الهبوط.
جلسا أسفل الشجرة كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض بأعين هائمة العشق يُقرأ فيها ليتحدث "ليث" بحب مُردفًا: كان لدي يقين أنه لا يوجد شيء يُدعى حب، لكن عندما رأيتكِ لا أدري ماذا حدث لي، خفق قلبي كما لم يفعل من قبل، نبضاته جُنت، أصبح كل ما يهمني في تلك الحياة هو أنتِ، أنا أحبكِ "عشق"، أحبكِ.

ماراثون، هذا ما يمكن به وصف ما يحدث في قلبها الآن، يكاد يخرج من قفصها الصدري وهي تستمع إلى اعترافه بحبها، ودون أن تدرك قالت: أنا أيضًا أحبك "ليث"، أحبك.

فور أن نطقتها وانتهت شعرت بشفتيه تأسرا شفتيها في قبلة لطيفة مليئة بالحب والشغف لتشعر بالصدمة وتتسع عيناها، لكنها تخطت هذا لتبادله بعشوائية تدل على كم هي بريئة ونقية. ابتعد عنها قليلًا ثم ألصق جبينه بجبينها لاهثًا أنفاسه المتلاحقة مثل أنفاسها ثم قال: أنتِ خطر على قلبي "عشق"، خطر للغاية.
أنهى حروفه تلك ثم جذبها وامتطيا "رعد" مرة أخرى عائدين أدراجهم ولا يدركا أن هناك من يراقبهم منذ أن خرجا من الشركة حتى تلك اللحظة، حيث كان هذا الشخص ماهر للغاية لدرجة أن حرس "ليث" لم يستطيعوا كشفه، ولم يكتفي هذا المجهول بمراقبتهما فقط؛ بل كان يلتقط لهما بعض الصور.

بعد رحيلهم خرج هذا المجهول من المزرعة كما ولج إليها، إذ هناك باب حديدي قديم في الحديقة لا يستخدمه احد سوى للطوارئ وجده هذا الرجل وهو يحوم حول منزل المزرعة كي يجد ثغرة يستطيع الدخول منها.
هاتف هذا المجهول شخص ما وتحدث قائلًا: لقد وجدتها سيدي، سوف أرسل لك الصور الخاصة بها.





عشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن