الفصل الرابع عشر

110 4 0
                                    


مساء الفل، عارفة اتأخرت عليكم في الفصل الجديد من رواية (عشقي) بس في ظروف خارجة عن ارادتي وما زالت مستمرة، الفصل صغير بس مهم وفي أحداث، هحاول بقدر الإمكان متأخرش في الفصول القادمة، قراءة ممتعة 🥰🥰

★★★★★★★

ألقت "هند" كلماتها ثم رحلت تاركة "عشق" خلفها وقد سيطر عليها الانهيار لتسقط على قدميها باكية بحرقة وشهقاتها دوت في الأرجاء، حملها "ليث" بين ذراعيه ثم جلس على الأريكة مُحتضنًا إياها شاعرًا بالألم والحزن على حال حبيبته يتمنى لو يُبعد عنها الحزن والألم، أما هي فكانت كالطفلة الصغيرة المُتعلقة بمنقذها من الغرق في دوامة من الحزن والهم.
برقة وحنان همس "ليث":
-اهدأي صغيرتي، اهدأي حبيبتي، أرجوكِ اهدأي.

بشهقات متقطعة قالت "عشق":
-هي لا تحبني "ليث"، هي لم تحبني سواء أنا أو "حنين".

احتضنها أكثر يريد لو يخفيها في قلبه عن هذا العالم وقسوته، فهي بريئة، في نظره هي طفلة بريئة لا تستحق ما تعانيه، قبلها من جبينها ثم قال في محاولة منه أن يُخرجها عن حزنها:
-لا تُعيري حديثها أي اهتمام حبيبتي، والآن دعينا نذهب للتنزه قليلًا، هيا بدلي ثيابك.

مسحت "عشق" دموعها كالأطفال ثم قالت:
-حسنًا، لكن سأقوم أنا باختيار كل شيء.

لم يبدِ "ليث" أي اعتراض؛ فعقله وقلبه كانا مشغولان بشيءٍ آخر، كان يفكر في لطفها وكيف استطاعت تلك الطفلة إمتلاكه دون عناءٍ يُذكر منها! كيف أصبح يهيم بها عشقًا وهو الملك الذي لم تستطع أنثى أن تخطو إلى مملكة قلبه بينما هي استطاعت اقتحام أسوارها واحتلالها دون شفقة أو هوادة. كانت على وشك النهوض ليجذبها إليه مبعثرًا إياها بقبلة زلزلت كيانها، حاولت إبعاده لكنه طوقها بذراعيه مُعمقًا قبلته جاعلًا جسمها يرتجف بين يديه ليدرك فعلته ويطلق سراح شفتيها ناظرًا إليها بقلق فوجدها مُغمضة عينيها تلهث أنفاسها بقوة.

بقلق واضح في صوته وهو يحرك يده برفق على وجنتها قال:
-عشق، حبيبتي، أنا أعتذر، لم أستطع السيطرة على نفسي أكثر، أنا حقًا أعتذر.

ما زالت ترتجف لكنها تحدثت بخجل وتوتر قائلة:
-لا تعتذر "ليث"، لكن أرجو ألا تعيدها مرة أخرى؛ فأنت لا تعلم ألم الذكريات التي دُفعت إلى عقلي جراء فعلتك تلك، لهذا أرجوك ألا تعيدها مرة أخرى حتى أكون مستعدة لهذا.

-حسنًا حبيبتي، أعدكِ بهذا.

نهضت خجلة وذهبت كي تُبدل ثيابها وهكذا فعل "ليث" أيضًا، خرجا من المنزل وأصبحا في الشارع لتلاحظ "عشق" أن هناك حرس يتبعونهما فسألته عن السبب فأجابها بعدما وجد ردًا مقنعًا قائلًا:
-تعلمين أن لدي كثير من الأعداء؛ لهذا يكون معي حرس أينما ذهبت.

لم تصدقه كثيرًا لكنها حاولت اقناع نفسها أن هذا هو السبب الحقيقي في محاولة منها لابعاد الشكوك التي بداخلها مذ رؤيتها لـ"هند" التي أججت شعورها أن هناك شيء سيء سيحدث منذ إقلاع الطائرة من المطار، نفضت رأسها من هذه الأفكار ثم بدأت تخبره عن الأماكن التي تريد الذهاب إليها، فهذه الأماكن التي كانت تزورها دائمًا مع حنين وتريد زيارتها معه، وها هما في المتنزه جالسان على العشب الأخضر أسفل شجرة كبيرة يتبادلا كلمات الحب والعشق إذ يهمس إليها بهيام قائلًا:
-أحبكِ "عشق".
-وأنا أيضًا أحبك "ليث".

رأت "عشق" رجلًا يبيع الآيس كريم لتلمع عيناها كالأطفال مُطالبة "ليث" أن يبتاع لها كوب بعدة نكهات مختلفة؛ لينهض تاركًا إياها كي يجلب لها ما تريد بعدما أخبرها ألا تتحرك من مكانها وبالطبع هناك حارسان يقفان على بعدٍ منها. عدة دقائق مرت وعاد بالآيس الكريم الذي تريده محبوبته لتتجمد خطواته عندما رأى "عشق" يتم الزج بها من قِبل بعض الرجال في سيارة دفع رباعي باللون الأسود دون وجود لوحة للأرقام والحارسين ساقطين أرضًا موتى، كانت "عشق" تقاوم بضراوة ألا تصعد للسيارة لكن باغتها أحد الرجلين بضربة على رأسها أفقدتها الوعي مما سهل عليه حملها ووضعها في السيارة التي انطلقت بسرعة تاركة خلفها سحابة من الغبار.

حدث هذا أمامه والصدمة جعلته كما لو كان أصابه شلل جعله لا يستطيع تحريك أصبع، أفاق من صدمته تلك عندما رأى السيارة ترحل وبداخلها عشقه التي أخذت روحه وقلبه معها، انطلق مُسرعًا نحو سيارته يريد اللحاق بها لكنه توقف عندما آتاه اتصال من رقم غير معروف؛ ليجيب ويأتيه الرد مروعًا لقلبه.

-مرحبًا سيد "ليث"، ألم أعدك أنني سوف أُنهي ما بدأته منذ عدة سنوات؟ ها أنا أفي بوعدي.

بغضب شديد قال "ليث":
-"نااااااادر"، سوف أقتلك إن مسست شعرة واحدة من "عشق"، سوف أجعل حياتك جحيمًا أنت و"هند".

لم يسمع سوى صوت ضحكات "نادر" التي جلجلت في أذنه عبر الهاتف قبل انهاؤه للمكالمة مما جعل غضبه يستشيط متوعدًا إياه. استطاع السيطرة على غضبه ثم هاتف "دانييل" صديقه في لندن إذ درسا سويًا في الجامعة وها هو في منزله ينتظروصول "كمال" من القاهرة حتى يستطيع معرفة إنقاذ "عشق"؛ فـ"ليث" قبل سفرهما طلب من "كمال" أن يحضر له جهاز تتبع صغير ليفعل، وأثناء سفرهما ونوم "عشق" في الطائرة زرع "ليث" جهاز التتبع في جسم "عشق" عن طريق حقنها به دون أن تشعر عبر الجهاز الخاص بهذا.

بعد مُضي عدة ساعات وصل "كمال" إلى لندن ليستقبله رجال "دانييل"، لكن المفاجأة كانت من نصيب "ليث" عندما وجد "أحمد"، "جميلة" و"مازن" برفقة "كمال" الذي أخبره أنهم مذ أن علموا بما حدث لم يستطع منعهم من المجيء.

بدأ "كمال" بمباشرة تعقب جهاز التتبع ونجح في ذلك إذ علم مكان "عشق" وأخبر "ليث" به، همت "جميلة" بالذهاب معهم لكن منعها "كمال" مُعللًا هذا بأنها إن أتت سوف تلهيه عن مساعدة "ليث" إذ سيكون جل همه حمايتها؛ مما جعلها تعزف عن ذهابها معهم، أما "أحمد" و"مازن" لم يستطع "ليث" منعهما وطلب من "دانييل" إبلاغ الشرطة وجلبهم إلى مكان "عشق".

في أحد المخازن الموجودة في إحدى ضواحي لندن أفاقت "عشق" ناظرة حولها لترتسم على وجهها تعابير التقزز من تلك الرائحة الكريهة التي تشمها لكن افترشت الصدمة والرعب ملامح وجهها ما إن سمعت صوت "نادر" الذي لم تنسه حتى بعد مرور تلك السنين.

نادر بسخرية وابتسامة خبيثة رُسمت على شفتيه:
-مرحبًا بكِ في جحيمي "عشق".

عشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن