🦋الفصل السادس عشر🦋

208 12 5
                                    

وقف الجميع في حالة ذهول، ولم يكن "نوح" يصدق أن الأمور وصلت إلى هذا الحد. صوت "يمن" كان يقطع الهدوء وهي تهتف بغضب وقوة:
ــ "مش هسكت! لازم أيان ياخد حقه، ومحدش يقدر يتدخل عشان يوقفني!"

اقتربت الجدة "حميدة" من "يمن" بخطوات سريعة، وعينيها تشتعلان بالغضب، وهتفت بقسوة :

ــ "إزاي تتجني على أخوكِ بالشكل ده؟ إنتِ فاكرة إنك بكده بتخلي أيان ينتصر؟ بالعكس، إنتِ بتحط راسك في الوحل!"

لكن "يمن" لم تهتز ولم تتراجع، نظرت إلى جدتها مباشرة وقالت بحدة :

ــ أنا مش طفلة عشان حد يربيني زي ما كنتوا بتعملوا زمان! أنا بعرف حقي وبعرف آخده! ونوح يستاهل 

تقدم الشرطي بخطوات ثابتة نحو "نوح"، ومد يده ليضع القيد حول معصمه، لكن "نور" قفزت لتحول دون ذلك، ووقفت أمام الشرطي وقالت بثقة :

ــ حضرتك أكيد في سوء تفاهم هنا نوح مستحيل يعمل كده  .

لكن الشرطي رد بنبرة صارمة :
ــ إحنا بس بننفذ الإجراءات بناءً على بلاغ رسمي، لو عندكم إثباتات، ممكن تقدموها في النيابة.

نظر "نوح" إلى "نور"، وعينيه تحملان مزيجاً من الامتنان والقلق، ثم قال بهدوء :
ــ سيبيني أروح معاهم يا نور، مش عايز مشاكل أكتر من كده  ، وطالما انا معملتش حاجه اكيد هاجى  .

ختم جملته وهو يمسك يـ ـديها يطمئنها أن لا داعى للقلق  ، اجتمعت غيوم داخل عين «نور» بقلق على «نوح» ولا تعرف لما هى قلقة عليه وخائفه عليه هكذا..

مشاعر بداخلها لا تعرف عنها أي شئ سوىٍ انها يهمها «نوح» كثيراً  ، اقتربت منه وهى تهتف بأطمئنان ولكنه مزيج بالخوف داخلها  : 

ـ متخافش يا نوح انا معاك  ، ومش هسيبك  .

تدخلت هنا «وعد» ونظرت باطمئنان داخل عين «نوح»  : 

ـ متخافش يا نوح  ، انا هاجى وراك وهجيب المحامى  ، متقلقش  .

هز رأسه بلا ورفع يده يلمس خد «نور» التى تكاد تبكى  وينظر الى «وعد» و «جدته» التى تحاول وتحاول أن تبقى واقفة على قدميها  : 

ـ مش خايف  ، طالما انتوا معايا  ، خلى بالكم من نفسكم  ، وانتِ يا وعد اتصلى بـ أسر وملكيش دعوه بالباقى  ، ومتجيش القسم  لا أنتِ ولا نور ولا حتى تيته  ، أسر هيعرف يحل كل حاجه  ، خليكم قاعدين هنا  ، وانا مش هتأخر  .

ختم جملته و قـ ـبل قبـ ـلة فوق فروة رأس «نور»  ، واقترب من جدته وقبـ ـلها أيضا فوق فروة رأسها  ،  وغادر مع الضباط بهدوء  ، ولكن قبل أن يغادر نظر الى «يمن» نظرة خدل  ، كأنه يقول لها لا أتوقع منك هكذا  .

ارهقته حربا_الجزء التاني من عشق بعد وهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن