البارت4

795 30 0
                                    


ومع مرور الايام كبر الطفلين حتى بلغا من العمر سنة ..!
والمربية مريم قد هرمت وتقدمت في العمر كثيراً..
ولم يعد بمقدورها أن تعتني بهما مثل قبل ..
وهي قد حان موعد تقاعدها فقد تعبت كثيراً في هذا الميتم معهم ومع سواهم من الأطفال..
لكنها لم تكن تقوى على فراقهم أيضاً ..
فهم اعتادوا عليها ولا يقبلون بشيء من أحد سواها ..
ولكن قبل أن تتقاعد من عملها بأيام عديدة أتت عائلة غنية من الطبقة الرفيعة بعض الشيء ..وليست أميركية الجنسية .. بل كانت من إحدى عوائل مدينة فرنسا ..
رجل وامرأة في الثلاثين من عهدهم .. لكن ليس بمقدورهم الإنجاب فقررا أن يتبنيا طفﻵ يعيش معهم في فرنسا ..
ويريدانه أميركي الجنسية .. ولايريدونه كبيراً في السن .. كي يستطيع ان يتأقلم معهم ويعيشون معه كأنه طفلهم الحقيقي .. فلم يخطر ببال المدير حينها سوى جورج ذاك الشقيق التوأم لجورجينا ..!! الذي يبلغ من العمر سنة فقط ..
تكلم للزوجين عن قصته وأخبرهما عن عمره وعن حاله الذي أتى بها إلى هنا ..
وعن حاله وهو هنا في الميتم ..
فطلبوا رؤيته وإن رهفت قلوبهم له سيتبنوه ..
طلب المدير من مريم أن تحضره لهما ..
فتفاجئت مريم من هذا الطلب .!!
*ولكن ياسيدي جورج صغير في العمر كثيراً ..
كيف لك بهذا .. ؟!
فأخبرها ..
- لاتقلقي هكذا أفضل له فهما من عائلة ثرية وهم يريدونه صغيراً في العمر .. لاعليكي أنتِ أحضريه لهنا ..
فذهبت مريم والحزن يتعمّق قلبها وأحضرته لهما ..
وعندما رأى الزوجان جورج أحباه كثييراً لجماله الذي يسلب العقول ..
فوافقا عليه دون تردد ..
وسعدت به الزوجة كثيراً وأحبته من ابتسامته تلك التي كانت لاتفارق وجنتيه ..
تلك الابتسامة التي زرعتها مريم وحدها ..
حزنت مريم كثيراً لأن التوأمان سيعيشان بعيداً عن بعضهما وحزنت لفراق جورج عنها ..
لكن ليس بيدها حيلةً سوى أن تقبل بهذا الأمر
فليس لها الحق بأن تمنع حدوث ذلك ..
وخاصة أنهما زوجين يبدو عليهما ذاك التفاهم الكبير وتلك المحبة التي يبديانها .. والسعادة التي غمرت أعينهم به ..
فمن حق جورج كغيره من الأطفال أن يعيش حياتاً هنيئة
ومليئة بالحب والحنان والسعادة ..
أخذ الزوجين جورج وذهبوا ..
ومنذ أن خرجوا به وجورجينا صراخها لاايتوقف ..
وكذلك جورج فصوت صراخه كاد يصل من أسفل ذاك البناء القديم،إلى عقيق جدران هذا الميتم العتيقة .. !! :'(
حزنت مريم كثيراً لما جرى، ولحال جورجينا المحزنة ..
ومرضها الذي تعدى الثلاثة أيام،بعد ذهاب جورج من الميتم وعدم قبولها بأكل شيءٍ ..
وبكائها المستمر ونومها الذي لم يعد كما سبق ..
ولم يتبقى لمريم وتقاعدها سوى يوم واحد !!
فكيف عساها أن تترك جورجينا بهذا الحال وتتقاعد ..
لم تكن تعلم ماذا بوسعها أن تفعل ..
لكنها عجزت عن التفكير وعن إيجاد أيِّ حل
سوى ذاك الحل الذي يجوب بعقلها وخاطرها..
فذهبت مترددة الخطوات إلى مكتب المدير ..
وقرعت الباب بهدوء وطلبت إذن الدخول .. ودخلت!!

توأم غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن