البارت6

649 31 0
                                    


تعايش كلا الطفلين مع حالته التي قد وعي عليها ..
بحالتين مختلفتين تماماً ومع ذاك الشبه الكبير .. !!
جورجينا تعش حياةً عادية تعمُّ الفقر والخوف
وبعضاً من الحب ..
وجورج يعش بحياةٍ ملكيَّة .. برفاهيةٍ وثراءٍ وأمان ..
لم يخطر على بال أحدٍ من أقاربهم،
أن يسأل على حالهم ولو لمرةٍ واحدة .. !
لا أبيهم .. ولا حتى صديقة والدتهم أو أخيها ..~
أولئك الذين أمَّنتهم على حياة أطفالها ..
ولكنَّهم لم يكترثوا لذاك الوعد وتلك الأمانة إلا بالقليل فقط..
جورجينا .. كانت لطالما تحبُّ الرَّسم .. كانت من أجمل رسماتها التي أتقنتها رغم صغر سنها وأبدعت بها..
صور تجسِّدُ ذاك المنزل الكبير الذي كانت تحلم أت تعش به برفقة أمها وأبيها وأخٍ لها ..
رغم جهلها بهذه الحقيقة التي كانت تنتظرها .. !!
إلا أنها كانت ترسمها على ورقٍ فقط ..
كما فضلت وتمنت أن تكون حياتها .. :/
لطالما كانت تغفى في ليلها خائفةً ..!!
خائفةً بأن تصحى ولا تجد والدتها المتقدمة بالعمر وهي مازالت صغيرة ..
فإن فقدتها لن يتبقى لها أحدٌ يرعاها .. وستبقى لوحدها .. مريم أيضاً كانت تخشى من هذا الأمر ..
لكنها فكرت كثيراً. . ولم تجد سوى صديقتها المقرَّبة التي طالما كانت تزورها برفقة جورجينا ..
أخبرتها أنها إن توفيت قبل أن تبلغ رشدها وتخبرها بالحقيقة ..!!
أن تعتني هي بها وتخبرها بالحقيقة عندما يحين الوقت ..
وحقاً توالت الأيام واحدةً إثرَ الأخرى ..
وكبروا جورجينا وجورج حتى بلغآ السادسة عشر من عمرهم ..
مع تلك العناية الوفيرة والحنان والحب والدراسة .. وعندما بلغت جورجينا السادسة عشر !!
أصيبت مريم بمرضٍ شديد .. :(
خشيت إثره أن تفقد حياتها وهي لم تخبر جورجينا بعد بالحقيقة .. فقررت أن تخبرها مهما كانت عاقبة الأمر فلم تسمح لها روحها الطاهرة أن تغادر قبل أن تزيح ذاك الهم عن قلبها وتخبرها بتلك الأشياء التي من حق جورجينا معرفتها ..
جلست برفقتها لساعاتٍ طوال ..
ساعاتٍ من النقاش والحوار .. من السكوت والدموع .. من الصدمات وعلامات الاستغراب والتعجب ..!!
صدمت الفتاة بتلك الأشياء التي أخبرتها بها مريم ..
فبكت كثيراً وقالت لها بنبرةٍ حزينةٍ مملوءةٍ بذاك الحزن العميق .. !!
"أبحق الله ماتقولين يا أمي !! أبحق الله ..
لا أنا لا أصدق .. ولكن،لكن كيف هذا .. يا إلهي .. "
وخرجت مسرعة من الغرفة والدموع تغمر وجنتيها الورديتان .. وخصيلات شعرها الذهبية تتساقط على وجهها ..
تبكي ويعلو صوت بكائها .... وتقول بنبرةٍ حزينة ..!!
" لماذا .. لما هكذا .. أين أنت ياا أخي .. :(
وأين عساك أن تكون وكيف حالك الآن ..!!
آآه على وجع قلبي هذا :(
وآهٍ على كميَّة احتياجي لوجودك بقربي .."
أتت مريم لحجرتها تهدئ من ألمها قليلاً .. وتخبرها قائلة :
-لما هذا البكاء ياطفلتي .. لما عساكي حزينة .. اسعدي فأنتي لك أجمل شقيق في هذه الدنيا وصدقيني سيأتي ذاك اليوم الذي ستلتقين بشقيقك .. وسيكون شبهكما هو الدليل ..
*شقيقي !! ولكن كيف لي بأن ألقاه وأنتِ تقولين أنه بفرنسا .. كيف لي بأن ألقاه ..
فأميريكا وفرنسا ليسا بذاك الحجم الصغير يا أمي ..
ليسا بذاك الحجم الصغير كي أجده :'( ..
-كفِّ ياطفلتي عن هذا الكلام ولا تقلقي فحتماً ستلتقين به يوماً ما تلك ثقتي برب العباد :)
*آمل ذلك يا أمي آمل ذلك .. فأنا حقاً أتلهف لرؤيته .. لطالما كنت أشعر بالاشتياق ﻷحد لكنني لا أعلم من هو .. والان ها أنا قد علمت لمن أُكِنُّ مشاعر الشوق تلك ..
كم آمل أن لا أبقى انا وتوأمي غرباء طيلة حياتنا :(
وأن أجده ونكمل بقية حياتنا معاً .. كم آمل يا أمي :'(
-سيأتي ذلك اليوم ياعزيزتي صدقيني سيأتي .. وأعدك انني سأساعدك كي نجد جورج معاً ونخبره بهذه الحقيقة معاً..
"لم تكن تخطر لها كهذه الصدمة القوية التي ستواجهها عندما تكبر .. كيف بمقدورها أن تجده .. ؟!
وهل هو ياترى يبحث عنها الآن ..!!
أو لا يعلم بوجودها إطلاقاً !!
أم أن والديه لم يخبرانه بالامر .. !!
كثيرٌ من تلك الأسئلة تراودها في عقلها ومخيلتها ..
دون أن تجد لها أيُّ إجابة :'(

توأم غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن