البارت8

575 28 0
                                    


عادت جورجينا للمنزل والدمع في مقلتيها ..
كم كانت تهوآ ان تشاركها مريم فرحة تلك اللحظة التي طال انتظار رؤيتها ..
كفكفة دموعها وتابعت سيرها في أرجاء تلك المدينة الباردة الحالكة بالسواد ..
وأثناء طريقها كانت تدندن بتلك الأنشودة التي كانت تنشدها لها مريم كي تغفى وتنام معتنقة الحنين لها في جوفها
والبسمة ترتسم على وجنتييها دون وعي منها وتحتضن بين ذراعيها ذاك الكتاب ..
وإلا ب5 دراجات نارية مسرعة الخطوات تمر بجانبها بلمحة تكاد لاتراها ..!!
لكنها فقط سمعت صوتها المزعج الذي أربكها في ذاك الظلام ..وفور مرور تلك الدرجات شعرت جورجينا بشعور غريب
"قبضة في قلبها " ياترى ماسببها تلك القبضة !!
فقالت بقلبها ..!!
"لربما خوفي من صوت تلك الدراجات في هذا الهدوء الكبير" مما جعلها تسرع في خطواتها خوفآ وارتباكآ وبردآ الذي بدأ يتسلل لأضلعها الرقيقة ..خاصة بعد ان شعرت بذاك الشعور الغريب ..
الدراجات تلك التي مرت بقربها كان اخيها جورج على أحدها ومعه تلك الفتاة الفرنسية والبعض من اصدقاءه ..
أتعلمون كلا الأخين شعروا بنفس الشعور عندما كانو بذات المكان .. !!
"قبضة في القلب"
استغرب جورج لذاك الشعور المفاجئ الذي شعر به عندما مر بتلك الأرجاء وبالقرب من تلك الفتاة خاصة !! لكنه لم يكترث للأمر وتابع مسيره متجوﻵ مع أصدقاءه بتلك الدرجات المسرعة في أرجاء تلك المدينة الكبيرة ..
وصلت جورجينا للمنزل ملتقطة الأنفاس !!
جلست على سريرها وغمرت وجهها بكفيها ودموعها باتت تنهمر على وجنتيها بكثرة ..
"أين أنت من هذه الدنيا المخيفة يا أخي .. أين أنت "
كانت ترددها من كلمات مع دموع من ألم !!
ومن ثم غفت على سريرها وهي بتلك الحال المؤلمة..
أما جورج ذاك الفتى المشاكس كاد يتابع جولاته تلك على دراجاته النارية .. ومن ثم ذهب ليتابع سمرته في إحدى نوادي أميريكا الكبيرة ..
من رقص وغناء وجنون وشراب وفتيات وغيرها من تلك الأشياء الذي اعتادها في فرنسا دون أي وعي أو توجيه أو مراقبة من إحدى والديه .. !!
في صباح اليوم التالي صحت جورجينا من صحوتها والدموع تغمر وسادتها .. نهضت من سريرها واغتسلت بالماء البارد .. ومن ثم هيأت كوبآ من القهوة الساخنة وخرجت إلى الشرفة لتحتسيها هناك ..
وهي جالسة ترسم مايدور في مخيلتها كحالها المعتادة في كل صباح باكر ..
ولفجأة سمعت صوت تلك الدراجات مجددآ وصوت ضحكات يعلو مع صوت صراخ الأطفال .. !!
فنهضت مسرعة لترى من الأعلى من عساهم يكونون هؤلاء اللذين يثيرون الرعب في قلوب الأبرياء !
لكنها لم تقوى على معرفتهم وللأسف جورج كان في أول دراجة فلم تتمكن من رؤيته .. ولكنها حقآ ازدادت زعرآ منهم .. ومن ثم جلست على كرسيها لتعاود شرب قهوتها وأغلقت دفتر رسمها فلم يعد لديها مزاج للرسم فتركتها عند منتصف البداية ..
كان جورج لتوه خارجآ من ذاك النادي ويتجول من جديد في أرجاء المدينة ذاهبين لأحد الفنادق كي يناموا وهم ثملين للغاية ..
دخلوا إلى أحد الفنادق وكل أخذ غرفة له ..
وذهبوا للراحة بعد ذاك اليوم المتعب ..
أما جورجينا كانت قد أنهت قهوتها واستعدت للذهاب لصديقتها كي يذهبان معآ لشراء بعض الاحتياجات التي تلزمها من أجل جامعتها الجديدة فقد أوشكت على فتح أبوابها ..
وهم في طريقهم روت جورجينا لصديقتها لين عن تلك الحادثة التي جرت معها وعن ذاك الشعور بالذات .. فأخبرتها لين أن لاتقلق ولربما ذاك الشعور راودها ﻷنها كانت سارحة في خيالها ولفجأة صحت خائفة على صوت تلك الدراجات النارية الصاخب ..!!
وتابعوا مسيرهم والبسمة تعلوا وجنتيهما ..
أحضروا مايحتاجون من أشياء ومستلزمات تريدها وذهبوا للتنزه قليﻵ ..
طبعآ وفي تلك الفترة كان جوورج غاارقآ في نوم عميق .. !!

توأم غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن