ايام سميه.

366 16 23
                                    

شعرت بالكحول يسير بين عتبات أضلعي يخترق اوعيتي الدموية ليكمل سيره مع دمي إلى أن شعرت به يغطي عقلي بالكامل لم أستطع الرؤية بوضوح ولم أعد أعلم أين أنا ولا من انا حتى ترنحت في الهواء وانا اشعر به يرتطم بي لم أعد أستطيع موازنة نفسي وكأن كل ثقل جسمي تجمع على رأسي كنت أسقط واعود للنهوض وانا اضحك بهستيريه حاولت السيطره على نفسي ولكني فشلت فشل ذريع
رأيت يد خالد تمتد وتلتقطني وانا اسبه واشتمه وألقي عليه كم هائل من كلمات الكراهيه بلا وعي لكن لم يتفوه بكلمه واحده وأكمل سيره
وهو ممسك بي حتى أدخلني لتلك الغرفة المشؤومة.

استيقظت لأجد جسدي يتمدد على سرير الغرفة
بإرتياح ابتسمت ظنا مني أنني استطعت النجاه
لكن جسدي ارتطم بجسد شخص آخر يبيت معي على السرير الذي احتضن وجعي اشحت بوجهي لأجد خالد ينام بجواري وعلى وجهه شبح ابتسامه
سرت القشعريرة في جسدي واضطربت انفاسي مع دقات قلبي وانا انظر لخالد وهو يفتح عيناه بإبتسامه
ويقترب من اذني ويهمس : صباح الخير
كانت ليلة جميلة اتمنى لو تستطيعين تذكرها .
انا فعلا لا أذكر ما جرى ولا أعلم ان كان مكروه آخر قد أصابني أو أن خالد يريد جعلي انهار أكثر من هذا .
اغمض عيناه وهو لا يزال يبتسم
نهضت من السرير بحركة سريعة والصقت جسدي على الحائط المجاور له
وقلت بصوت يرتعد : خالد ما الذي جرى ؟؟
كان لا يزال مبتسما وأخذ يردد : لا أعلم.
: لا أظن أنني امازحك.
خالد بإستهزاء : وانا كذلك انا فعلا لا أعلم حاولي انتي التذكر إذا.
وترجل من السرير وتوجه الي
وهو يقول : ان كنتي تريدين ان اعيد لك
(سيناريو) ماحدث بالأمس حالا سوف أفعل .
ارتعد جسدي من نظراته المقززة وطريقة كلامه القذرة دخلت في نوبة بكاء هستيريه لم تكن لتتوقف لم يسمع في ذلك المنزل إلا صوت شهيقي الذي صعب علي زفره وددت لو اني مت قبل هذه اللحظة
ونسيت تماما لو ان الكره الأرضية توقفت بي في أول محطات حياتي لم يكن ليحصل لي كل هذا
الان انا أقف عليها بعد أن فقدت كل شيء يهيئني للعيش فقدت كل شي لم تعد الشتائم تفي بحقك يا خالد لم تعد كمية كلمات الكراهيه التي ألقيها عليك
مراراً وتكرارا تخرج مافي صدري من غيض اتأملني كيف كنت وكيف أصبحت؟
دونك كانت الحياه تتراقص في جوفي وبعدك انا مجرد جسد منهك تعذبة وتلهو به متى أردت
لم تعد قدماي قادرة على حمل دموعي فسقطت أرضا تحت انظارك الساخره وانا لا أزال منهمكه في دوامة البكاء الصاخب .
تركني على حالي البائسة وخرج مسرعا بعد أن أخذ هاتفه بالرنين .


____

مر اسبوع كانت أيامه ثقيلة علي
أقل ما يقال عنها ايام شديدة السميه فقد تجرعت السم في كل ساعاتها وانا ارى احلام تضحك مع خالد وتدعوه ب (حبيبي)وكأن بينهما علاقة حب فعلا
لم يختلف شي عن الأسابيع الماضية نفس العذاب والألم والأنين شدني شخص من بين الحضور الشاسع في حفله أخرى لا تقل عن بقية الحفلات يرمقني بنظرات غريبه علتني الدهشة من ابتسامته كلما التقت أعيننا بعد لحظات رأيته يتقدم لي ويجلس بجواري على تلك الدرجات التي تتوسط هذه الصاله الواسعه وهمس : اتريدين الخروج من هنا ؟
لم اجبه اكتفيت بإشاحة وجهي أعلم جيدا انه سيطلب مني طلبات دنيئة وبعدها يرمي بي في اقرب حاوية دون أن يفيدني في شيء أو يخرجني من هنا كل الرجال كذلك.
أخذ ينظر بين الحضور وكأنه يبحث عن أحد
بعدها تنهد براحه وهمس : لن يراك خالد اتريدين أن أخرجك ارجوك اجيبيني.
لم اندهش كثيرا من معرفته بخالد فجميع من هنا يعرفونه ويخافون منه ويحترمونه وكأنه سيدهم
لكن دهشتي كانت من كلام هذا الرجل الذي لا اعرفه لكن يبدو أنه يعرفني جيدا لذلك يريد اخراجي من هنا : كيف عرفت اني اريد الهرب من خالد
والخروج من هنا ؟
ابتسم متوقعا سؤالي وأجاب : انا اراك دائما تجلسين هنا وتعذبين أمام أعين الملأ لا أعلم سبب ذلك كل ما أعلمه انك مظلومه وعلي اخراجك من هنا .
: انا لا أثق بالرجال .
: انا لا ألومك على ذلك لا تثقي بي لكن اتبعيني وسأخرجك من هنا أعدك بذلك.
لم ارتح لكلامه ابدا لكني سأتبعه علي اخرج من هنا
او انها خطه جديدة للمدعو خالد .
ان كان بريق أعينه صادقا فسوف احرر من هذا السجن وان كان كاذبا أو لم اتبعه في كلا الحالتين
سأعذب لذلك لن اخسر شيء في تجربتي هذه.
: انا لن أثق بك لكني سأتبعك.
ابتسم ابتسامه واسعه وقال : اولا أخبريني ما اسمك ؟
: ادعى عهد وانت ؟
قال وهو ينظر امامه: خالد .
نظرت للمكان الذي ينظر له ظننت خالد قد رآني معه واتى ليبرحني ضربا مجددا لكن لم يكن هناك أحد.
فقلت بتعجب : ماذا؟
ضحك لأنه عرف ما افكر به وقال : اسمي خالد.
:هذا ماكان ينقصني خالد آخر .
استمر في الضحك وقال : نتشابه في الاسماء فقط صدقيني .
: انا لا أثق بالخالدين ابدا لذلك لن اتبعك حتى .
لم يسمع جملتي الاخيره فقد أخذ بيدي ووقف بسرعه قائلا : هيا خالد وأصدقائه مشغولون جدا لن يرونا الآن .
حتى انا نسيت جملتي الاخيره وتبعته وهو يتوجه لباب الخروج وانا اتفقد أن كان خالد يرانا ام لا .

أنتِ نورٌ في عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن