ضاقت بي السبل

353 18 26
                                    

وضعت رأسي على المقعد وقد انهكني التعب
وانا ارى الماره منتشرين هنا وهناك والضجيج والفوضى يملأ المكان اغمضت عيناي لأدع اذني فقط تشعر بكل ذلك الضجيج والتذمر والأحاديث المستمرة رائحه القهوة والفاظ الوداع
أسئلة الأطفال المتكررة .
لم يكن ذلك بشيء يذكر عند ضجيج ذكرياتي
انظر لبطني التي تزداد تضخما يوما بعد يوم
لأتذكر ذلك اليوم المشؤوم حين خرجت من عندي الطبيبة ليدخل بعدها خالد بإبتسامه قتلتني الف مره ليخبرني اني أحمل في جوفي طفلا سينسب له
لم انسى ردت فعلي الهستيرية ولم انسى كميه التحف التي رميتها على خالد انذاك لتبقى آثارها إلى الآن تغطيه لم انسى بكائي واللكمات التي وجهتها لبطني لعل من ينام بسلام داخلها يموت قبل أن يرى هذه الحياة المره .
قفزت بهستيريه ورميت بنفسي أرضا عذبت نفسي أقسى من عذاب خالد لها لكن بلا جدوى فطفلي الذي رأيته في جهاز السونار قبل لحظات من مجيئنا هنا متمسك بي يأبى أن يخرج قبل ميعاد خروجه .


منذ ذلك اليوم والسواد يغطي أسفل عيناي
وجسمي يبدو وكأن الشيخوخة أصابته
عظامي هلكت وعضلاتي هرمت .
بينما خالد يعاملني بلطف لم اعهده من قبل بعد أن أخبرني انه زوجي منذ موافقتي وتوقيعي على تلك الأوراق ليخمد القليل من ردة الفعلي الصاخبة

لكني لم اندهش كثيرا فقد توقعت ذلك .

كان يردد في كل محاولاتي البائسة لقتل طفلي
:انه طفلي كما هو طفلك ياعهد لن اسمح لك بفعل هذا حتى على جثتي.
أصبت بالهستيريه المفرطة كلما قال لي ذلك
كنت انهال عليه بصراخي وضرباتي التي لاتؤذي أحدا سواي بينما هو يقوم بتهدأتي ويضمني إلى أضلعه الصلبه بلا حيل مني ولا قوة.

مرت أربعة أشهر منذ ذلك اليوم لم أرى السعاده فيها ولم أكف عن تعذيب طفلي المتمسك بي رغم كل طرق العذاب الذي عذبته بها لأحرره مني
ومن الحياه التي ستعذبه أكثر مني
"لم اهدأ ابدا ولن اهدأ مادام جوفي يحمل

ذكرى لخالد حتى وإن رحل"
كنت اردد هذه الجملة كل ساعة وانا أوجه عدة ضربات لبطني المنتفخ إلى أن اخذني خالد للمشفى رغما عني ليطمأن على صحة ( طفلة ) كم تصيبني هذة الكلمه بالجنون أكاد افقد اعصابي كلما وجهها لي .

منذ دخولي للمشفى وخالد ممسك بيدي ويبتسم للماره تماما كمن يعاني من الانفصام بينما كنت أبحث انا عن أي وسيلة اتصال لأحدث اي شخص من اقاربي أو احد والدي لكن الأوان قد فات كيف أعود لهم بهذه الخطيئةالتي لا ذنب لي بها
كيف أعود لهم بكل هذة الكدمات والحروق واثار العذاب التي تغطي جسدي بالاكمل
انا موقنه اتم اليقين انهم لايعلمون مابي ولا من ما عانيت واعاني حاليا ولو كان أحدهم يعلم لم يكن خالد حيا يتنفس أمامي إلى الآن لكن كيف أفعل ذلك تحت مراقبته المشددة لي وتحت ضغوط الخطيئة
التي يحملها جوفي .

أنتِ نورٌ في عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن