صدفة

276 15 40
                                    


لم تنم عيناها تلك الليلة سمحت للأرق ان يختبئ خلفها ويوقضها حتى صباح اليوم التالي،أخذت تفتش عن سبب لعودته ، سبب لتذكره اياها بلا سابق إنذار، اخي خالد هل حل المساء ام ان الدنيا أظلمت في عيني حين سماع صوتك كان ذلك ردها على اتصاله، أخبرها كم هو نادم ومشتاق إليها طوال تلك المكالمه ، اعتذر منها وطلبها ان تعفو عنه ، ابكمتها الصدمه عن الرد فأغلقت في وجهه الهاتف طالبة منه ان لا يتصل بها مره اخرى ولا حتى ان يذكرها .

تذكر آخر ليال قضياها سويا ، كم كانت عصبيه ومؤلمه لكليهما
تذكر جنازة والدها ودموع خالد ووعده بالانتقام من قاتله
تذكر كل شي حدث تلك الليله اصطدام سيارة أحدهم بأبيها
صراخ خالد ووالدتها، جريان دماءه على الأرض، آخر كلمة خرجت من فمه ، ووداعه إياهم، تذكر كل هذا وكيف لها ان تنساه
خرج ذلك الرجل انذاك من سيارته وتوجه لوالدها وحاول نقله لإسعافه لكن بعدما فات الأوان، بعد ان استنشق الهواء ولم يزفره ابدا، لم يقتله عن عمد ولكنه قتله .
لم تعد بعدها الحياه كما كانت نامت هي ذات ليلة على أمل ان تعود الحياة كما عهدتها واستيقضت لتجد والدتها تتزوج من قاتل ابيها عندما طلب منها ذلك تكفيرا عن خطئه ومنذ تلك الليله تغير كل شي ، كان خالد راضيا بالأمر الواقع لم يبد اي رأي في الأمر
لم تكن تعلم ما يدور في رأسه ولم تبحث عن سبب لقبوله التام كل ما كانت تعلمه ان خالد اخيها التوأم مات في نفس تلك الليلة التي مات بها والدها وبعدها عاد لهم بخالد مختلف تماما.
وافق على زواج والدته من قاتل أبيه لكن بشرط جعلها متشتته
وهو ان يعيش معهم في ذات المنزل لم تكن تعلم غايته
دهشت كثيرا من شرطه لكنه علل لها قائلا : لا أريد أن تغيب امي عن عيني كما غاب والدي .
وفي ذات الليله قررا الذهاب معه واجبراها على ان تأتي معهما
ولكنها تمسكت برفضها التام لم تكن لتترك منزل والدها خاليا من بعد امتلاءه بهم، لم تعد تريدهم ولا تريد البقاء معهم من دونه
تشعر بأنهم خذلوه بفعلتهم هذه ، ولن تسمح لنفسها بأن تخذله أيضا.
تركاها وحيده بعد سيل من الاقناعات بدون أن تعرف عنهما
اي شي بعدها .

:خلود.
نظرت إليها في استغراب واضح لصمتها وشرودها طوال اليوم
حركت يديها بخفه امام أعينها وقالت : خلود هل حدث شي ما ؟
لم تجب كانت تحاول النجاه من الغرق المحتم عليها
اعادت ما قالته مرارا وتكرارا
حتى هذت ببضع كلمات : ما الذي اعاده الآن ؟
عقدت عهد حاجبيها وقالت : من تقصدين ؟
افاقت من شرودها ونظرت لعهد وقالت : اريد ان اسألك سؤالا.
عهد بإستغراب : اسألي.
قالت بلا تردد : لو كان لك اخ واحد فقط وتخلى عنك منذ زمن
وبعدها عاد نادما هل ستغفرين له ؟
أبعدت عيناها عنها وقالت : بالتأكيد فقد عرف خطيئته وعاد لإصلاحها .
تنهدت وبدأت تسرد لعهد كل ما حصل منذ اتصال خالد بها حتى وقتها الحالي،كيف شعرت وكيف تصرفت وبما تفكر
حتى قاطعتها قائله : عاودي الاتصال به
خلود : هل جننتي هذا مستحيل
: بل انتي من جننتي اتى بقدميه إليك متأسفا ونادما
لا تعقدي الأمور أكثر من ذلك -وامسكت بيدها وأكملت- صدقيني من الجيد كونه تذكرك وعمل جاهدا ليصل إليك
كانت له أسبابه في غيابه عنك طول هذه المده وقد تكون فنيت في بحثه عنك .

أنتِ نورٌ في عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن