شرر بين شراييني

263 8 1
                                    


يال العجب كيف تحمل الزجاج طرقي المستمر عليه ولم يكسر أو يخدش..ضننت بأن غضبي اطغى من أن يترك أثرا على زجاج..ما أريده الآن إخماد تلك الحرائق داخلي..نهشت جوفي المظلم وزعزعت اركاني الثابته..لم البث إلا القليل حتى أخذت بي اقدامي لمنزل عهد..طرقت باب المنزل ثلاث طرقات متتاليه..صوتها تتقدم وتفتحه لتجدني امامها ..اختفى شبح الابتسامة التي كانت مرسومه على وجهها وقالت بغضب:ماذا تريد؟
:هل لديك زوار يلبثون إلى وقت متأخر من الليل؟
:انا الزائره وهم مالكي المنزل .
تنفست بصعوبه وانا ابعد يدها عن الباب لاقتحام منزلها وسحق سارق ممتلكاتي بدون أدنى تفكير استوقفتني وشدت مقبض الباب بإحكام وهي تهمس:ارجوك لا توقضه نام بصعوبه كبيره.. انت تعلم السفر مرهق.اكملت وهي تقفل الباب:ان كنت تريد رؤيته تعال في الغد..أو بعد غد أو بعده .
وقف أمام الباب بضع دقائق يشد قبضة يده بعدها ركلة بجزءٍ كبيرٍ من قوته ومضى يشتعل..بينما كانت تقف هي خلف ذالك الباب تُغني لحنها المعتاد وتضحك بصوت ضئيل لم يكن يسمعه إلا عادل الذي كان يقف بعيدا منتصرا لإنتصارها فيما أسماه البداية.

أيعقل أن يكون ويليام شكسبير مر بذات الطريق الذي مررت به عندما قال:‏الغيرة مؤلمة لكن الأشد ألماً حين تغار على من لا تملكه ." انا لا املك ما احترق من أجله الآن..أو كنت امتلكه لكن ليس الآن..أياً كان فهو يزداد غلاضه بصدري وارق مجفي بعيني..اتُراها تنظر لعينيه الآن؟ام يتأمل تفاصيل وجهها كما كنت اهوا؟هل تُراها تجاوره اريكته ام تنام على الردفه الأخرى من السرير الذي ينام عليه؟هل تُراها تحادثه الآن وتقص عليه احداث يومها؟ياترى هل أحبته في ذات الوقت الذي ابيع فيه الكون لتُحبني..لم انم..وكيف لعيني عاشق ان تغفى قبل بزوغ الشمس..كيف لعاشق ألا ينهض من الحين للآخر ويختلس النظر لبيتها الذي يبيت فيه رجل آخر غيره..كم تمنيت لو كان عادل بمكان تلك الشبابيك والأبواب التي ركلتها اليوم.

__

صباح مختلف بكل ما تعنيه كلمة "اختلاف".. أعدت طعام الإفطار بطعم انتصارها المحقق لا محاله .. حملت جزءً من الأطباق وسارت به متجهةً إلى الخارج : عادل سنتناول الإفطار في "الجو العليل" ، تبعها ضاحكا متيقنا بما يدور في رأسها .

ضل هو يراقبهما من خلف الزجاج يرى انعكاس عينيه الحمراوتين تاره وعهد وعادل تاره أخرى، كلما رآها تضحك ازداد الفتيل في صدره اشتعالا وتوهوجًا .. لو يستطيع سماع كل تلك الأحاديث التي تخبره بها ، أو حتى لو يستطيع معرفة ما يقوله لها لجعلها تضحك بينما عجز هو عن ذلك ، رأى انعكاس عينيه تتحرك حركه سريعه عندما فتح باب غرفته فجأه ، نظرت إليه بإستغراب قائلة: الام تنظر ؟
باغتها هو بسؤال اخر: من هذا الرجل الذي يجلس مع عهد ؟
وسعت أعينها في ذهول وقالت مازحه:هل تتجسس على فناء صديقتي ؟
مبررًا: كنت انظر من النافذة ورأيتها فحسب .
ضاحكةً:كنت امازحك،أكملت وهي تشير على عادل من خلف الزجاج:هذا عادل الذي أنقذ عهد من زوجها الشيطان الاكبر واحضرها إلى هنا.
رفع حاجبه وردد: زوجها الشيطان الأكبر ؟
هزت رأسها هي مؤكدةً ذلك ثم قالت: دعتنا عهد لنتناول الإفطار معهما لكني رفضت ذلك .
عقد حاجبيه وقال بإندفاع : لما ؟
:احتراما للخصوصيه.
غاضبا : اي خصوصية؟هل هو زوجها ؟مجرد شخص لا علاقة له بها .
تأففت واكملت: ولما الغضب الآن ؟
استفاق وبرر:كنت أريد معرفة عادل عن قرب .
:إذا هيا بنا ، تراجعت بخطوات سريعه إلى باب الغرفه ثم قالت ضاحكةً:قلت لها سنأتي بعد لحظات .. أقفلت الباب بسرعه وهربت كي لا يوبخها على كذبها منذ البداية ، دائما ما يشعر بأنها تختبر مشاعره تجاه عهد بإسلوبها الخاص .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 14, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنتِ نورٌ في عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن