صعق جسدي عندما رأيت تلك العينين تحدقان بي ، لماذا الجو حار اريد لذلك الصقيع البارد ان يعود،تنفست الصعداء واستعاب عقلي الموقف عندما بدأ بالاقتراب مني ، صرخت وقتها منادية بإسمها : خلود ، وهو لا يزال يحدق بي والصدمه تفيض من عينيه الواسعتين، اتت هي بسرعه البرق التي كانت ابطئ من السلحفاة نسبة للموقف ، منذ رأيتها اختبأت خلفها وقلت : خلود من هذا؟
ضحكت وقالت : لما انتي خائفه؟ ،واشارت إليه واكملت :هذا خالد اخي .
كان لايزال واقفا مكانه بلا حراك وبدون أدنى كلمه ينظر في الفراغ أمامه، ساهي العقل جاحظ العينين من يراه يظن بأن هموم الكون قد وقعت على رأسه لا محال .
قلقت هي عليه وذهبت بإتجاهه بخطوات متسارعه هزت كتفه لأكثر من مره وهي تنادي بإسمه ثم قالت : خالد مابك ؟
نظرت إلي بذات الاستغراب واعادت سؤالها : عهد مابه ؟
أغلق عينيه بقوة وكأنه يريد طرد شيء من ذهنه ، نظرت إليه وقدماي تكادان تحملانني بعد كل هذا ، ما أبشع هذه الصدفه وما اقساها ، كنت اريد الهرب منه فوجدتني اهرب إليه، اهرب بعيدا عنه ليكون هو هذا البعيد ، كيف لهذه الصدفه ان تجمعنا مجددا، هل نسي ملامح وجهي لأخبره أنني لا اعرفه ولم اعرفه ، هل نسي صوتي لأخبره انه مخطئ، لا يبدو انه نسي اسمي أيضا لأكذب كل هذا وأخبره بلطافه أنني لست هي التي قبلت على نفسها أن تموت حيه لأجله .قلت بسرعه قبل ان افقد توازني ويخذلني الدمع : علي الرحيل الآن سأترككما وحدكما ،وداعا .
وذهبت مسرعه لباب الخروج .----
كان أشبه بالحلم إن لم يكن حلما بالفعل ، كيف افيق منه إذا ؟
شعرت بيداها تضرب وجهي ضربات خفيفه وهي لاتزال تنده بإسمي وتقول :هل حصل لك اي مكروه يا أخي ؟
استجمعت بقاياي وهززت رأسي ب (لا) وعيناي لا تزالان تحدقان بالفراغ الذي كان يمتلئ بعهد.كيف للأموات ان يعودوا للحياة بجوارنا مجددا،كيف لميت امات الدنيا في عيني وابكى قلبي لليال ان يعود ليقف امامي، يعود بلا سابق إنذار بلا حفر في تراب القبور بلا ضوضاء او ضجيج يعود متسللا بهدوء الليل ليفاجئ الملأ بأنهم دفنوه حيا ، هل كان موت عهد كذبه حاكها لي الجميع، استغلوا فترة سجني ليأخذوها بعيدا عني ويدفن جسدها في بلاد اخرى ولكنه دفن فوق التربه ، دفن على محط الأنظار حتى استطعت رؤيته، هذه الكذبه التي يجب وصفها بالبيضاء، كنت سأقضي بقية عمري بين الحطام لولا انتشالها لي،شكرا لله الذي اعطاني فرصة اخرى لأصحح بها أخطائي،شكرا لله الذي قدر ان التقي بها مجددا، اريد ان اصرخ في البشريه ب "عهد لم تمت عهد لا تزال حيه" .
ابتسمت ابتسامه أقرب للضحك مما جعلها تشك بعقليتي حتى تحولت تلك الابتسامة لضحك، تحولت ملامحها الجاده إلى غاضبه وقالت :هل تسمي هذه مزحه؟
لم تكن الأرض لتحملني من سعادتي، ضحكت مره ومرتين بل آلاف المرات ، قلبي عاد لينبض بشده حتى تنفست الصعداء وتنهدت براحه ، كان جوفي يرقص ويغني وظاهري كذلك ، لا تزال معزوفة اسمها تمر على اذني كأجمل معزوفه سمعتها منذ ولدت ، سعيد جدا وكيف لا اسعد وعهد حيه ؟
أنت تقرأ
أنتِ نورٌ في عتمتي
De Todoلاأدري كيف أعيشك وتعيشينني رغم بياضك و رغم سوادي ، رغم ضوئك و رغم عتمتي،ايا نور تلك العتمه وأجمل أقداري و دواء لدائي، يا دليل ضياعي، أهل فكرت لأي مدى كدتُ أحبك.