يا غصون الزيزفون

316 11 17
                                    


تقدم بخطوات متزنه اليها وانظار الجميع تتبعه ، وقف بجوار كرسيها واقترب منها وهمس : مزاحك ثقيل .
توقفت عن ضحكها الهستيري وقالت:البادئ أظلم.
تغيرت ابتسامته لملامح صارمه وقال وهو ينظر لخلود:انا ذاهب .
رمقت عهد وتبعته بإستياء بينما حل الصمت على البقية
لتقطعه ميرال بقولها : لقد احسنتي صنعا .
سوسن بإستياء: فيما أحسنت؟
تجاهلتها ميرال وأكملت: سيترك مزاحه الثقيل بعد هذا .
سوسن : لقد استاء كثيرا .
عهد : وانا ايضا استئت من مزحته نحن متعادلين الان ،لما انتي منحازة له ؟
سوسن : لأن خلود غضبت أيضا.
عهد : انتم تهولون الأمور كانت مجرد مزحه .
ميرال : لا عليك نحن معتادون على هذا النوع من المزاح هم غاضبين منذ الصباح فحسب.
نهضت سوسن بغضب وذهبت خلف خلود مسرعه .
بينما ضلت ميرال تحدق بعهد في ريب من سعادتها المفرطة وبسبب بسيط جدا .

___

انتظرته حتى خرج من غرفته بعد أن حل المساء وقالت بتوتر:الا تزال غاضبا .
عقد حاجبيه وقال :ومما اغضب ؟
قالت بدهشه:من مزحة عهد .
:لا أعتقد بأني كنت غاضبا او غضبت من ذلك .
قطع حديثهم جرس الباب هزت رأسها خلود قائلة :مؤكد انها عهد
كانت ستقف وتتوجه للباب لولا انه استوقفها قائلا: دعيك،انا سأفتح الباب .
توجه له والابتسامه تشق وجنتيه في كل مره يراها يشعر بالحياة مجددا ، أدار مقبض الباب ليجد سوسن تقف خلفه ، شعر بالخيبة وتلاشت ابتسامت شفتيه، بينما هي لاتزال تقف وتحدق بعينه بدون ان تنطق بكلمة واحده ، ابتسم ابتسامه مصطنعه وقال يخاطبها:اهلا سوسن ، تفضلي بالدخول .

جلست بعينان ساهيتان على الاريكه وبعد وهله من الزمن استعادت وعيها ونظرت الى ذلك الشخص الجالس على الكرسي البعيد عنها معلقا عيناه في التلفاز ، كانت تنظر للتلفاز تاره وتختلس النظر إليه تاره أخرى تريد ان تبدأ معه في حديث لاينتهي لكن كيف ؟ جمعت كفيها بتوتر وقالت :خالد .
أدار وجهه إليها ، وقالت هي بتأتأه:هل ا انت ب بخير ؟
عقد حاجبيه بإستغراب وقال :اجل
حركت يداها بشكل متوتر وهي تكمل:لأنك بدوت مستاء جدا اليوم .
علق عيناه في التلفاز مجددا وقال:لم اكن مستاءا ابدا.
اتت خلود وقتها تحمل فنجالا من القهوه ناولته سوسن وآخر لها وبدأت بالحديث .

___

استيقظت صباحا على صوت احجار ترمى على زجاج نافذتي أبعدت الستار فورا لأجدها تقف على اسوار منزلي وتصرخ قائلةً: هيا انهضي يا وسادة النوم .
قلت بتمتمه:نعم خلود ومن غير خلود قد يفعل ذلك.
ما ان نزلت الدرج حتى بدأ جرس الباب بالرنين يالها من جارة مزعجه حقا .
فتحت الباب وانا اقول :اين حقوق الجار يا مزعجه .
لم تلقي اي بال لما قلت وقالت هي بسرعه :بدلي ملابسك والحقي بي هيا انا انتظرك.
فعلت ما قالت وخرجت من منزلي متجهه لتلك السيارة التي يقودها مع الأسف خالد ، تأففت من ذلك الشيطان الذي يلحق بي أينما كنت وركبت في المقعد القابع خلفه وبجانبي سوسن وميرال .
قالت خلود فور ركوبي:احرقتنا الشمس ونحن ننتظرك يا عهد
قلت بسخريه:هذا ماكنت اريده .
شهقت جميع الهواء الذي كان بجوارها وقالت :حقا!!
واخذت علب العصير من امامها وبدأت برميها علي واحدا تلو الآخر.

أنتِ نورٌ في عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن