(سندس)
بعد أتصالي على وليد كنا واقفين أنا ودانة امام المنزل خاصتنا بعد أن ذهب السائق الذي تركه لنا محمد. قبل أن اتوجه الى السيارة خاصتي أتى رجلا نحونا يرتدي "الدشداشة, الغترة والعكال" استوقفني وهو يحادثني.
"ست سندس؟"
"اي تفضل منو حضرتك؟"
أخرج بطاقة من جيبه مريني أياها وهو يقول, "أنا من أمن الدولة."
كانت دانة ممسكة بيدي وهي تقف بجانبي. "خير اكو شي؟"
"الحين سمعنا ان دانة ردت." أشار اليها وهو يبتسم, "هذي دانة صح؟"
"اي صح! رجعت قبل كم يوم بس جانت بالمستشفى."
"ليش ما خبرتونا؟"
"حالتها الصحية وحالتي مجانت تسمح أحجي بالموضوع."
"طيب أبي أكلمج عشان الموضوع ممكن ندش داخل؟"
ناظرت الساعة, استرسل قائلا, "ان كنتي مشغولة الحين بيي وقت ثاني؟"
"والله ياريت لان متواعدة وية شخص ولازم اروح هسة."
"لا تحاتين بكرة بيي ان ما كان في شي؟"
"اكيد حياك الله."
أبتسم لدانة ثم هم بالرحيل. بعد ذهابه أمسكت دانة من يدها بسرعة قبل مجيء محمد ثم اجلستها في المقعد الامامي بجانب كرسي القيادة. توجهت بعدها الى كرسي القيادة ذاهبة الى العنوان الذي أرسله لي وليد.
تهرب بعيدا عن الاشخاص الذين أحببتهم لفترة بعد أن تشعر بأن مؤامرة قد قيدت ضدك.
يصبح المستحيل ممكن ولا تستطيع أن تعلم أي المراحل هي الصحيحة و أي تلك القرارات التي قمت بأتخاذها كانت هي مصدر سعادتك أم تعاستك.
تشعر بأن الوقت قد حان لتوقض عقلك بدلا من قلبك كي تهرب من دوامة لا تفي بالغرض غير تحطيمك لاجزاء.
قالت #ندى ناصر وهي تخط كلماتها, "أغلقت الباب الذي كانت تأتيني منه رياحك .. ونزعت جذورك السامة من أرضي .. او ليس الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟" ربما كنت في حالة صدمة في الوقت الذي طعنت بها منك, ربما لم أغلق الباب تماما لكن أردت ان تتضح تلك الصورة لي وجميع الافكار السوداء تجتاح تفكيري بسرعة كبيرة.
وصلت الى منزل وليد. ترجلت من السيارة انا ودانة وأنا خائفة من سؤال قد تنطق بها شفاي ويحطم دواخلي رغما عني لكن كان لابد لي ان اعلم ما يدور مع الشخص الذي احببت ومالذي يخفيه عني! لماذا يقوم بخيانتي في الوقت الذي كنت احتاجه اكثر مما مظى؟
سألتني دانة عندما كنا نقف أمام باب المنزل الخاص بوليد وانا مترددة في طرقه, "ماما راح نبقة واكفين هنا؟"
"لا حبيبتي هسة ندخل."
"منو هنا؟"
"صديقي جان يسأل عليج راح تحبي كلش."
ابتسمت ببراءة قائلة, "اوكي."
طرقت الباب في تلك اللحظة وفي داخلي تردد كبير لكن كان لابد من اتخاذ هذه الخطوة.
بعد دقائق قصيرة فتح لي الباب. أبتسم بسرعة عندما رأني اقف هناك. انحنى وجلس على ركبتيه امام دانة وما زالت الابتسامة لا تفارق شفتيه, "حي الله دانة. شحالج؟"
"زينة. انت صديق ماما؟"
ناظرني للحظات حتى عاود النظر اليها قائلا, "اي انا رفيجها."
قام بعدها وهو يضع يده على رأسها يتلاعب بشعرها, "اسف حياكم الله."
دخلنا الى داخل المنزل مغلق الباب خلفنا حتى أرشدنا الى غرفة الاستقبال. جلست على الاريكة وبجانبي دانة حتى لم انطق بكلمة واحدة حتى تلك اللحظة.