(وليد)
بعد خروجنا من المشفى انا ونايف توجهنا الى علا للتأكد حول الامر. في طريقنا الى هناك بادر نايف قائلا, "تهكي في سر في الموضوع؟"
"ماني عارف اكيد في شي."
"طيب ان كان له علاقة في البنت الي نخطفت ما تتوقع ان حياة والدتها في خطر؟"
"اي اظن هذا الشي بس ماني عارف ليش محمد خرجها من المشفى."
"كيف يعني؟ ما خبرتني انه دكتور؟"
"هية."
"عيل الموضوع طبيعي يعني اهو بيكون حذاها وياخذ بالة منها."
"اي يمكن."
في هذه الاثناء وصلنا امام منزل فخم من الخارج, بمعنى اصح كان قصرا حيث كان يقع بقرب "كتارا" مما زادني فضولا حول امر اولائك الرجال وهروبهم خارج الدوحة.
ربما يكون الامر غريب في البداية.
وربما تجبر على اتخاذ مسار لا توده فقط لحماية بعض الاشخاص الذين لا تربطك بهم اي علاقة. فغريب ان ابدء بأمر لا اعلمه حتى لو كان هذا عملي والاغرب بأنني اود عمل المستحيل لكشف حقيقة مليئة بالغموض.
كل شيء يحدث لسبب لكن ماهو السبب الذي يجعل فتاة صغيرة تخطف او ربما تقتل ولا يعلم احد حول ذاك السبب الغامض وجميع من حولك يرتدوا هذه الاقنعة ويبدون ما يودوه وعكس ما نريده لكن يصعب احيانا ان تزيف الحقائق كما يصعب ان نزيف تلك المشاعر واللحظات.
"يستطيع الانسان أن يزيف وجه السعادة. ولكنه لا يستطيع ابدا ان يزيف لحظات الحزن." #فاروق جويدة
كان الباب الخارجي للحديقة كبير ومغلق ويقف حارسين بماحذاته عند وصولنا خرج أحدهم ليتحدث معنا. كان نايف الذي يقود السيارة حث وقف الحارس من جانبه محدثه.
"مالذي تفعلوه هنا؟"
"نود رؤية علا مايد العلي. اليست هي من تسكن هنا؟"
"نعم لكن لا تستطيعون رؤيتها الان فهي مشغولة."
بادرت انا مخرجا ورقة من جيب سترتي الرياضية, "هذا امر من مركز الشرطة حول هذه المقابلة." ثم اخرجت بطاقتي الامنية مريه اياه.
ناظرنا بحذر ثم قال, "لحظة واحدة."
ذهب بعيدا وتحدث مع الحارس الاخر وبعد لحظات قصيرة قاموا بفتح الباب لنا.
عندما اصبحنا في الداخل ترجلنا من السيارة واستقبلنا حارس اخر بقرب الباب الداخلي المؤدي الى داخل القصر مرشدنا الى احد غرف الاستقبال على ما اعتقد.
كنا انا ونايف ننظر يمينا ويسارا حتى دخلنا الى احد الغرف الفخمة.
قال لي نايف, "ايش هذا يا ريال؟ كل هذا حك حرمة؟"
قلت بسخرية, "ماني مطمن للوضع وايد."
ضحك قائلا, "اي وضع الله يهداك ما يهمني ان كانت جيكرة ولا لاء يكفي هذا كلة."
بينما كان يتحدث نايف بصوت خافت معي دخلت امرأة ذو شعر طويل اسود منسدل على كتفيها. عيناها واسعتان وفم متوسط الحجم كأنه حبتا كرز. كانت بيضاء البشرة وقد خطت الى الداخل بخطى واثقة جدا.
قالت بصوت ناعم قد ملئ المكان, "هلا فيكم."
كان نايف يناظرها ولم يستطع ان يرفع عينه من عليها. بادرت قائلا, "هلا والله. معاج الضابط وليد حمد." ثم أشرت الى نايف, "ونايف اليامي."
أبتسمت قائلة وهي تشير الى الاريكة التي خلفنا بمعنى تفظلوا, "حياكم الله."
جلسنا. استرسلت, "عسى ما شر؟"
سألتها, "شحقة ما خبرتي عن سيارتج المسروقة؟"
رفعت حاجبها وهي تناظرني. بادر نايف, "مافي سيارة مسروقة حكتج؟"
قالت, "لا في. بس كيف وصلتوا لها؟ يعني اهي نسرقت من زمان ومثل ما انتوا شايفين ماني بحتاج اخبر عن شي مسروق مثل شي رخيص الهذي الدرجة."
سألتها بحذر, "من متي نسرقت؟"
"ماني فاكرة. بس اكثر من شهر." استرسلت, "ماخبرتني وين شفتها ومنو الي كان سارقها؟"
"عيال ثنين بس يوم شفتهم وكنت ابي احقق معاهم اهربوا."
"صج؟"
اكمل نايف, "اي صج عشان جي هكينة ان في شي وان هذول العيال حكج."
قالت بتساؤل, "كيف يعني حكي؟"
قلت بتحدي, "يعني من الحرس وكل هذا اكيد في شي مب طبيعي."
"ليش قاعد تكول جي؟ والسيارة نسرقت يعني هذا شغلكم عشان تردوها لي."
ناظرتها حتى قلت اخيرا, "ماني عارف وين اهي بس اهم خارج الدوحة وعشان كنت راكب السيكل حكي ما مداني استمر عشان اطلعوا عن طريق البر بس اكيد بنردها لج."
قال نايف, "مافي شي تبين تخبرينة فيه؟"
"لا كيف يعني؟"
قمنا انا ونايف من مكاننا مخبرها قائلا, "اوكي خلاص واي شي بنخبرج فيه."
قامت هي ايضا مبتسمة لنا, "مشكورين ما تكصرون."
اتى احد الحراس الذين كانوا يقفون بقرب باب الغرفة مرشدنا الى الخارج. عند وصولنا الى السيارة والصعود في داخلها قال نايف, "يلعن ابليسها كيف بتكون حلوة جي."
ضحكت ولم اقل شيء بينما بدء هو بالقيادة متوجهين الى المخفر من جديد.
عند وصولنا الى هناك اخذت دراجتي النارية متوجه لوحدي الى منزل سندس ومحمد لمعرفة مالذي حدث معهم.