Part 12

1.5K 60 13
                                    

(وليد)

بدت على وجهها ملامح الصدمة ونحن غير قادرين على فهم تلك الصورة المهتزلة التي بدت معقدة بأكثر من وجه, متداخلة مع بعضها البعض.
ناظرتها في حيرة من امري, "عيل وين دانة؟"
قامت من مكانها فزعة, "تتوقع يصيرلها شي؟"
امسكتها من يدها موقفها, "سندس هدي. بس قاعد اسألج ليش انتي هني بروحج وين دانة؟"
قالت وهي تحاول ان تستجمع انفاسها, "تركتها بالبيت نايمة وجارتي بقت يمها."
"اوكي. الحين بنسير لها لا تحاتين مافي شي."
تركت يدها للذهاب لكن اخرجت هاتفها من حقيبتها متصلة بأحد ما.
"الو .... دانة زينة مو؟؟ ... اكيد ماكو شي؟؟؟ ... اوكي اني شوية وارجع ... مشكورة حبيبتي متقصرين."
اغلقت الهاتف وجلست على الاريكة محاولة ان تلتقط انفاسها كما لو انها كانت في سباق للجري. كنت مازلت اقف بالقرب منها, سألتها قائلا, "عسى ما شر؟"
"لا ماكو كالت دانة بعدها نايمة."
"طيب الحمدلله."
"وليد! قبل لا اجي لهنا فايز اجاني للبيت."
صرخت وانا غير قادر على تصديق ما مر على مسمعي, "شلي قاعد تقولينة؟"
قالت كما لو انها تحدث نفسها, "هسة عرفت ليش دانة جانت تبجي وراحت للغرفة."
جلست بجانبها قائلا لها, "سندس فهميني شلي قاعد يصير؟"
قالت وهي تحاول ترتيب كلماتها, "فايز اكيد هو. اي لان دانة شافتة لان هي بجت."
جلست امامها على ركبتي على الارض محاولا منها ان تهدأ وتستجمع افكارها, "سندس هدي بالاول وخبريني."
قالت لي, "فايز جان غريب من اجة حتى كمش ايدي بطريقة غريبة."
قلت وانا اشعر بالغضب, "شلي قاعد تقولينة؟"
ناظرتني للحظات بينما كنت ابادلها تلك النظرات حتى قالت أخيرا, "وليد ليش هيج ديصير؟"
صمت قليلا لا اعلم كيف يجب علي ان اجيبها. لا اعلم ماهو السبب الحقيقي حول جميع ما يحدث غير ان الماضي يلعب لعبته ليصبح حاضرا من جديد.
ماضي قد اتعبها في اللحظة التي لم تكن هي جزء منه لكن توسد دواخلها رغما عنها وبدون سابق أنذار.
ماضي قد اصبحت به المعنية الوحيدة في الوقت الذي لم تعش تفاصيله ولو للحظة.
ماضي يجعلها تود أن تصرخ صرخة قوية لكن لا تعلم حقيقة تفاصيله!
أخبرتها قائلا وانا امسك يديها حتى ناظرتني بغرابة, "مالج ذنب عشان جي لا تحاتين كل شي بيتغير."
نظرت للحظات حتى أدركت بأنني امامها. سحبت يدها بسرعة وقامت من مكانها بصعوبة بسبب قربي المفرط. قمت من مكاني واقفا بقربها.
قالت مرتبكة, "اني ارجع للبيت ماريد اترك دانة اكثر."
"طيب نطري بيي معاج اوصلج."
"لا ماكو داعي اني ارجع."
"الوقت تأخر ما خليج بروحج."
أخذت بعض حاجياتي واضعها بمخبئي ثم هممنا بالرحيل بعد أن فضلت الصمت مغادرين معا.
أخذت مفتاح سيارتها وقمت بالقيادة بينما كانت هي تجلس هناك صامتة.
كنت أفكر بالامر وحول الخطوة القادمة بعد معرفة حقيقة جديدة في قضية كبيرة كهذه. أمور متشابكة لا أعلم كيف سأقوم بحلها لكن لابد من الوصول الى الحقيقة بعد معرفة بداية الخيط ورؤية توترها بجانبي.
قلت لها محاولا كسر الصمت الذي ساد فيما بيننا, "خبرتج دانة شي بعد ما شافت فايز؟"
"لا كتلك بس كالت خايفة وخلص."
"يمكن بيكون هددها عشان جي خايفة تتحجة."
"زين شنو الخطوة الجاية الي راح تسويهة؟"
"بتكلم مع محمد انا ونايف وبنشوف غياث. دانة خبرتني في شخص ثاني ماني متأكد ان فايز له العلامة الي خبرتني عنها ولا لاء بس اكيد في شخص ثاني متورط في القضية."
قالت بصوت بارد جدا, "تتوقع محمد الة ايد بالموضوع؟"
ناظرتها تارة وكنت اناظر الطريق تارة اخرى. كانت تنظر الى الامام وشعرها يغطي نصف ملامحها. ملامحها التي تأخذني بعيدا في كل مرة انظر اليها. أشعر بالخضوع اليها في كل لحظة لكن أبقي تلك المسافة بسبب تدهور حالتها وعدم معرفة ما يدور حولها.
وصلنا الى المنزل. ترجلت من السيارة كما فعلت أنا. قالت وهي تحاول الدخول الى الداخل في عجلة من أمرها, "مشكور وليد تعبتك وياية."
قلت لها بينما ناولتها المفتاح, "ناطرج هني طمنيني ان دانة بخير وبسير."
ناظرتني للحظات حتى وجهت ناظرها الى الباب من جديد لفتحه قائلة لي بعدما همت بالدخول, "حياك تعال جوة."
ترددت قليلا لكن تبعتها الى الداخل في كل الاحوال.
عند دخولنا كانت جارة سندس تجلس هناك تنتظرها. قالت لها, "اوكي حبيبتي اني اروح."
"اشكرج تعبتج وياية."
"لا عادي ماكو اي تعب."
مرت من جانبي ابتسمت وأومأت لها برأسي. أستوقفتها سندس وهي تخبرها كأنها توضح أمر ما, "نسيت اعرفج الضابط وليد."
قالت جارتها وهي مبتسمة, "اي اهلا استاذ وليد اذكرك."
"هلا فيج."
عقدت سندس حاجبيها. أضافت جارتها, "التقيت بي من جنتي بالمستشفى كان يحقق بقضية اختطاف دانة."
اكتفت سندس بالابتسامة لها حتى توجهت الى الطابق العلوي وهي تخبرنا, "عن اذنكم."
غادرت جارتها بينما وقفت انا هناك انتظر سندس ان تعود كي أهم بالرحيل. ناظرت الساعة كانت ما يقارب الرابعة فجرا. كنت أقف هناك كالمسمار منتظر نزولها لكن أخذها وقت طويل جدا حتى ظننت بأن هناك شيء ما قد حدث. أجتاحتني أفكار كثيرة بدأت بالسير متوترا يمينا ويسارا لعلها تأتي من هناك فكرت بمناداتها لكن أخذتني خطواتي الى فوق فقط لاطمأن عليها فالخوف الذي كان يتربع في داخلي جعلني أفقد عقلي نوعا ما.
في تلك الاثناء خرجت سندس من غرفة دانة. رأتني حتى رفعت يديها بسرعة وهي تمسح دمعاتها التي ملئت عينيها قبل قليل. وهي تمسح دموعها وضعت خصال شعرها امام عينيها لتخفي ذاك الانتفاخ الذي حظت به.
قلت لها بقلق, "انتي بخير؟ في شي؟"
اجابت وهي تنظر الى الاسفل, "بخير بخير."
"اسف اني ييت هني بس انشغل بالي عليج."
قالت وهي تتوجه نحو الاسفل, "خلي نمشي منا لتكعد دانة."
عندما عدنا الى تحت كانت متوترة وملامح وجهها تحاول اخفائها عني. في كل مرة انظر اليها تنظر عكس ناظري فقط كي لا تلتقي اعيننا مع بعضها.
قلت لها لتلافي جميع ما كان يحدث, "اوكي دام اطمنت على دانة بسير الحين."
قالت لي مستوقفني, "لحظة اخذ المفتاح مال السيارة ورجعها باجر."
"لا تحاتين انا برد الحين."
"لا ميصير حتى صعب تلكي تكسي هسة. وصراحة اريد اطلب منك شي."
"ابشري."
"كتلي راح تحجي وية محمد يعني تستجوبوا صح؟"
"هية. بكرة." ناظرت الساعة كانت على ما يقارب الخامسة فجرا, "او اليوم."
"اوكي ممكن تمرني قبل لتروح المخفر واكون حاضرة بالاستجواب."
كنت متردد. لا اعلم مالذي سوف يقوله وما الحقائق التي سوف تكشف. حقائق جديدة ربما تجعلها في متاهة اكبر, برغم انها سوف تعلم بكل شيء فيما بعد لكن لم اود ان تكون حاضرة في ذات الوقت لانني لا اعلم كيف ستتلقى تلك الصدمة او ربما سوف يخفي محمد بعض الاشياء لوجودها هناك.
أجبت بتردد, "انا اسف بيكون صعب."
ناظرتني في عيني اخيرا قائلة, "وليد اعرف انت المسوؤل عن القضية وانت الي تكدر تسوي صعب لو سهل. رجاءا اطلبك اكون موجودة."
أخذت نفسا عميقا مناظرها. كانت تنتظر اجابتي قائلة, "الله يخليك."
قلت لها, "اوكي بس بشرط!"
"شنو؟"
"ما تكونين في نفس الدار يعني محمد مابي يعرف بوجودج. بتكونين بغرفة التسجيل وبتسمعين كل شي."
قالت بعدم مبالاة, "ميهمني بس اريد اعرف شنو الي راح يكولة."
"اوكي بعد ساعتين امرج الحين ريحي عشان في اشياء وايد ناطرتنة."
"اوكي اشكرك هواية تعبتك وياية."
"ما عليج تامرين امر."
تركتها وخرجت الى الخارج غالق الباب خلفي. صعدت الى السيارة حتى اجتاح عطرها انفاسي. بدأت بالقيادة حتى ذكرت ما قاله أحد عظماء الكتابة في تلك اللحظة!

رواية خدعة المظاهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن