Part 7

1.4K 57 12
                                    

(سندس)

فتحت عيناي وكما لو أن ضبابة أو غشاء مغطى بهم. صور متداخلة الواحدة تلو الاخرى وانا لا اعلم مالذي يحدث معي. كما لو أن جسدي سقط من مكان عالي جدا.
شعرت بيد تحاول أيقاظي كما لو أنني كنت في كابوس محاولة الاستيقاظ منه.
"ست سندس."
أتضحت الرؤية أمامي اخيرا حيث كانت الممرضة تحدثني. "انتي بخير ست سندس؟"
حاولت الترجل من الفراش لكن اوقفتني الممرضة, "لازم ترتاحين ست سندس."
قلت بتعب, "أريد أشوف دانة."
"دانة تحت العناية المشددة."
"زين ساعديني اكوم من هنا!"
أخذت بيدي خارجين من الغرفة وأنا أحاول السير منكسرة. ونحن في طريقنا الى العناية المركزة مررت من غرفة محمد. أستوقفتها قائلة, "محمد وين؟"
"طالع هسة."
"اوكي نروح نشوف دانة."
"اعتذر ست سندس بس ممنوعة الزيارة حاليا اذا تحبين احجي وية دكتور فايز."
"لا خلاص انتظر محمد بغرفتة يرجع."
ساعدتني الممرضة لاخطي بخطواتي الى داخل الغرفة. كانت توجد أريكة هناك, جلست واستلقيت ارجلي عليها وبعدها خرجت هي غالقة الباب خلفها تاركتني لوحدي أشتعل في تفكيري واشتياقي على دانة.
بينما كنت جالسة هناك أنظر الى حيث لا أعلم وكأن أمامي لوحة وقد أستغرقني التفكير بها طويلا كما لو أنني أكتشف بها شيئا ما فتح الباب ودخل محمد.
ناظرته حتى أتضح بأنه تفاجئ لرؤيتي هنا قائلا, "سندس!!"
لم أقل الكثير بينما كنت أناظره بصمت فقط. وضع يده بتردد على كتفه كأنه يخفي شيئا ما وهو يسير بجانبي متوجه الى خزانة ملابس كانت توجد في الزاوية.
قلت له في حيرة من امري, "محمد وين جنت؟"
"صار عندي شغل برة المستشفى."
"شغل شنو؟"
أجابني بأستعجال بعد أن انهى تغيير ثوبه, "اني لازم اروح اشوف حالة دانة."
قمت من مكاني بسرعة, "اجي وياك الممرضة مخلتني اشوفها."
"أشوفها وارجع اخذج وياية ابقي هنا."
"اوكي انتظرك."
خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه لكن شعرت بأستغراب بسبب تصرفاته كما لو انه لم يكن فرحا لرؤيتي, لكن حاولت التغاضي عن الموضوع بسبب ما أمر به في الوقت الحالي.
بينما كنت أنتظره وقعت عيني على قميصه الذي كان يرتديه حيث رماه على مائدة صغيرة موجودة. لا أعلم لكن أردت أن أستنشقه, فرائحته كانت تبعث في داخلي الامان. كنت أعلم بأنه يمر في وقت صعب كما أفعل أنا لكن ما كان يحدث له أكثر بكثير مما ظننت فقد علمت بأنني كنت ضعيفة جدا في تلك اللحظات. برغم هذا فأعلم قربه مني وحتى لو كانت رائحته فهي تقويني وتجعلني أقف من جديد.
أخذت بقميصهة مستنشقته بكل ما اوتيت من نفس وأنا مغمضة عيني. جلست على الكرسي الذي كان يوجد خلف المكتب. بينما كانت أنفاسه تتغلغل في داخلي شعرت برائحة غريبة ليست رائحته لذا فتحت عيني مستغربة حتى صدمت وأنا انظر بأستغراب لاحمر شفاه امرأة مطبوع على مكان كتفه.
طحت من عيني بعد ماكنت عالي
حبك ارخصته بعد ما كان غالي
كل شي برضاه منك الا الخيانه
بعدها يحرم على حبك وصالي
كم سهرت ايام في حبك مولع
ما دريت انك بتمثيلك خيالي
اشتكي منك واشكيك لعداله
كل منهم قال قلبك ماصفا لي. #راشد الماجد
ناظرت كثيرا حتى شعرت بأن ما حولي قد تجمد. لا أعلم لماذا لكن أتى في رأسي كلام وليد وهو يخبرني بأن أتوخى الحذر من محمد لكن لما الخيانة؟ أكان هو هذا الوقت المناسب لكي يطعنني بأحمر شفاه امرأة أخرى على قميصه؟
أعدت القميص الى مكانه وأخذت نفسا محاولة أن أستجمع نفسي وأعود بتفكيري الى دانة بدلا من خيانته التي جعلت قلبي نصفين. قمت بخطى مجروحة من الكرسي وعدت جالسة على الاريكة كما لو ان شيئا لم يحدث او ربما حاولت جاهدة ان لا أظهر شيء.
مر وقت طويل حتى أتت الممرضة التي كانت تكشف على حالة دانة مع محمد.
"مدام سندس الدكتور محمد ناطرج في دار دانة."
"اوكي!"
قمت من مكاني وذهبت معها كي أرى دانة محاولة أن اتناسى خيانته لي وماحدث لي قبل دقائق قصيرة.
قمت بخطى متثاقلة كي أذهب مع الممرضة, عند وصولي الى غرفة الطوارئ رأيتها مستلقية على السرير وبجانبها محمد. كانت تبتسم له وهي تحادثه كما لو أنها أستعادت كامل وعيها برغم أن جميع الاجهزة الطبية محوطة بها ومازال المغذي مرتبط بيدها الصغيرة.
كنت أقف هناك بجانب الممرضة حتى لاحظت وجودي دانة. أبتسمت لها بسرعة في اللحظة التي التقى ناظرينا. أدار محمد رأسه عندما رأها تنظر في جهتي أبتسم هو أيضا لكن كان تفكيري كله لدانة لذا ذهبت اليها بجانب السرير من الجهة المعاكسة لمحمد.
أمسكت يدها الصغيرة وأنا غير مصدقة بأنها أمامي مستعيدة كامل وعيها, قبلت يدها, "شون صرتي حبيبتي؟"
أجابت بصوتها الناعم, "زينة اني."
بادر محمد, "كل شي تمام ودانة حبيبتي صارت زينة. اليوم تكدر تطلع."
قالت فرحة, "صدك عمو محمد؟"
"اي صدك حبيبتي."
لم أقل شيء بينما كنت أستمع للحديث فيما بينهم وأنا مازلت ممسكة بيدها. أدارت رأسها وهي ما زالت مبتسمة, "ماما اليوم راح نطلع."
"اي حبيبتي." قبلت يدها مرة ثانية.
قال محمد, "سندس حبيبي ممكن نحجي؟"
بدون النظر اليه أجبت قائلة, "بعدين."
"حبيبي خلي نحجي برة علمود دانة!"
"اوكي."
قمت من مكاني مقبلة رأسها, "هسة ارجع حبيبتي."
أبتسمت لي بينما خرجنا انا ومحمد خارج الغرفة أنظر لها من خلف النافذة الزجاجية الكبيرة.
بادر هو قائلا, "حبيبي بيج شي؟"
"لا بس كلي صدك دانة راح تطلع اليوم؟"
كنت أتحدث معه واتلافى النظر الى عينيه. بادر قائلا, "اي حياتي اليوم تطلع." وضع يده على حنكي كي يرفع رأسي ويجعلني أنظر اليه, "اليوم نرجع للبيت ودانة ويانة."
أبعدت يده, "اي ان شاء الله." أسترسلت, "مشرحتلي حالة دانة! شنو الجرح الي جان؟"
"لتخافين بالبداية توقعت أكو عضو عندها ماخذي بس ماكو شي. ما أعرف شنو الي صار وياها وجان هذا الجرح بس حالتها الصحية زينة يعني بس تحتاج تستمر على الدوة."
"اوكي."
قال في حيرة من أمره, "سندس شبيج؟"
"ولا شي. خلي أرجع لغرفتي أبدل واجي وانت تلحك مخلص اوراق خروج دانة."
"اوكي حبيبي."
عدت الى دانة قبلت رأسها مخبرتها بأنني سوف أّذهب لاغير ثيابي ثم أعود لها كي نخرج من هناك. سرت الى غرفتي بخطى منصدمة وهو يسألني مالذي كان بي؟ كيف يستطيع أن يقوم بالتمثيل علي في الوقت الذي أحترق به في داخلي؟ حتى لو أود مواجهته فلم يكن الوقت المناسب والمكان المناسب للحديث في شيئا كهذا.
عند وصولي الى غرفتي جلست على الفراش قليلا دون فعل شيء. كنت أنظر بعيدا لكن فكرت في الاتصال في وليد كي يخبرني لماذا قال لي بأن أتوخ الحذر من محمد لذا أخذت هاتفي من على الطاولة التي توجد بقرب السرير حتى رأيت بأنها وصلتني رسالة على الواتس أب من رقم أجهله.
فتحت الرسالة حتى صدمت أكثر كما لو أن هذا اليوم لا يود ان يمر على سلام. حاولت أن اقنع نفسي بأن الذي في الصورة ليس هو لكن كيف لي وأنا أرى قميصه ملطخ بأحمر شفاه أمرأة كما لو انني المرسل يودني أن أعرف بأي طريقة حتى لو لم أرى ثوبه!
ناظرته ولا أعلم أن كنت ابكي ام لا, لكن كان قلبي يتوجع جدا وأنا أرى أمرأة بين يديه منحنية تناظره وهو يبادلها تلك النظرات لكن لم أستطع رؤية وجهها فقد أخذت الصورة من الخلف كما لو أن المرسل يود أن يريني خيانته غير الكشف عن رؤية من هي التي تشارك في تلك الجريمة. لكن ما الفائدة؟
حاولت أن اصبح قوية حتى لم أستطع وبدأت دمعاتي بالتساقط شيئا فشيء. حاولت أن اكون غير مبالية لكن كيف لي فعل هذا وانا اراه يتظاهر بأنه لم يكن مع أمرأة أخرى قبل فترة قصيرة؟
اكان الحزن مكتوبا لي في الوقت الذي ظننت بأن الزمان قد أصبح أمانا؟
أكان الوجع منقوش على جبيني؟ كما لو أن الالم الموجع لا يود تركي مهما حدث!
شعرت بأنني متهالكة كما لو أن الدرب أنتهى بالنسبة لي ففي كل مرة أحاول الوقوف يصبح شيء يجعلني أفقد الامل من جديد. كانت محقة #ميثاء الهاملي وهي تخط كلماتها قائلة, "لم يعد هناك شيء يغري .. تبلدت أطراف الغد .. وتهالكت الدروب."
حاولت أن أستجمع نفسي وقمت بتغيير ثيابي. عند خروجي كان محمد يتوجه الى غرفتي. قال لي وهو مبتسما, "ها حبيبي خلصتي؟"
قلت له متلافية النظر اليه, "أي خلصت."
أتى بقربي ممسكا يدي. "حبيبي باجية؟"
"لا شوية تعبانة."
أخذ يدي مقبلها, "اوعدج راح ترتاحين." أسترسل, "دانة حاضرة ودتنتظرج. اني باقي أخلص كم شغلة واجي للبيت. اكو سيارة تنتظركم برة المستشفى وهي راح توصلكم للبيت."
"اوكي."
سحبت يدي ودقات قلبي كادت على الوقوف لكن ليس حبا فيه هذه المرة وانما الما من وجع الخيانة.
ذهبت الى دانة حيث كانت تنتظرني على السرير جالسة وهي مبتسمة. توجهت نحوها, "شونج حبيبتي؟"
"اني زينة. راح نروح؟"
"اي يلا."
"وين عمو محمد؟"
"كال عندة شغل يخلصة ويجي. يلا حبيبتي."
أخذت بيدها الصغيرة مشابكة يدي متوجهين الى خارج المشفى حيث كان ينتظرنا السائق كما قال لي محمد.

رواية خدعة المظاهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن